هل ضريح السيدة زينب معطل لمطالب الشعب السوري؟! ياسر الصالح متسائلاً
زاوية الكتابكتب يوليو 22, 2012, 8:34 م 3377 مشاهدات 0
الكويتية
الفتنة.. واستهداف ضريح السيدة زينب
د. ياسر الصالح
هل ضريح السيدة زينب معطل للديمقراطية ولحرية التعبير والمشاركة الشعبية وتكوين الأحزاب وتداول السلطة، أم هل ان هذا الصرح الديني الكبير والمهم الجاذب والجالب لملايين الزوار من أصقاع العالم معطل لعجلة الاقتصاد وللمطالب المعيشية!؟
باختصار، هل ضريح السيدة زينب، عليها السلام، معطل لمطالب الشعب السوري!؟
الإجابة بالطبع هي لا، فالضريح لا يمثل أي معيق في سبيل تحقيق الشعب لما يريد.. إذن، لماذا تمت مهاجمة الضريح ومحاولة تدميره ممن يدعون تمثيل الشعب السوري ومطالبه و«ثورته»؟
الجواب واضح، وهو لأن هؤلاء لا يمثلون الشعب السوري ومطالبه و«ثورته»، بل يمثلون مطالب وأهداف جهات أخرى، ليس لأنها لا تمثل الشعب السوري فحسب، بل هي تريد به الشر، والدليل تظهر بداهته عندما نتصور لو أن هؤلاء نجحوا في تحقيق هدفهم بتدمير ضريح السيدة زينب، فماذا ستكون النتيجة، أليست حربا طائفية شعواء ليس في سوريا فحسب، بل في عموم المنطقة في الجوار السوري وما بعده، تراق فيها الدماء ومن الجميع؟
هذا التصور ليس مبالغا فيه، فقد رأينا محلياً أنه ما إن بدأت تظهر أخبار الهجوم على منطقة السيدة زينب في سوريا، حتى خرج البعض من رموز الأغلبية البرلمانية السابقة عندنا ليحاول نقل ذلك الصراع من الساحة السورية إلى ساحتنا، وليعلن -عبر تويتر- اصطفافه مع المهاجمين، بل ويتحدث وكأنه ناطق بلسانهم يتحدى ويستفز المحبين للسيدة زينب وضريحها بأسلوب يظهر سابق تخطيط ووعي، محاولا استدراج من يتجاوب معه حتى تنتقل الفتنة عندنا، وكذا جرت محاولات في ساحات الدول المحيطة والمجاورة من أمثاله، حيث يبدو أن ذلك كان ضمن «أمر عمليات» واحد من الجهات المدبرة لهذه الفتنة التي تريد تدمير سوريا وإدخال المنطقة في الكارثة.
واضح من هو الذي يستهدف تحقيق هذه النتيجة الدموية ومن المستفيد منها، بالطبع ليس هو الشعب السوري ولا شعوب المنطقة، فلا أحد يريد تدمير وطنه وقتل نفسه وأبنائه، بل ان ما تريده الشعوب هو عكس ذلك تماما، هي تريد المزيد من الحياة الكريمة والآمنة، أما من يستهدف الفتنة والنتيجة الدموية فهم أصحاب الأجندة الصهيوأميركية وأدواتها، الذين يرون في حصول شعوب المنطقة على سيادتها وتقوية وضع بلدانها أمنياً واقتصادياً خطراً عليهم، فالخاسر الأكبر من هذا الواقع سيكون الكيان الصهيوني أولاً، لأنه الكيان الذي تنبذه جميع هذه الشعوب وتود زواله، وسيكون الخاسر كذلك المصالح الغربية والأميركية بصيغتها الظالمة والاستغلالية، فأينما وجدت الإرادة الشعبية تقلصت قدرتهم على نهب الموارد وقدرة الجانب الأجنبي على التحكم بالقرار الوطني، وهذه النقطة الأخيرة تفضح الخاسر الثالث، وهي الجهات المرتبطة عضوياً بهذا الأجنبي وبأجندته في المنطقة.
الهجوم على منطقة السيدة زينب فضح كل هؤلاء من القوى المهاجمة وأسيادها ومموليهم وامتداداتهم في المنطقة، وبيَّن أن مطالب الشعب السوري المحقة ما هي إلا واجهة يحاول هؤلاء الاختباء وراءها لتمرير أجندتهم الحقيقية.. الأجندة الصهيوأميركية.
من موقعنا، فإننا منتبهون لهذا المخطط ولن نمكنهم من النجاح في حرق المنطقة وإراقة الدماء فيها، فالشعب السوري بدوره سوف يدافع عن منطقة السيدة زينب وضريحها المبجل والمقدس، ونحن سنواجه بالوعي والتعقل كل الجهود الشيطانية الاستفزازية، ولن ننجر لما يريدنا له الصهاينة وأدواتهم.
تعليقات