عبد الرحمن الجميعان يوجه رسالة إلى النواب الجدد
زاوية الكتابكتب مارس 30, 2008, منتصف الليل 482 مشاهدات 0
إلى نوابنا الجدد!
عبد الرحمن الجميعان
في الدستور الكويتي، مواد رائعة، لو عرف النواب كيف يفعّلونها، لكانت جلسات مجلس الأمة مثمرة أكثر، وأثرها أكبر.
والمسألة تكمن في النواب، أنهم أو الغالبية منهم، لم يطلعوا على مواد الدستور، ولم يعرفوا مكانتهم الكبيرة التي رسمها لهم هذا الدستور.
وقضية تفعيل المواد، قضية حاسمة في العمل البرلماني، ومن المسائل التي ينبغي أن تتوجه اليها أنظار النواب الجدد في المرحلة القادمة من المستقبل غير الواضح المعالم.
وسنتعرض في هذه المقالة وفي مقالات أخرى لأهم البنود الدستورية المعطلة، وقد نتمكن من تسليط الضوء على بعض الخلل الذي أحدثه هذا الفراغ، وترك المواد.
لعل من أهم المواد التي ينبغي النظر فيها، والعمل لها، هي قضية (المادة الثانية)، والتي تنص على ان (دين الدولة الاسلام، والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع).
في هذا النص تؤكد المادة على أن دين البلاد هو الاسلام، ولهذا مدلولات لابد من التأكيد عليها، والوقوف على معالمها:
فالدين معنى عام يتناول كل مظاهر ومناشط الحياة، وليس شأنه مقصوراً على الحياة بين العبد وربه، في زاوية ضيقة جداً، وهي زاوية التعبد بمعناها الضيق، المحصورة في المسجد فقط، فذلك شأن لا يعرفه اسلامنا ولا يعترف به، بل هو من مخلفات الدين النصراني المحرف، والفكر العلماني الذي يقممه بعض من يدعي الفكر والوعي.
فالاسلام يجعل المسلم عالماً بالحياة، مثل أن يكون رجلاً صانعاً كيميائياً، فيزيائياً... كما يأمره أن يكون عالماً بالشريعة واللغة سواء بسواء... وكذلك يدخل في صلب الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها...!
فمن هنا نقول انه لابد من النواب حمل هذه القضية الكبيرة، والعمل لأجلها، والهم لها والتخطيط لتفعيلها وتنشيطها في الحياة.
ثم هي ليست قضية مندوبة، بل هي قضية فرضية واجبة، لا يمكن للمسلم أن يتملص منها، أو يحيد عنها، ولا نريد أن نعيد معركة المادة الثانية، التي كانت تدندن عليها الجماعات الاسلامية، والتي لم يستطع الاسلاميون أن ينجحوا في ايصالها كقضية رأي عام، بل نريدها قضية الجميع، قضية يحملها رجل الشارع، كما يحملها الرجل السياسي والطبيب والمعلم وغيرهم من قطاعات المجتمع المختلفة.
ويتبادر الى اذهان البعض أن الشريعة معناها قطع اليد، ورجم الزاني... ولم يلتفتوا الى الاسلام بعمومه وشموله ورحمته، وتلك قضية سنتناولها بعد.
ومن هذه المدلولات، مثلاً ضرورة الوقوف ضد التغريب الفكري، والفساد الخلقي اللذان بديا يستشريان بيننا.
هذا جزء من القول، ويبقى كثير من فضول القول سيكون له وقت آخر.
تعليقات