في الإمتحان يكرم المرء أو يهان

شباب و جامعات

لا توهم نفسك بأنك تستحق أكثر من الدرجة التي نلتها

1594 مشاهدات 0


ان اهم ما يساور الطالب من شكوك سواء كان جامعيا ام في الثانويه العامه القلق الغير مبرر الذي ينتابه قبل فترة الأمتحان وخلاله .لدرجة ان بعض الطلاب يفقد السيطرة على مجرى الأمور الحياتيه ليصبح اسير الأمتحان ,مستسلما .عصبيا.مكتئبا .ينبغي ان يعلم الطلبه ان الأمتجان هو نقطة النهاية لكل منهج او اي مادة يدرسونها ,هي الفيصل لمكافأة المجتهد .على الطالب ان يعي انه من الظلم ان يوضع من تعب واجتهد مع من اضاع الوقت في اللهو. على الطالب ان يعي انه اذا افلت من الأمتحان بأي طريقة صادفته ,ففي المستقبل الفريب عندما يدخل المجتمع وميدان العمل سوف يواجه ليس بالدرجة التي حصل عليها لانها تتبخر وتصبح من دون اي قيمة بالمطلق , بل يواجه بالملكة العلميه والمحصول العلمي والمعلومات العلميه التي احتزنها  , وفي الأمتحان يكرم المرأ او يهان ،وفي النهاية يجب ان ينصب عصار الفكر خلاله ,ليحاسب الطالب على عمله ايجابا ام سلبا . فهو بمثابة مقياس لمدى تحصيلك العلمي في المادة التي درستها طوال الفصل الدراسي.وعليك ان لا تخدع نفسك بالدرجة التي كنت تتوقعها .بل كن واقعيا واطلب الدرجه بقدر الجهد الذي قمت به اثناء اعمال الفصل.  وبالتالي عليك ان تحسن تعاملك مع هذا المقياس، وان تكون مستعدا لمواجهته. واعلم ان الوضع في الكويت يتجه رويدا رويدا الى مبدأ المنافسة في القطاع العام والخاص ليعتمد اكثر على امتحان الدخلول والمقابله الى الولوج الى الوظيفة العامه او الخاصه .لتصبح الدرجة التي حصلت عليها سواء كانت امتياز او جيد جدا  ليست سوى الباب المؤهل للولوج الى الأمتحان او المقابلة الشفهيه ليطبق مبدأ في الأمتحان يكرم المرأ او يهان . ان متابعة المحاضرات وبشكل كامل، امر في غاية الأهميه، لان المتابعة من بداية المحاضرات تخفف عليك من عبء الجهد والوقت أثناء فترة الاختبارات، وتعطيك الثقة بنفسك .وهو الأمر الوحيد الذي من خلاله تصبح اكثر قدرة على تكوين الملكة العلميه والتي من خلالها تستطيع ان تتدبر امر القيادهوإذا كنت متأخر في الاستعداد للأمتحان، عليك بتنظيم وقتك وقبل ذلك تهيئة ذاتك نفسيا من خلال تذكر الاختبارات وموعدها وان لا تتجاهلها أو تقلل من أهميتها .واعلم انه كلما كنت قادرا على الحفاظ على رباطة جأشك وكنت هادئا كلما كنت اكثر قدرة على التركيز . فالوقت يمر والأمتحان يقترب والتركيز مطلوب .فعند الدراسة والتحضير للأمتحان حاولة إتباع أسلوب التركيز غير الإرادي عند  الدراسه او القراءة إذا كانت المادة نظري. لان هذا الأسلوب هو نفسه وأنت تقرا مثلا اخبار الرياضة او إعلانات الوظائف في الصحف حيث يكون حضورك الذهني اقوي مما لو كنت تجبر نفسك على التركيز.ومن اهم الطرق المتبعة للتحصيل العلمي التلخيص الشخصي والتركيز على المعلومات التي تم فهمها من الوهلة الولى ,لأنها تكون سهلة بالنسبة للدارس واعلم ان مراجعة الفكرة او المعلومة بينك وبين نفسك وبصوت مسموع، وصياغتها بأسلوبك وبطريقتك الخاصة من اهم الطرق المتبعة وخاصة اعادة الفكرة اكثر من مرة . واذا صعبة الأمور ووجدت صعوبة في فهم او حفظ موضوع نظري حاول ان تشغل الحاسة الثانيه وهي السمع عن طريق اطلاق العنان لصوتك ومساعدة الحواس الأخري عبر التأثير عليها ولكن , قبل الشروع في التحضير للأمتحان عليك ان تقوم بتنشيط الذاكرة بأدوات ذهنية مختلفة، ومن الأمثلة على تنشيط الذاكرة حاول مثلا ان تقرا عناوين صحيفة معينة مرة واحدة ثم حاول تذكر ما قرأت .فاذا وجدت ان التذكر والحفظ كانا جيدا عليك البدء بالتحضير للأمتحان والا اشغل نفسك في شيء يلهيك عن تذكر الأمتحان لفترة قصيرة لانك وفي ظل هذا الوضع لن تستطيع ان تحفظ ما قرأت وسوف تأتي بنتائج سلبيه,فإذا راجعت وذاكرت ثم شعرت انك نسيت كل شي لا تيأس أبدا، لان كل ما تقراه يتخزن في ذاكرتك وفي مناطق خاملة وقم بتنشيطها وسوف تتذكرها. ولا تخف من اختبار نفسك لان الأمر يحتاج الى تنشيط للذاكرة . كل ما نطلبه في هذه الفترة ان الطالب يجب ان يكون لديه صفاء الذهن وراحة البال وكما يقول العلماء ان ذاكرة الإنسان عبارة عن شريط يقوم بتسجيل كل ما تقراه وكل ما تستقبله عبر حواسك الخمس ويخزنه في ذاكرتك , والنسيان هنا هو ان هذه المعلومات مخزنة في مناطق خاملة في الذاكرة. والدليل على ذلك انك أحيانا تتذكر وبدون مناسبة حدث معين صغير او معلومة معينة قد حدثت ومرت عليك قبل سنين طويلة وهنا يدخل دورك في محاربة الشعور بالفشل والنقص عن الآخرين في التحصيل العلمي من خلال اكتساب الثقة الذاتية.بمعنى كلما كنت مرتاحا في الدراسة والتحضير وبعيد عن الضغط كلما كان العقل والمخ اكثر قدرة على استيعاب المعلومات التي اودعتها اياه. برمج نفسك على انك ذكي وشجاع وقادر على الحفظ والفهم ولا تخدع نفسك بأوهام ,واياك ان تعتمد في الأمتحان على الظروف .ان التعامل مع ورقة أسئلة الأمتحان ليس أمرا هامشيا وإنما يحتاج الى تعامل جيد حتى لا يضيع جهد الطالب الذي أمضاه في الدراسه لمدة طويلة. فكثير من الطلاب يتقدمون للاختبار وقد حفظوا المادةجيدا إلا ان سوء تعاملهم مع الأسئلة افقدهم كثيرا من الدرجات.لا تترك الأمتحان قبل انهاء الوقت فهو حق مقدس بالنسبة لك ,وترك الأمتحان قبل انتهاء الأمتحان اضاعة للفرص التي لم ولن تعوض ابدا واعلم انك سوف تندم على ذلك .كن هادئا نفسيا وتوكل على الله لان هذا سيجعلك منظما ومركزا ومرتبا في إجاباتك، أما الارتباك ربما يؤثر على أجابتك حتى لو كنت مذاكرا.عند استلامك لورقة الأسئلة لا تقرا كافة الأسئلة دفعة واحدة وإنما إقراء السؤال الأول واجب عليه وقم بمراجعة الأجابة وتأكد من انها صحيحه هنا ترتفع معنوياتك وتصبح اكثر قدرة على التركيز واعلم انه كلما ركزت اكثر وخففت من توترك كلما اعطاك العقل الأجابة الصحيحه وساعدك على الكتابة  ثم وإذا كنت ممن يحب ان يطلع على جميع الأسئلة لا تقراها دفعة واحدة وبشكل سريع لأنك عندما تقرا الأسئلة يكون ذهنك مشدود لمحتواها من خلال التركيز اللاايرادي، و هذا الأسلوب ربما يشتت أفكارك ويبعثرها،لأنه وفي حال مر سؤوال واحد صعب سوف ينعكس الأمتحان بمجمله سلبا على نفسيتك حاول ان تبدأ بالسؤال الأسهل ثم الأكثر صعوبة ثم الأصعب ولا تتوقف عند سؤال صعب، وإنما اجعل الأسئلة الأكثر صعوبة في النهاية و اجعل كل سؤال في صفحة مستقلة إذا أمكن، واهتم بترقيم الصفحات وبترقيم الإجابات ولا تحاول ان تضيع الوقت .واعلم ان الأستاذ اثناء فترة التصحيح ليس سوى الأب الصالح بالنسبة لك وهو مهتم لمستقبلك ولا يحب ان يظلم احدا .واعلم ان النتيجة التي سوف تحصل عليها هي النتيجة التي تستحقها وهي النتيجة التي تؤهل شخصك في المستقبل وتجعل منك محط انظار . لا تطلب المستحيل في درجاتك واعلم انه كلما حصلت على درجة امتياز في مادة كلما وضعت نفسك في سلم المنافسة وكنت محط انظار لتسأل عن هذه الدرجة .لا توهم نفسك بأنك تستحق اكثر من الدرجة التي نلتها بل صارح نفسك وخذ ورقة وقلم وحدد الأجابات الصحيحة والخاطئة في الأمتحان . يجب ان لا تنسى انه وفي اعرق الدول مثل فرنسا وامريكا وبريطانيا لا يحق للطالب الأطلاع على الأمتحان المصحح لان في ذلك خصوصيه للأستاذ المصحح الذي هو حريص كل الحرص على مستقبلك .لا تجادل في درجتك لان الأستاذ ادرى في شؤون امتحانك ولو حاولت معاندته لاستطاع ان يجد لك مئة تبرير للدرجة الموضوعه .وأخيرا كن على يقين انه لا يبقى من الأمتحان سوى المعلومات التي سوف تستعملها في حياتك المهنيه لانها الأهم, هذه المعلومات تكون حجر اساس امام امتحانات الدخول للوظيفة العامة او الخاصه او لاستكمال الدراسة وخاصة في الخارج .كن على يقين انك كلما كنت متصادقا مع الذات كلما كنت ناجحا ومتفوقا .ففي فرنسا ممرت بتجارب كثيرة من امتحانات الى مقابلات الى امتحان ذكاء , لم اسأل يوما عن الدرجة التي حصلت عليها طوال سنوات الدراسه .كنت اجد كل مرة نفسي امام اساتذة ولجان لم اعرفهم ابدأ . مستقبلي بين ايديهم .لم يعطوني ابدا اي تبرير للنتيجة التي يضعونها ,كما انه لا يوجد اي طالب لديه الجرأه ان يشكك في النتيجة التي حصل عليها .لانه وبكل بساطه , طلبات التظلم تفتح من اللجنه المختصة وبمواجه الطالب نفسة ولم يمر علي شخصيا ان هنالك طالبا كان محقا .ولكن لكل مقال مقام . فقد كان الطالب الغير محق يجد نفسه امام معضلة التبرير .ناهيك ان الأمتحان والمقابله في الوظائف تخضع لمزاجية المقابل وصاحب العمل في القبول والرفض .لذا فأنه من الحرى ان يروض الطالب الذات ويعتمد على النفس ويتكل على الله فانه نعم الوكيل .

بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم .

 

بقلم: المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم

تعليقات

اكتب تعليقك