ليتوكل وزير الصحة ويقضب الباب دون عودة وحبذا لو تبعه وزير الاوقاف
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2012, 12:50 ص 806 مشاهدات 0
القبس
قراءة بين السطور / وزير الصحة ووزير الأوقاف وكتلة الأغلبية
سعود السمكة
قبل عدة اسابيع، أي في بدايات تشكيل الحكومة الحالية، امتدحنا السيد وزير الصحة وقلنا انه شاب متحمس لاصلاح مرفق الصحة، ربما يضع بصمات اصلاحية في هذا القطاع المهم. لكن، للاسف، خاب ظننا، ويبدو اننا استعجلنا في المديح، حين تفجرت فضيحة العلاج في الخارج على عهده بآلاف مؤلفة من الحالات تم ارسالهم على نفقة وزارة الصحة معظمهم اما متمارضون أو أن علاجهم متوافر في الكويت، لكن في كلتا الحالتين هما استرضاء لنواب التأزيم وارتعاش من حنجرة الضمير الخاوي!
قبل فترة، وأيضا في بدايات تشكيل هذه الحكومة، ناشدنا سمو رئيس مجلس الوزراء بان يتخلص من وزير الاوقاف كونه اخذ يغرد خارج سرب بقية الوزراء حين خضع لاوامر وشروط ما يسمى بالاغلبية، وخاصة الجناح المتحجر والمنغلق دينيا، بفتح المساجد على مدار الساعة لتعود مرتعا لائمة الارهاب والتطرف ورفع آلة التسجيل عن خطباء صلاة الجمعة الذين معظمهم ينتمي الى احزاب مسيسة ترفع شعار الدين لتسهيل مرور خطاب هذه الاحزاب من خلال هذه الخطب الممتلئة بالاشادة بهذه الاحزاب وكيل الذم لمنافسيهم من بقية القوى السياسية ووصفها بالمارقة والكافرة بغرض تشويه سمعة هذه القوى امام العامة وامتداح احزاب الاسلام السياسي ومن ينتمي اليها ومواليها ومؤيديها على انهم هم الفرق الناجية من النار!
اذاً، الاثنان اصبحا، للاسف، يشكلان اختراقا فاضحا للحكومة لمصلحة فرقة التأزيم من النواب. وعليه، فإن الحكومة تصبح كالثوب المثقوب او القربة المقطوعة ما إن تملأها بالماء حتى يتسرب بسرعة منها!
لدي قناعة شخصية بجدية وإصرار سمو الشيخ جابر المبارك على تغيير هذا الواقع الذي اصبح ممتلئاً بالفساد.. الا ان هذا التغيير لا يمكن ان يتحقق الا من خلال الحرص على اختيار عناصر مجلس الوزراء بأن يكونوا فعلا يستحقون الثقة التي تمنح اليهم من قبل القيادة السياسية لا ان يكونوا ممثلين لنواب الفساد واعضاء ما يسمى كتلة الاغلبية!
كتلة «الاغلبية» آذوا اسماعنا بالحديث عن الفساد والمفسدين وزعيمهم المبطلة رئاسته ما فتئ يردد شعاره:
حربنا مع المفسدين ستكون من دون سقف. ونحن هنا نقول: صح لسانك يا زعيم وتفضل انضم إلينا نطالب سمو رئيس الوزراء بأن يأمر وزير الصحة ليكشف اسماء النواب المضروبة عضويتهم في مجلس 2012 الذين ارسل لهم الوزير آلاف الحالات للعلاج بالخارج.
لكن ماذا لو تبين ان هذه الحالات التي تقدر بالآلاف والتي ابتعثت للعلاج في الخارج كلها حالات متمارضة او ان علاجها متوافر في الكويت انما ارسلت لزوم المصلحة الانتخابية لمصلحة اعضاء في كتلة الاغلبية التي ترأسها، فهل تأمر بفصلهم من الكتلة ام ان السقف الذي تتحدث عنه وترفعه كشعار عن المفسدين لا يشمل جماعتك في الاغلبية؟!
اننا من باب المسؤولية نطالب سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء بأن يأمر وزير الصحة بالكشف عن اسماء النواب الذين ارسلت هذه الحالات لمصلحتهم ليعرف الناس حقيقة فسادهم وتعديهم على المال العام ولينكشف الزيف والكذب اللذان يمارسهما مثل هؤلاء النواب حين يتحدثون عن الشرف والامانة!
نحن لا نريد ان نذكر سمو رئيس مجلس الوزراء بأن هذا النوع من النواب الذي يمارس خرق القوانين من خلال الصوت العالي لا يمكن ان نكسبه عبر تلبية طلباته فحسب بل نريد القول ان ظاهرة هذا النوع هي عجينة وصناعة للسياسات الحكومية الخاطئة في تعاملها مع هذا النوع من النواب وهي السبب في كل ما نعانيه اليوم من تأزيم.
لذلك، فإن المخرج اليوم من هذا التأزيم الذي يكاد يصل بالبلد الى حالة الاختناق ان تبادر الحكومة باتخاذ الخطوات الصحيحة في ادارة البلد واولى هذه الخطوات ان تكون في مواجهة هذه الظاهرة التي امتهنت الصوت العالي والتهديد والوعيد من اجل ارهاب المسؤولين لتستمر في ابتزازهم وان يتم تعريتها امام الناس وبالذات اولئك البسطاء المخدوعون بها.. وان على سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ان يعلم بأن استمرار هذه الظاهرة المتمثلة بهذا النوع من النواب تتستر وتتخفى وراء الروح المتساهلة للحكومة سوف تكون حائلاً دون قبول الكفاءات القديرة للمنصب الوزاري وبالتالي يستمر التأزيم ويبقى البلد مشلولا من دون علاج.
لذلك نرجو ان تنشر اسماء النواب المتورطين بالتوسط لهذا الكم الهائل من حالات العلاج بالخارج حتى يعرف الناس فسادهم ثم بعد ذلك ليتوكل وزير الصحة ويقضب الباب دون عودة وحبذا لو تبعه وزير الاوقاف.
تعليقات