الانتهازيون والطامعون أكلوا 'شباب' الأغلبية.. برأي الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1428 مشاهدات 0


القبس

شباب أم شياب؟

عبد اللطيف الدعيج

 

من المؤسف جداً ان نسمع بعض الشباب يردد انه خاب ظنه أو تدنى امله في جماعة الاغلبية الحالية. مع ان خيبة الامل الحقيقية هي في وجود شباب عصري يتم استدراجه للسير في ركاب هذه الجماعة وفي دعم حراكها وتأكيده. ليس من المفروض في الشباب الواعي ان يقع اسيرا لفكر أو برامج الاغلبية الحالية، وذلك لان هذه الاغلبية لا تملك في الواقع شيئا، لا فكراً ولا اتجاهاً، ولا حتى مطالب مشروعة ومحددة. بل ان المشكلة الاساسية لهذه الاغلبية هي انها ليس لها «وجود» ككتلة، بمعنى ان أعضاءها ومكوناتها، رغم ان بعض هذه المكونات جماعات وحتى احزاب، يفتقد كل منها الفهم والفكر والمشروع السياسي الواضح الذي تتحرك من أجله. ليس هناك «كتلة» أو في الواقع جماعة، لأنه ليس هناك شيء محدد متفق عليه. وإن وجد فهو خارج السياق وبعيد عن الواقع وليس له بالعمل السياسي المعلن علاقة، كإعدام من يسيء للسيدة عائشة!

ان على الشباب ان يفصلوا انفسهم تماما عن مطالب ومشاريع، وحتى نوايا الجماعات السياسية أو الكتل النيابية. فهذه الجماعات ليست فقط موجودة منذ زمن، وفشلت في استقطاب الشارع سياسيا أو حتى في اثبات وجودها السياسي، بل هي اصلا ذات مشاريع «بائدة» واتجاه بايت لا يتناسب وقضايا العصر الملحة وتحدياته. باختصار، وبوضوح، ان تطرح نفسك كـ«شاب» يعني انك في تناقض مع الجيل القديم، وان لديك شيئا جديدا لتقدمه. السير خلف مجاميع الردة التي تشكلها الاغلبية والحالية والانضواء تحت قياداتها يتناقض والروح الشبابية والادعاء بالتجديد والعصرنة.

شباب «نبيها خمس» بدأوا من الصفر، كونوا انفسهم، وطرحوا مطلبا واضحا ومحددا. كان ولا شك متواضعا ـــ كمطلب وحيد ـــ لكنه هز البلد وغيّر مجرى الاحداث. لقد استنهض شباب «نبيها خمس» الشارع، وجيشوا النواب للعمل لهم ولم يلتحقوا كحال شبابنا الحالي بالنواب، فكان ان فرضوا اجندتهم ومطلبهم على نواب مجلس الامة، «أجبروهم» على تبني رؤيتهم ومطلبهم من دون تعديل أو تمييع. مشكلة «شباب» الاغلبية انهم ارادوا الاحتماء أو الاستعراض بالنواب.. فأكلهم الانتهازيون والطامعون منهم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك