عن الاحتجاجات الأنثوية الرمزية.. يكتب علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 605 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  احتجاجات أنثوية رمزية!

علي أحمد البغلي

 

كتبت الأسبوع الماضي عن أوجه الشبه في الحراك السياسي بين الكويت ولبنان - مع الفارق طبعاً - وذكرت في آخر مقالي «أني أتمنى ألا تصل ثقافة حرق مقرات المرشحين الذين قد لا يعجب البعض طرحهم إلى الاخوة في لبنان! وألا يقوم مجموعة من نواب البرلمان اللبناني بقيادة هجوم على مبنى ساحة النجمة البيروتي، ليفتخروا بعدها بما اقترفوه بالقول: إن أمهاتهم أنجبتهم لمثل ذلك الفعل»! انتهى.

ولم يخيب الإخوان اللبنانيون ظني ولكن بطريقة متحضرة ناعمة، نتمنى أن تنقل العدوى إلى أساطين معارضتنا العنيفة لفظاً وفعلاً! فقد قامت يوم الثلاثاء الماضي تظاهرة «ناعمة» قولاً وفعلاً في ساحة النجمة في بيروت أمام البرلمان اللبناني.. التظاهرة قامت بها عشرون امرأة، ولم تحمل هؤلاء الحسناوات ذوات القوام الممشوق لافتات تحمل شعارات زاعقة، ولم تستخدمن العنف خلال أي وقت في ذلك التحرك الرمزي!

التظاهرة قامت لإرسال رسالة للجنة نيابية فرعية تقوم بدراسة قانون لحماية النساء من العنف الأسري، كانت تعقد اجتماعاتها الأخيرة لإقرار ذلك القانون في ذلك الوقت... التظاهرة المبتكرة تضمنت قيام مجموعة من النشاطات بالتعاون مع فرقة مسرحية «زقاق» بتحرك نوعي تخلله مشهد مسرحي بدأ بعراك بين زوجين وانتهى بتعنيف الرجل للمرأة وصفعها وسط الساحة ما أدى إلى سقوطها.. لحظة تلقي الصفعة والسقوط سقطت معها أكثر من عشرين ناشطة، وبقين على أرض الساحة لدقائق.. ثم مررن بعدها أمام البرلمان هاتفات «كل شهر تموت امرأة.. لن نقبل بالسكوت»، وخاطبن النواب أعضاء اللجنة الفرعية التي تدرس النص بالقول: «يا نائب وينك وينك.. في قانون بيني وبينك» وواصلن السير إلى ساحة رياض الصلح، رافعات لافتات موجهة إلى النواب تقول: «مسؤوليتكم حمايتنا.. ومسؤوليتنا محاربتكم».. انتهى.

هذا الوصف لتظاهرة متحضرة ناعمة أوصلت رسالة مهمة بصورة عميقة وذكية، أنجع وأكثر فاعلية من تظاهرات تتضمن الصراخ والشتائم والتطاول على الآخرين، واستخدام كل وسائل التجريح والعنف اللفظي والجسدي، كما قلنا. صحيح أنها صادرة من «إناث»، شتم أحد جهابذة مجلس 2012 أحد خصومه بتشبيهه بهن! مع أنهن «نصف المجتمع»، ويأتين «بالنصف الآخر»، من أمثاله كما قال أحد الفلاسفة!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***

• هامش:

وصلتني رسالة «واتس أب» من صديق عزيز، أعيد إرسالها إلى من تسبب بها عسى أن يثوب لرشده ويطلب السماح والمغفرة من الشعب الكويتي الذي تسبب له في كل ذلك الأذى النفسي والجسدي، الرسالة تقول:

الخطوط الجوية القطرية تأسست عام 1999، الأسطول 252 طائرة - طيران الإمارات تأسست عام 1985 الأسطول 300 طائرة - الخطوط الكويتية تأسست عام 1954 الأسطول 14 طائرة، 4 فقط منها تعمل!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك