خليل حيدر يكتب: إنها النهاية يا 'البشير'!

زاوية الكتاب

كتب 1187 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  إنها النهاية.. يا 'البشير'

خليل علي حيدر

 

أدخل الرئيس الانقلابي للسودان عمر البشير «تكتيكا» جديدا في السياسة العربية و«مخاطر الربيع العربي»، وهو «التهديد» بتطبيق الإسلام بحذافيره!
فصرح قبل انفصال الجنوب بأنه لن يراعي اية اختلافات دينية وعرقية بعد تطبيق الشريعة الاسلامية، ثم عاد وصرح قبل ايام معلنا «ان دستور السودان الجديد سيكون اسلاميا بنسبة %100، ليكون مثالا للدول المجاورة التي شهدت بعضها فوز احزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية».
واردف الرئيس المطلوب للعدالة الدولية، في كلمة له مخاطبا غير المسلمين انه «لا شيء» سيحفظ لم حقوقهم سوى الشريعة الاسلامية، لأنها عادلة». (القبس، 12/7/9).
بالطبع، لا يشير الى بقائه في السلطة دون شرعية. منذ عام 1989!
كانت السودان على امتداد عقود طويلة «الارض الموعودة» للثورة الزراعية المقبلة والاكتفاء الذاتي في مجال تغذية السودان والعالم العربي. واذا بها اليوم، بعد ربع قرن تقريبا من حكم «العميد آنذاك، عمر حسن البشير، من اتعس الانظمة في افريقيا والعالم.
وهذا هو حكم المؤسسات الدولية.. لوضع السودان اليوم!
اذ يضع تقرير حديث اصدره مركز «صندوق السلام» الولايات المتحدة، عن «دول العالم الفاشلة» السودان في المركز الثالث، أي واحدة من بين افشل ثلاث دول في العالم، بعد الصومال وجمهورية الكونغو، زائير سابقا. والمفارقة ان دولة «جنوب السودان» في هذه القائمة، افضل من السودان.. الأم! (الشرق الأوسط، 12/6/22).
ويقول تقرير في نفس الصحيفة، 12/5/25، ان انقلاب البشير يوم 30 يونيو نم عام 1989 لم يكن عسكريا تماما، بل شارك فيه عدد كبير من المدنيين من اعضاء «الجبهة القومية الاسلامية» مع عسكريين ينتمون الى السلاح الطبي، وبعضهم حتى من سلاح الموسيقى،، وهو في هذه لا يشبه الانقلابات العسكرية، التي ادمنها ضباط الجيش السوداني».
ويضيف «طلحة جبريل» في التقرير نفسه: لعل من المفارقات ان الرئيس البشير قال في بيانه الاول في 30 يونيو ان «العبث السياسي افشل الحرية والديموقراطية واضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل ابناء الوطن الواحد السلاح ضد اخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب».
غير ان نظام البشير دخل في سلسلة حروب داخلية دمرت البلاد، وشردت العباد، ثم توج حكمه بأن صار الرئيس نفسه مطلوبا للعدالة الدولية بتهم الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية.
من «تراث» هذا النظام الانقلابي، الذي يهدد بـ«تطبيق دستور اسلامي مائة في المائة»، بالطبع دون ان يسمح بأي انتخابات حرة تقرر مصيره أو تعطي الشعب السوداني المعذب فرصة الخلاص منه ومن زمرته، من تراث هذا النظام، استخدام الكلمات الجارحة والشتائم ضد شعبه وشعب جنوب السودان، حيث وصف الحركة الشعبية لتحرير السودان بـ«الحشرة»، مهددا في شهر ابريل الماضي «اما ان ننتهي في جوبا واما ينتهون في الخرطوم، وحدود السودان لا تسعنا نحن الاثنين». (القبس 12/4/20).
نظام البشير الديكتاتوري، كبقية الاستبدادات العربية، تشرد السودانيين في الآفاق وعبر القارات والبحار.. بما في ذلك اسرائيل! الحكومة الاسرائيلية اتخذت اجراءات سياسية لطرد الافارقة، لكنها اصطدمت بعقبات قانونية ودولية كثيرة. السودانيون والافارقة تعرضوا لاعتداءات جسدية حتى في القرى العربية في اسرائيل، بالعصي والحجارة، بحجة انهم ينافسونهم في العمل ويسلبون منهم مصادر رزقهم. وقد تدخلت الشرطة الاسرائيلية ورحلت هؤلاء اللاجئين الى بلدات يهودية في المنطقة. تبين فيما بعد ان اقصى عدد من الافارقة يمكن لاسرائيل ترحيله هو خمسة آلاف شخص من مجموع 65 ألف أفريقي نصفهم من ارتيريا، وربعهم من السودان، ويعيش معظمهم في تل ابيب! وتبين ان اـ5000 هؤلاء المرجح أو الممكن ابعادهم، من سكان دولة جنوب السودان ودول افريقية اخرى التي «لا يوجد فيها توتر عسكري خطير». لكن اسرائيل لا تستطيع طرد سكان السودان الشمالي ولا ارتيريا، الذين يشكلون ما نسبته %80 من اللاجئين الافارقة في اسرائيل. (الشرق الاوسط 2012/6/18).
هدأت اوضاع التحرك الشعبي ضد البشير بعض الشيء، ولكن النظام يواصل تقدمه.. في ميادين الفشل!
الشخصية القيادية في حزب الامة، د.مريم الصادق المهدي، صرحت بأن قادة الاحزاب السودانية قد وقعوا على وثيقة البديل الديموقراطي، واضافت «بالنسبة لنا فإن هذا النظام اصبح غير صالح لحكم البلاد، وانه خطر عليها، وسنعمل على تغييره بشتى السبل». والسؤال الذي يتبادر الى الذهن حول دستور البشير الذي يريد تطبيقه بعد ربع قرن من التسلط على السودان: «ما نسبة الاسلام».. في نظامه الحالي؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك