خلاف الأجيال السياسي ليس صراع وتطاحن.. بقلم د. سعود الحربي

زاوية الكتاب

كتب 465 مشاهدات 0



خلاف الأجيال السياسي

تُثار الآن وبشكل كبير قضية مطالبات الشباب السياسية والتي بطبيعة الحال تختلف بل تتوزع بين المنطقية وغير المنطقية أو المدروسة وغير المدروسة وفقا للتوجه الفكري والسياسي والنمط الثقافي للشخص الذي يطرحها، ومن هنا بدأ الحديث عن ثورة الشباب ورفضهم بل وانقلابهم على الكتل السياسية القائمة سواء الأغلبية أم الأقلية أو حتى التيارات الكلاسيكية ونقصد بذلك الدينية أو الليبرالية أو القبلية (ان جاز لنا التعبير هنا).
لا شك ان تصوير الخلافات بين الشباب والكتل والتيارات مسألة مبالغ فيها كثيرا وبها نوع من التهويل وتضخيم الأمور وهذا من باب وراء الأكمة ما وراءها، لأن الاختلافات ورادة جدا بل طبيعية وليست قضية صراع أو رفض، لأنها تخضع لمنطق التاريخ والواقع، فدوام الحال من المحال كما يُقال عدا ان كل وقت له خصوصيته ومتطلباته والتي ترتبط بدرجة الوعي السائدة، كذلك لكل فترة زمنية طبيعتها النفسية والذهنية والاجتماعية اضافة لنوعية المطالب ومدى تحققها، وبذلك نجدها تختلف من وقت لآخر وفقا للسياق الزمني، واذا كانت هناك نظرة حصيفة يجب ان تركز على عدم الغاء التسلسل الزمني ودور السابقين في كل التيارات والكتل دون استثناء في التمهيد لظهور الحركات الشبابية، فقبل عقود ظهر مجموعة أفراد حملوا على عاتقهم المطالبات السياسية سواء المحلية أو الخارجية في وقت كان هناك من يخشى العواقب أو ضياع الفرص وغيرها من متطلبات الحياة.
ثم استمرت عمليات الحراك السياسي والثقافة السياسية حتى وصلت لما نراه اليوم من تغير كبير في الأفكار والأطروحات والتي قد نقبل أو نرفض بعضها، ولكننا نتفق على وجودها وأن هناك من يحملها، لذلك أرى أننا لا نصور الأمور وفق مفهوم الصراع والتطاحن لأن لكل زمان دولة ورجال ولندرك ان هذا هو الواقع الذي نعيشه ويجب ان نفهمه بشكل جيد دون نوايا مضمرة بها من الحسن والقبيح الكثير.


د.سعود هلال الحربي 
 
 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك