جماعة «ارحل» برأي الدعيج انقلبوا على أنفسهم!
زاوية الكتابكتب يوليو 16, 2012, 12:20 ص 838 مشاهدات 0
القبس
شوي.. شوي
عبد اللطيف الدعيج
الذين طرحوا شعار «ارحل»، سواء من الشباب او من نواب مجلس الامة الذين انضموا لهم وتولوا القيادة لتنفيذ الشعار وتحقيقه، اقتصروا في بداية حملتهم على المطالبة بتغيير رئيس الحكومة، ثم تطوروا الى تغيير الحكومة. وعندما «عايرناهم» بان ذلك ليس كافيا ولن يؤدي الى شيء، ركّبوا شعار «حكومة جديدة بنهج جديد». لكن حملتهم انتهت اخيرا وبرضاهم الى رحيل الرئيس وبقاء نائبه ووزرائه في مناصبهم.
الآن.. من رفع الشعار المتواضع «ارحل» أنفسهم، وكل من كان مقتنعا بالامس بحكومة جديدة ونهج جديد، اليوم يدعو هؤلاء الى شبه تغيير في النظام السياسي وتعديل يكاد يكون كليا للمواد الدستورية الخاصة بالعلاقة بين السلطات.
من حق أي طرف ان يتطور، وما من شيء يبقى ثابتا او جامدا في عالم اليوم المتغير. وان نما وعي البعض منا او تجذرت مطالبهم فذلك حق، وذلك متوقع بفعل الارتقاء او بفعل التبدلات التي تحيط بهم. لكن جماعة «ارحل» لم يتطوروا او ينموا، بل تغيروا كليا، لدرجة انهم انقلبوا على انفسهم وتنكروا لماهيتهم. هذا التغير او الانكار للذات مقبول لو تم بوعي وادراك وتطور موضح ومفسر. تطور جماعة ارحل أتى سريعا وانقلابيا بحيث انه كان مفاجأة للكثيرين منهم. وكل هذا في الواقع ليس معضلة اساسية. ففي مثل هذه الحالات فإن التحولات والارهاصات داخل اي تنظيم كافية لغربلته وافراز الخط العام له.
لكن جماعة «ارحل» اليوم لا يطرحون تعديلا او تغييرا في سياسة الجماعة او في تركيبها، بل هم يطرحون هذه التعديلات لتشمل النظام العام وتكييف الواقع الذي يعيشون بوصفهم اغلبية برلمانية تملك القوة والقدرة على تحقيق التعديلات المقترحة. هذا يعني انقلابا او ثورة.. وهذا اطلاقا ليس للتخويف او الانكار، ولكن للتذكير بأن التطورات بحاجة الى اعداد والى تمهيد، والى ارضية مهيأة لتقبلها، لكن ان نقفز فجأة من الحكم شبه العشائري وشبه الديموقراطي الى حكم ديموقراطي برلماني كامل، فهذه قفزة قد نتألم كثيرا بعد تحقيقها، وقد تأخذ بنا الى الهاوية بدلا من الارتقاء المنشود.
تعليقات