اليمنيون يواجهون 'شبح' النفقات الرمضانية المضاعفة
الاقتصاد الآنيوليو 8, 2012, 1:02 م 704 مشاهدات 0
يترقب اليمنيون حلول شهر رمضان المبارك وسط حالة قلق متصلة بالنفقات المضاعفة التي ترتبط عادة بالشهر الكريم والذي يأتي هذا العام في ظل تراجع مخيف في مستوى دخل المواطنين وارتفاع جنوني في أسعار السلع ومؤشرات اقتصادية مخيفة ما زالت تفرزها الأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات والمواجهات العسكرية بين الفرقاء والتي لونت المشهد اليمني طوال عام مضى.
وكانت الحكومة اليمنية قد حرصت على طمأنة المواطنين إلى أن كافة المتطلبات التموينية والغذائية ستكون متوفرة خلال شهر رمضان، إضافة إلى التأكيد على تزويد السوق بكميات كبيرة من المشتقات النفطية والغاز المنزلي مع بداية الشهر الكريم.
وقالت وزارة الصناعة والتجارة إنها انتهت من وضع خطة للرقابة على الأسواق في كافة المحافظات خلال رمضان، مشيرة إلى أنه سيتم بالتنسيق مع هيئة المواصفات والمقاييس وحماية المستهلك والغرف التجارية وبإشراف السلطة المحلية القيام بحملات ميدانية لمراقبة الأسعار والتأكد من صلاحية المواد والسلع المعروضة وضبط المخالفات وإحالتها إلى جهات الاختصاص بصورة يومية.
ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم التهافت والهلع على طلب السلع الرمضانية بشكل مبالغ فيه، كون ذلك يشكل سبباً في ظهور وانتشار السلع الفاسدة وزيادة الأسعار.
وفي مقابل تلك التطمينات الرسمية يبقى قلق الشارع اليمني قائماً في ظل قصور المعالجات وبطء الإجراءات الإصلاحية التي تتخذها حكومة الوفاق الوطني والتي يرى كثيرون أنها لا تزال مجرد تأكيدات ومؤشرات لم يلمسها الناس بصورة مباشرة رغم مرور أكثر من نصف عام على تشكيل هذه الحكومة وفقاً للمبادرة الخليجية التي وضعت حداً للمواجهات العسكرية وخففت من حدة الأزمة السياسية والانفلات الأمني دون أن تضع معالجات حاسمة للوضع الاقتصادي المعقد.
'العربية.نت' استطلعت آراء عدد من اليمنيين بخصوص الاستعدادات لشهر رمضان، حيث يقول المواطن محمد ردمان وهو موظف حكومي 'الأوضاع الراهنة كما يعلم الجميع لا تعطي مجالاً حتى لتوفير احتياجاتنا المعيشية في الأشهر الاعتيادية الأخرى فكيف الحال بهذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف النفقات فيه، وكيف يمكن لنا مواجهة هذا الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والملابس والمواصلات خصوصاً في ظل حالة الانفلات والفوضى القائمة'.
ويضيف ردمان 'كنا نحصل منذ زمن طويل على راتب إضافي يسمى إكرامية رمضان، غير أن هذا الأمر انقطع منذ عامين وهو ما أربك التزاماتنا وضاعف من عجزنا عن الوفاء بمتطلبات واحتياجات شهر رمضان وعيد الفطر المبارك'.
أما سعيد عبد الرحيم فيتحدث بحسرة ومرارة عن حالته وهمومه حيث يقول 'أنا أعيل أسرة مكونة من 8 أشخاص، ومنذ عدة أشهر أصبحت من دون عمل حيث تم تسريحي من إحدى شركات القطاع الخاص نتيجة الأزمة التي أثرت على الحركة التجارية ودفعت الشركات والمؤسسات الخاصة إلى تسريح آلاف العمال بسبب ضعف الإيرادات وعجز تلك الجهات عن دفع رواتب العمال والموظفين فيها، وبالتالي فإن هذا الوضع يحرمنا فرحة الاحتفاء بحلول الشهر الفضيل'.
ومن جانبه، علق الباحث الاجتماعي عزيز السروي قائلاً 'تطمينات الحكومة بخصوص شهر رمضان تناولت السلع الغذائية والمشتقات النفطية والغاز المنزلي، لكنها لم تأت على ذكر خدمة الكهرباء التي من شأن غيابها أن تحول حياة اليمنيين في رمضان إلى جحيم وخصوصاً في المناطق الساحلية التي تصل أجواؤها الحارة في شهر يوليو/تموز حداً لا يطاق'.
وأضاف السروي 'منذ مطلع العام الماضي واليمنيون يعانون من ظلام دامس نتيجة الأعمال التخريبية التي تطال شبكة الكهرباء بصورة مستمرة وليس هناك أي ضمانات بشأن عدم حصول أعمال تخريبية جديدة في رمضان، الأمر الذي سيؤثر في كثير من متطلبات شهر رمضان سواء بالنسبة للتكييف وتلطيف الأجواء الحارة أو تبريد المياه والأغذية والمشروبات الرمضانية أو الأجهزة الكهربائية المرتبطة بالمطبخ أو فيما يخص التلفزيون ومشاهدة الناس للبرامج والمسلسلات الرمضانية المشوقة'.
وبموازاة كل ذلك يتحدث مبخوت عبد المجيد، وهو إمام مسجد بلغة متفائلة وبابتسامة عريضة قائلاً 'صحيح أن الجميع يعاني ظروفاً قاسية لكن ذلك يجب ألا يفسد فرحتنا ولهفتنا لشهر رمضان الذي تعودنا أن نتخوف من نفقاته، لكننا حين نعيش أيامه تتجسد أمامنا حقيقة أنه شهر كريم يأتينا فيه الخير وتفتح أمامنا أبواب رزق من حيث لا نحتسب'.
وكان البنك الدولي قد أشار منذ أشهر قليلة إلى أن ما يزيد على سبعة ملايين ونصف المليون من سكان اليمن لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، منوهاً بزيادة عدد المتضررين من أزمة الغذاء وارتفاع أسعاره تقدر بنحو مليون ونصف المليون شخص.
ومن جانبها، أكدت منظمة اليونسيف الشهر الماضي أن أكثر من مليون طفل يمني مصابون بسوء التغذية الحاد' الأمر الذي يهدد البلاد بكارثة إنسانية حقيقية'، بحسب بيان للمنظمة نشره موقعها الإلكتروني.
تعليقات