حكم القضاء هو اجتهاد ملزم ليس بالضرورة ان يكون عادلا.. بدر البحر

زاوية الكتاب

كتب 954 مشاهدات 0


وضع الرسول صلى الله عليه وسلم قاعدة لتعريف حكم القضاء، في حديثه الشريف «إنما أقضي بينكم بالبينات والإيمان، وبعضكم ألحن بحجته من بعض، فأيما رجل اقتطعت له من مال أخيه شيئا فقد قطعت له به قطعة من النار»، أي أن حكم القضاء هو اجتهاد ملزم ليس بالضرورة ان يكون عادلا، فالأحكام القضائية غير معصومة من الخطأ وهي بالأحرى ترجيح لأحد الرأيين بسبب ما يقع تحت يد القاضي من أدلة، وعليه فبالرغم من أن حكم المحكمة الدستورية، الذي قضى ببطلان مرسوم الدعوة للانتخابات الأخيرة ملزم واجب النفاذ لا يحق لأحد الامتناع عن تنفيذه، إلا أن لنا حقا بالتعبير من زاويتين: الأولى، ان هناك رأيا قانونيا آخر معتبرا يخالفه، وهو رأي رئيس إدارة الفتوى والتشريع الذي نشر في الحادي والعشرين من يونيو مفاده ان إجراءات مرسوم حل المجلس صحيحة، موافقة لحكم الدستور والقانون بما يترتب عليه سلامة إجراءات مرسوم الدعوة للانتخابات، والثانية، هو ان واقعة الانتخابات كانت فعلية صحيحة مكتملة، فكان هناك ناخبون ومرشحون واقتراع فعلي وصناديق فيها أصوات فعلية، وكان هناك فرز ونتائج واقعية فعلية بإشراف قضائي، أي أن المجلس الذي تم حله هو مجلس فعلي واقعي وخيار شعبي قانوني وعرفي، لا ينقضه ولا ينتقص من واقعيته وجود خطأ إجرائي في الدعوة اليه، وهو ما يذهب إليه منطق واقعية القانون في المدرسة الانغلوساكسونية التي تعتد بالسوابق القضائية والقوانين العرفية غير المكتوبة.

المشكلة اننا ندافع الآن عن نظام سياسي أصبح غير صالح للاستخدام الآدمي، يستصغرنا الغرب بسببه، وقد قرأنا في صحيفة الفايننشال تايمز كيف ان الغرب يسمي نظامنا السياسي «شبه ديموقراطي»، وما هو الا محاولة للوصول الى الديموقراطية، ويقول مايكل بييل، بالرغم من ان الكويتيين قريبون من الذكرى الخمسين لإنشاء برلمانهم، لكنهم يفتقرون الى التمثيل الديموقراطي! وان الكويت في وضع جيو ـ سياسي خطر، وقد تراجعت على جميع المستويات، ولخص ذلك في مقولة تستحق الوقوف عندها «الكويت هي الماضي، دبي هي الحاضر، قطر هي المستقبل».

لا شك في ان محاولة تعديل الدوائر وحق التصويت لتفكيك الأغلبية تزيدنا شكوكا في أن زوبعة الحل لم تكن بسبب خطأ إجرائي في الدعوة الى الانتخابات فقط، ولا شك في ان ما يعصف في أذهاننا، وما يزيدنا قلقا هو عدم فهمنا لما يدور من حولنا، لأننا نغوص في نظام سياسي غير صالح للاستهلاك الآدمي.

●●●

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك