هل يمكن لشعب اتكالي مترف أن يتمرد؟!.. د. شملان العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب يوليو 19, 2012, 12:16 ص 1271 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / من يعلق الجرس؟
د. شملان يوسف العيسى
وضعت كتلة العمل الوطني تصورها للإصلاح من خلال وثيقة إنقاذ وطني تستدعي توافق القوى السياسية والمجاميع الشبابية الفاعلة في المجتمع في المرحلة القادمة، وتحدثت الكتلة عن حالة انعدام الثقة الشعبية بالحكومة لتفشي الفساد وضعف القرار وانعدام الرؤية والقرار والعمل الجماعي في ظل مؤسسات حكومية مترهلة ضعيفة الأداء نتيجة تشكيل الحكومات بناء على تسويات سياسية أو محاصصة.
كتلة الأغلبية النيابية في المجلس المعطل وضعت برنامجها للإصلاح السياسي في دائرة انتخابية واحدة تجمع الكويت وفق القوائم النسبية وإشهار الهيئات السياسية وتعديلات دستورية تضمن منح الثقة البرلمانية للحكومة.
مع تقديرنا واحترامنا للأفكار التي طرحتها كتلة العمل الوطني التي شخّصت المرض جيداً ووضعت تصوراتها للحلول من خلال حكومة إنقاذ وطني للقضاء على الفساد وإجراء إصلا حات في اللوائح الداخلية وإدخال لجنة القيم وتعديل قانون محاكمة الوزراء وغيرها، مع احترامنا وتقديرنا لجميع الأفكار والأطروحات التي أثيرت إلا أن واقع الحال يخبرنا بأن لا جديد في كل ما طرح.. فعملية التغيير في أي مجتمع عملية معقدة وشائكة وتتطلب جديداً مختلفاً.. ما طرحه نواب المعارضة من أفكار تدعو الى تبني الدائرة الواحدة وإجراء بعض التعديلات الدستورية والسماح للحزبية كلها تخدم مصلحة الأغلبية التي طرحت هذه الأفكار ولكنها لن تخدم قضية المجتمع والدولة.. فلا يمكن لأي مجتمع إنساني أن يتقدم سياسياً إذا لم يتقدم اقتصادياً.. كيف لنا أن نتكلم عن الإصلاح والتغيير السياسي من دون الالتفات الى قضية الاقتصاد؟ هل يمكن لشعب اتكالي مترف يعتمد على الدولة في كل شيء أن يتمرد ويطالب بالإصلاحات الجذرية فالنظريات السياسية تخبرنا بأنه مع تطور الدول اقتصادياً تتطور مجتمعاتها أيضاً بسبب قوتها ومهارتها بما يعزز استمرار التنظيم والإدارة الديموقراطيين. ما حصل في الكويت هو أن الاقتصاد تعثر تطوره، والمجتمع لم يتطور وبقي متمسكاً بقيمه التقليدية.. فوجود الديموقراطية من دون وجود تنمية حقيقية سيؤدي حتماً لموت الديموقراطية.
ما نراه في الكويت اليوم هو حالة جمود ديموقراطي ومعنى ذلك أن الديموقراطية الكويتية تدور في إطار حكومي مرسوم ولا يسمح لها بتجاوز هذا الإطار.
وأخيراً نرى أن فشل الإصلاحات السياسية يعود الى فشل النخبة السياسية الكويتية في فهم الدور الذي يمكن أن تلعبه الديموقراطية في دفع عملية التنمية.. فقد غرقنا في السياسة وأهملنا تنمية البلد لذلك أصبح سياسيونا عائقاً حقيقياً أمام الحداثة في البلد.
تعليقات