ايران تعتبر تصدير الثورة من أساسيات كيانها.. هذا ما يراه الزامل
زاوية الكتابكتب يوليو 22, 2012, 9:26 م 979 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / تصدير الفشل!
فيصل الزامل
اهتمت دول الخليج بتصريح الرئيس المصري بعدم التدخل في شؤون الغير، بالنظر الى معاناتها مما تفعله ايران التي تعتبر تصدير الثورة من أساسيات كيانها، إلا أن هذا الأساس تحول في حالة الثورة السورية الى دعم عسكري لقمع الثورة والفتك بالمدنيين بوحشية، وهو مماثل لما فعله جمال عبد الناصر مع اليمن حينما دخل في قتال لدعم السلال فأوصل مصر الى حرب 1967 وهي في حالة إعياء، وهي نفس ممارسة ايران مع العراق التي دخلت بسبب «التصدير» في حرب السنوات الثماني، فهي ممارسة خطرة ومدمرة، كونها تسعى الى فرض أجندة خارجية على دول أخرى.
منهج عدم التدخل في شؤون الغير - وبالذات في الشأن السياسي - هو منهج متزن، وخصوصا عندما تكون لدى الدولة «المصدرة» معاناة مزمنة مع المادة التي تصدرها، فالنموذج الإيراني الحالي والمصري في الستينيات سجلا تراجعا في حقوق الإنسان، فالسجون في ايران مليئة بالمعتقلين من بينهم 26 ناشطا سياسيا مثل مير موسوي مرشح الرئاسة الإيرانية، وتتجاهل إيران تقارير «منظمة العفو الدولية» عن عمليات اغتصاب للمساجين بتشجيع من ادارة السجون حسب المعلومات الواردة في تقرير المنظمة للعام 2009 مدعما بمقابلات مع ضحايا تلك السجون التي شهدت 146 حالة إعدام سرية، و200 معلنة في 2011، وقبلها في 2010 تم إعدام 300 معارض من بينهم قاصرون، والكلام عن الوضع في مصر في الستينيات أشد قسوة مما ذكرنا، فهل هذه التجارب الفاشلة جديرة بالنقل الى الغير؟!
مع الفارق في القياس، إلا أننا في الكويت نعيش في دوامة سياسية وفوضى في فهم دور السلطات في النظام البرلماني تسببت في تراجع وفشل هو حديث جميع دول الخليج التي كما قالت الزميلة إقبال الأحمد «تلوح لنا بيدها مودعة... من نافذة في قطار التنمية السريع».. بهذه الوضعية هل نحن مؤهلون أن نقدم النصائح للغير؟! صحيح أننا نتمنى الخير لشقيقاتنا الخليجية، نألم لألمها ونفرح لسرورها، ومن الكياسة أن نحترم اجتهاداتها في الشأن السياسي، وبالذات مع فشلنا الذريع الذي أثمر غياب الاستقرار السياسي والفشل الاقتصادي المحزن، اضافة الى هذه المسرحيات (صباحية/ مسائية) التي نعيشها بوجود المجلس وفي غيابه، هذا الفشل من يرغب في استيراده؟!
لقد احترم العالم اختيارات دول خليجية رأت أن النظام الذي يناسبها يختلف عما يناسب جورجيا في آسيا التي اخترقتها الدبابات الروسية بسبب عدم الاستقرار السياسي، أو اليونان التي سحبت أوروبا الى هوة اقتصادية سحيقة، فالعبرة دائما هي بالنتيجة التي تمثلت خليجيا في حسن ادارة الموارد وزيادة قيمة الفرد، حيث تفوقت الإمارات في حجم صناديقها السيادية على جميع دول العالم بما فيها الصين، وحققت السعودية لسكان الصحارى والجبال نفس الخدمات المتاحة لسكان المدن، وحققت سلطنة عمان للمواطن هناك حلما كان بعيد المنال، ما جعل ثوار الأمس يقولون «الحمد لله أن ثورتنا فشلت».
نعم، لا نتمنى أن يحدث مكروه لأحبائنا في أي بلد شقيق، وأن يتم تجاوز هذه المرحلة بأقل تكلفة ممكنة، مثلما حدث في تجارب خليجية سابقة، وهذا يتطلب من البعض «ركادة» ونظرة مسؤولة للأقوال التي تضر أكثر مما تنفع.
تعليقات