د. بسام الشطي يكتب: ليبيا تختار ولم تحتار!!
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2012, 1:10 ص 1225 مشاهدات 0
عالم اليوم
خطوات الإصلاح / ليبيا تختار.. ولم تحتار!!
د. بسام الشطي
لأول مرة بعد 40 سنة من حكم القذافي يتنفس الليبيون الصعداء في اختيار 200 شخص للمؤتمر «مجلس الأمة» و«80 » من قوائم الأحزاب« 120» أفراد وعلى عجل تم تشكيل 40 حزبا منهم 6 أحزاب إسلامية هم «العدالة، الأصالة، الأمة، الرسالة، الجبهة للإنقاذ، الوطن» وهناك أحزاب علمانية وليبرالية..
وليبيا لا يوجد بها يهود أو نصارى أو ديانات أخرى فكلهم من أهل السنة والجماعة..
استطاع محمود جبريل أن يحصد أغلب الأصوات «الليبرالية» لأنه من قبيلة تعدادها مليون شخص، ورجل متحدث، وله علاقات واسعة، وقدم استقالته من الحكومة الانتقالية فكسب تعاطف الناس، والمجتمع الليبي مجتمع قبلي من الطراز الأول يؤثر فيه أشخاص، والناخب الليبي يتأثر بالأشخاص ولم تقنعه الأطروحات مثل التنمية وبناء الدولة.. الأحزاب الإسلامية لم تستطع أن تقنع الناخب الليبي لأن الخلافات واسعة بينهم وللأسف الاساءات والطعون والتجريح فاقت الوصف، وكل يعتقد أنه الأول والجماعة الأخرى ربما ليس لديها مرشحون أو أتباع وهذا أدى إلى نفرة الناس والأسماء المطروحة في القوائم غير معروفة بخبراتها أو بمكانتها الاجتماعية أو لها رؤية مستقبلية أو استراتيجية فلذلك الطرح في تونس ومصر مختلف تماما عن ليبيا..
أيضا عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مليونان و800 ألف من أصل 6 ملايين!!
وهناك ملفات ليست بالسهلة تنتظر من يتولى قيادة المؤتمر منها تشكيل الدستور في 120 يوما وتعيين رئيس وزراء وتكوين رؤية مستقبلية للبلاد، وإنشاء نظم للبلاد وكيفية النهوض بليبيا وتكوين اللبنة الأولى للانطلاقة لتواكب من سبقوها في دول تملك نفس مقومات المجتمع الليبي.
المجتمع الليبي أغلبه كان يعيش في الخارج بسبب الظلم الواقع عليه من القذافي وأبنائه الذين ساموا الشعب سوء العذاب ولذلك كسب خبرات وتأثر بالأجواء الأوروبية العامة والطرح الأوروبي من الليبرالية والعلمانية.. والشعب الليبي شعب محافظ بقيمه وعاداته وتقاليده وديانته.. ولكن الشعب الليبي لا يريد تمزيق البلاد إلى دويلات بعد أن أعلنت بعض القبائل انشقاقات وإعلان استقلال مناطقهم! وأيضا هناك قبائل محسوبه على القذافي فهل سيكون هناك ثأر أو مضايقة أو سلب لامتيازات أو عدم الاهتمام فهذا يؤرق الشعبي الليبي.
وأيضا يؤرقه أيضا ما يحدث لقبيلة الطوارق التي لا تريد الالتزام بحدود وضوابط. ويورقه علاقاته مع الجزائر التي مازالت تأوي أسرة القذافي.
ويؤرقه كيفية إرجاعه إلى الحضن العربي والدخول في المؤتمر الإسلامي وكيف يجنب البلاد ويلات الفتن لا سيما وأن هناك من يتربص بها الدوائر ويذكي الفتن التي لا تعود بالخير لحاضرها ومستقبلها. أيضا يؤرقها أن الحكومة القادمة هل ستكون متعاونة وتتقبل الجميع ونسيان الماضي وفتح باب البناء على مصراعيه ليعيش الشعب في كرامةالعيش وغدق الحياة أم سيعيش أيضا في تبديد الثروات!
وكل قائد للكتيبة العسكرية التي شارك في تحرير البلاد يريد أن تكون له الوجاهة والسيطرة على مدخرات البلاد ويمكن سلاحا ورجالا وعليها لن يكون هناك استقرار ما لم يجمع السلاح وتنظف البلاد من الألغام والأسلحة وارجاع الأمن ضمن قيادة واحدة والسيطرة وكل ما حدث لا يعني أن الجماعات الإسلامية لا تشكل قوة تأثير وخبرة وإنتاجية وثقة ولهم السبق في تغيير النظام السابق فنسأل الله أن يوفق ليبيا لما يحبه ويرضاه.
تعليقات