السياسة في رمضان كما يراها طارق المطيري 'رحمة'!
زاوية الكتابكتب يوليو 22, 2012, 7:56 م 1215 مشاهدات 0
الكويتية
في رمضان.. السياسة رحمة
طارق نافع المطيري
هناك انطباع تقليدي عند تناول الشأن السياسي لدى الناس، وهو الشعور بالمنافسة والمناكفة والتخاصم والتنازع والاستئثار والاستفراد، وغيره من المعاني البعيدة كل البعد عن التراحم والتكافل والتضامن والسكينة والهدوء النفسي، وعليه فتناول الشأن السياسي بعيد كل البعد لدى الكثيرين في رمضان عن الرحمة والسكون النفسي والاطمئنان الداخلي.
في قراءة للتاريخ، وخاصة سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كما في تاريخنا الإسلامي، كان شهر رمضان الكريم شهر عمل وسياسة، بل يحفل شهر رمضان بأنه شهر الانتصارات العسكرية الكبرى في تاريخنا الإسلامي، بدءا من غزوة بدر في 17 رمضان في السنة الثانية للهجرة إلى رمضان هذا الذي بلغنا إياه الله، حيث يوفر رمضان وقودا خاصا للثورة العربية وتحديدا في سوريا، وهو ما تتأمله الأمة الإسلامية من نصر تحرزه الثورة على النظام المستبد في الشام.
إن ما خلفته ثقافة كسولة عاجزة فصلت بين العبادة والعمل يحكم كثيرا من انطباعاتنا حيال هذا الشهر الفضيل، وما يجب علينا فعله انسجاما مع التغييرات الكبرى التي تمر بها أمتنا هو تغيير تلك الثقافة التي تخلف هذه الانطباعات السلبية وإعطاء شهر رمضان قدره الذي يستحقه، فالتناول العام للشأن السياسي علينا أن نصبغه بمعاني الشهر الكريم من احتساب للأجر وتصويب للنوايا وتغليب للمصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، بذلك تكون السياسة رحمة للشعب والدولة.
إن المدرسة الأخلاقية التي تمر بها الأمة بشكل مركّز ومكثف في شهر رمضان الكريم، والتي كتبت على الأمة في وقت مبكر من تاريخها، يصعب علينا أن نختزلها ونقصرها في جانب العبادة والنسك والشعائر فقط ولا نعممها على جميع مناحي الحياة، لاسيما أهمها أثرا على الأمة وهي السياسية.
ربما يكون مدخلا جميلا ومقبولا الاستفادة من عادتنا الجميلة في هذا الشهر الفضيل، مثل «الغبقة» التي تقيمها الأحزاب والكتل السياسية في كل سنة، وتطوير هذه العادة التي تمزج بين الطبيعة الاجتماعية والبعد السياسي لتكون منتدى سنويا للمكونات السياسية، فلو كانت الغبقة السنوية عبارة عن مؤتمر «غبقة» لكل المكونات السياسية تحت سقف واحد يتبارى تحته الجميع لتقديم أفضل ما عندهم في جو يسوده الود والسماحة التي يمنحنا إياها الشهر الفضيل لكان مردود تلك الغبقة -المؤتمر- إضافة جميلة ومميزة.
أخيرا، نبارك للقراء الكرام وللأمة العربية والإسلامية قدوم هذا الشهر الكريم، أعاده الله علينا وعلى الأمة بالحرية والتقدم.
تعليقات