'كارثية'.. الزامل واصفاً النتائج السابقة لـ'دواوين الاثنين'

زاوية الكتاب

كتب 1415 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  ناولوه السكاكين اليوم وتبرأو منه غداً

فيص الزامل

 

من الناحية التاريخية بدأت الحياة النيابية في الكويت على خلفية كثرة الهزائم في الحروب التي خاضها الشيخ مبارك الصباح وترتبت عليها خسائر بشرية ومادية، واستمر الحال في عهد الشيخ سالم على نفس المنوال حيث اقتصرت الاحتجاجات على انتقال عدد من كبار تجار اللؤلؤ من الكويت الى البحرين، ولكن في عهد الشيخ أحمد الجابر اتجه الناس نحو طلب اشراكهم في القرارات الكبرى وليس شن الحرب فقط، وتزامن ذلك مع فترة الحركات العربية المتعددة، ضد الأتراك ثم الاستعمار الغربي.

اللافت أن الحكم في الكويت تقبل النقد بشأن تلك الحروب وبدأت مسيرة المشاركة الشعبية، ما يعني الإقرار بوجود خطأ في المرحلة السابقة مع الاستعداد لتحمل نتائجه، في المقابل أصابت الكويت كارثة كبرى نتيجة التصعيد الذي سبق الغزو الغاشم عام 1990 وها هي السنون تمر بغير تحمل المحرض المتسبب في تلك الكارثة لمسؤوليته، والسبب عدم تصدي الشعب ـ كما فعل في الماضي ـ لمن حمله أعباء تلك الكوارث، لهذا فهو يسير اليوم متباهيا بتلك الممارسة التي يسميها «دواوين الاثنين» بغير خجل من نتائجها الكارثية السابقة التي خلقت أجواء ليس فقط شجعت الأطماع الخارجية التي حشدت على حدودنا، بل حتى خوفت القيادة السياسية من طلب الدعم الدولي وتفضيل إرضائه، وتحاشي تكلفة المزايدة السياسية مقابل إنقاذ شعب بأكمله من التشريد وفقدان الوطن.

من السهل تحميل المسؤول التنفيذي المسؤولية بالكامل لأنه خضع، بغير التوقف عند مسؤولية من دعم الطرف الضاغط وصنع له خلفية المزايدة السياسية وعندما خضع المسؤول التنفيذي يلومه ـ من دعم المحرض ـ على الخضوع وأما مسؤولية دعم ذلك الإرهاب السياسي عبر دواوين الاثنين السابقة واللاحقة فهو أمر مسكوت عنه، الموضوع خطير ليس لتناول شيء مضى، على ضخامته المأساوية، ولكن لأنه يتكرر الآن بنفس السيناريو، فالمريض ـ مهلهل كليب ـ يدفع اليوم ليس نحو احتلال خارجي ولكن نحو الاحتراب الداخلي من خلال اصطناع معارك يشاغل بها القوم وذلك للتهرب من مسؤوليته عما وصل اليه حالنا، وهي مكابرة غبية لم تكن لتنطلي على أحد لولا خضوع عدد من النواب السابقين وراء تلك المكابرة بشكل يثير الأسى، وهذا الخضوع مماثل لخضوع المسؤول التنفيذي، خشية المزايدة، ومن المكابرة تصوير الأمر بغير هذه الحقيقة، لقد كنت أحسب أكثرهم من المستقلين بشخوصهم وآرائهم لا تهمهم صور مزينة بمانشيتات الغرور، في مجد كاذب ينساه الناس في سنوات قليلة، نعم، لقد أصابهم ما أصاب الحكم من خضوع ولكن لغرض شخصي، المجد الموهوم، وحتى يبرر الواحد منهم خضوعه يلوك عبارات يزودها به «مهلهل كليب» في معارك مع الهواء حول تسريبات وهمية لا مصدر لها، يصطنعها ولا يلتفت الى ضدها من مصادر علنية معروفة، والغرض واضح.

وشيئا فشيئا يغوص الوطن، طائرات تتقادم وتكاد تسقط، وخدمات تتردى، وفساد يستشري، وموارد تتبدد، وسكاكين تشحذ لنحر الوطن من الوريد الى الوريد حتى يروي هذا المريض عطشه من دم هذا البلد المنكوب، ولا يزيد من حوله على مناولته السكاكين واحتلاب وريد بلدهم.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل. 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك