عرب يتركون عملهم ببنوك أجنبية ويؤسسون مشاريع خاصة
الاقتصاد الآنيوليو 20, 2012, 3:18 م 604 مشاهدات 0
بعد 16 عاماً من العمل لدى بنك مورغان ستانلي رصدت مي نصر الله، المصرفية اللبنانية، فجوة في سوق استشارات الشركات الصغيرة بالشرق الأوسط، ما دفعها لترك البنك وتأسيس شركتها الخاصة للاستشارات المالية في دبي.
وبعد ثلاث سنوات كانت قد اجتذبت عدداً من زملائها السابقين في مورغان ستانلي إلى شركتها دينوفو للاستشارات، التي تساعد الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط التي تتطلع إلى فرص استحواذ أو مشاريع مشتركة أو زيادة رأس المال، وذلك حسب تقرير بثته وكالة 'رويترز'.
وقالت نصر الله في مكتبها الواقع في الطابق 25 من أبراج الإمارات، وهو مبنى إداري فاخر يطل على مضمار سباق الخيل في دبي 'أردنا أن نقوم بشيء مختلف عن بنوك الاستثمار العالمية، وهو أن شركتنا تأسست في الشرق الأوسط وتركيزنا واستراتيجيتنا تنصب تماماً على الشرق الأوسط'.
ونصر الله التي نشأت في الكويت واحدة من عشرة مصرفيين على الأقل في الشرق الأوسط اختاروا منذ الأزمة المالية العالمية التخلي عن عملهم في مؤسسات مالية كبرى ليؤسسوا مشاريعهم في القطاع المالي الخليجي المتنامي.
وعملت نصر الله التي درست الاقتصاد والعلوم السياسية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مورغان ستانلي بنيويورك ولندن وهونغ كونغ، قبل أن ترقى وتكلف في 2005 بتأسيس وحدة البنك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي 2009 قررت الاستفادة من خبراتها الدولية والمحلية في تقديم المشورة للشركات الصغيرة، وهو قطاع ترى أن البنوك الكبرى متعددة الجنسية تجاهلته.
وتوافدت البنوك العالمية على الخليج خلال سنوات الازدهار من 2003 إلى 2007، ساعية للكسب السريع من المنطقة الغنية بالنفط، لكنها كانت في أغلب الأحيان تخدم المؤسسات الشرق أوسطية الكبيرة وصناديق الثروة السيادية.
وأثبتت هذه الاستراتيجية أنها أقل ربحية بكثير في السنوات القليلة الماضية بعدما دفعت الأزمة المالية العالمية والتباطؤ الاقتصادي هؤلاء العملاء إلى إعادة التركيز على أسواقهم المحلية.
وتفيد بيانات تومسون رويترز بأن 20 بنكاً عالمياً حققت إيرادات من الرسوم بلغت 234.8 مليون دولار إجمالاً من أعمالها في الشرق الأوسط في النصف الأول من هذا العام، انخفاضاً من أكثر من 450 مليون دولار في النصف الأول من 2007، وإن كانت أعلى بنسبة خمسة في المئة من الفترة نفسها من العام الماضي.
ولكن مع ترسخ أقدام البنوك العالمية في المنطقة في السنوات القليلة الماضية يقول المصرفيون المرموقون الذين أمضوا سنوات هنا، إنهم يجدون فرصاً كثيرة، لأنهم يفهمون آليات العمل في المنطقة وملتزمون بخدمة العملاء في الأجل الطويل.
كما أن تأسيس شركة في دبي أو أبوظبي أسهل نسبياً من تأسيس شركة في أي مركز مالي آخر، فضلاً عن أنها تستفيد من إعفاءات ضريبية. وأصدرت دبي 14360 ترخيصاً لشركات جديدة في 2011، وفقاً لبيانات دائرة التنمية الاقتصادية، بزيادة 14% عن العام السابق.
وقال بوشباك دامودار الذي عمل في ذراع إدارة الأصول بمصرف دويتشه بنك، قبل أن يؤسس شركته غلوبال فرونتييرز للاستشارات في دبي عام 2009 'في مجال عملي الأمر سهل للغاية، فأنت تبيع الراحة وليس فقط المنتجات'.
وتقدم الشركة المشورة في مجالات الطرح الخاص، وتقدم الدراسات والخدمات الاستشارية للمؤسسات التي تسعى للاستثمار في الأسواق الناشئة والأسواق المبتدئة.
وأضاف دامودار 'كثير من المؤسسات التي جاءت إلى المنطقة في فترة الازدهار كان لديها نظرة قصيرة الأمد، وكان عملها يتعلق ببيع منتجات، ولم تبذل جهداً يذكر لفهم متطلبات المنطقة وبناء وجود أطول أمداً'.
وتابع أن كثيراً من المستثمرين العالميين يعيدون النظر الآن في استراتيجيتهم تجاه المنطقة، ويبحثون عن شركاء يعتد بهم لضمان الاستفادة من فرص النمو في المستقبل.
وأضاف أن هذه الأسواق ستحقق قفزة كبيرة في الأعوام المقبلة. إذا لم تغتنم الفرصة الآن ستكون في وضع أقل تميزاً بعد خمس سنوات من الآن.
وكان زيد المالح يعمل مديراً لوحدة الشرق الأوسط وإفريقيا في بنك الاستثمار الروسي في تي بي كابيتال، قبل أن يؤسس شركته الاستشارية داش، في وقت سابق هذا العام لتقديم النصح للشركات الروسية وغيرها. ومن عملائه أكبر جامعة خاصة في روسيا، التي تريد بناء فرع لها في الشرق الأوسط.
وقال المالح، وهو نمساوي الجنسية من أصل سوري 'هناك اهتمام كبير بين المستثمرين بالوجود في هذه المنطقة، فهذا مهم لنموهم المستقبلي. يتعين فقط أن تجد الشريك المناسب الذي يعمل على المدى الطويل'.
ومع تزايد فرص الأعمال بسبب تسارع النمو الاقتصادي وارتفاع الدخول في الشرق الأوسط، قرر زياد مكاوي المصرفي اللبناني المخضرم ألا يتقاعد، وأسس شركة وايزائدفنتشرز هذا العام، وهي شركة رأسمال مخاطر يديرها مع شريك في دبي.
وقد ساعد في تأسيس ليبانون إنفست أول بنك استثمار محلي في بيروت عام 1994، ثم أسس شركة ألجبرا كابيتال لإدارة الأصول، التي باعها لصندوق الاستثمار الأمريكي فرانكلن تمبليتون في 2009.
وبالنسبة لنصر الله ومكاوي، ارتبطت الرغبة في إقامة مشروع خاص بالفخر الوطني. وقالت نصر الله 'بالنسبة لي بشكل شخصي كان هدفي رد الدين للمنطقة التي تمتد جذوري فيها، ولتأكيد أن هذا الجزء من العالم يمكنه أن يحقق ما حققته مناطق أخرى بنجاح'.
لكن يقول مكاوي إن المنطقة لكي تنجح تحتاج لتطوير ثقافة تقبل الفشل في الأعمال.
وتابع أن الأعمال في الوقت الراهن تتجنب المخاطرة إلى درجة أنه إذا فشل مشروع نادراً ما ترى من نفذوه يعودون للسوق مرة أخرى بأفكار جديدة.
وأضاف 'حتى في أكثر الدول تقدماً كان أصحاب المشاريع يفشلون ويبدؤون من جديد'.
تعليقات