سفاراتنا وسفاراتهم ! - بقلم منى الفزيع

زاوية الكتاب

كتب 1171 مشاهدات 0

منى الفزيع

 

سفاراتنا وسفاراتهم !!!

بقلم: مني علي الفزيع

نعم, الفرق شاسع و مهول لا يمكن تصوره ولا تخيله لكنه واقع الحال وللأسف . اكتب هذا الكلام وإنا بحسرة علي سفارات بلدي المنتشرة في بقاع الارض وفي دول عديدة وبعيدة  لم نسمع بها ولا نعرف موقعها علي الخارطة ولا علاقاتنا السياسية ولا الاقتصادية بها لا كشعب ولا كدولة  ولولا الافلام الامريكية لما سمعنا بها  , لكن تلك السفارات  موجودة  كرمز كويتي لكن  لا دور حيوي لها  و لا فعال علي اي صعيد اجتماعي او تجاري او اقتصادي او سياسي او خدمي للمواطنين !!! اذن ما الهدف من العمل علي توسيع ونشر  سفارات وقنصليات كويتية في الارض  ان لم يكن الهدف الترويج للبلد وسياساته الاقتصادية  وخدمة شعبه؟؟؟

منذ سنوات والحديث الدائر عن تعيين من لا يملكون خبرة اكاديمية ولا ادارية ولا مهنية في السلك الدبلوماسي حديث الكواليس يدور بالهمس واللمز وحيث يغض العديد من  النواب ممن يطالبون بمكافحة الفساد والتنمية  ودعم الشباب  وعونهم ودورهم في بناء المستقبل حتي  الاشارة  عن هذا الموضوع و اسباب عدم قبول   الكثير من خريجي  العلوم السياسية  والعلاقات الدولية  من جامعة الكويت علي اقل التقدير في السلك الدبلوماسي مقابل عدد الذين يتم قبولهم ممن لا يحملون مؤهلا  سياسيا او حتي خريجي الجامعة الحكومية والأسس ا لتي تم علي اساسها قبول هؤلاء دون غيرهم؟ وهل لهم اقارب من النواب او القياديين بالدرجة الاولي او الثانية ؟أليس هذا اجدر بالمسائلة دون غيرهم تحسبا لاستخدام الواسطة والنفوذ وخضوع الحكومة لضغوط هؤلاء النواب او الوزراء ؟؟

 هل الاسباب تراجع المستوي العلمي لهؤلاء الخريجين من خريجي العلوم السياسية والتي اري انهم احق بالعمل في السلك الدبلوماسي من غيرهم , فان كان الامر كذلك فإنني اري ان  لا بد من مراجعة هذا الامر لقيادي قسم العلوم السياسية  والمستوي الاكاديمي لمثل هؤلاء الدكاترة الذين يتخرج علي ايديهم العديد من الشباب لينتهي مصيرهم بمنسقين ادارين او باحثين في وزارات اخري لا علاقة لها لا بالسلك الدبلوماسي  من اي جهة !!!

ألسنا كمجتمع من نساهم في تعميق الاحباط والتذمر واليأس ان سكتنا عن مثل تلك التجاوزات التي لم اسمع احد من النواب الافاضل يطالب بفتح هذا  الملف  كما ان لم اجد من يطالب بمنع تعيين الاقارب من الدرجة الاولي او الثانية في مناصب هامة بالدولة خلال فترة تولي قريبهم منصب نائب او وزير منعا للشبهات ؟ 

ان السفارات الخليجية قد سبقتنا في التهافت علي خدمة مواطنيها بالخارج , كما ان اغلبهم يلعب دور تجاري وترويجي وسياسي هام من اجل بلده ناهيك عن السفارات الاجنبية الغربية التي تعتبر مواطنيها كنز ثمين لا يمكن التفريط به او اهماله او نسيانه او اعتباره ورقة سياسية تتلاعب  بمصيرها القوي السياسية .

ان  تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية لا يكون باتفاقيات لمنفعة   الطرف الاجنبي ولكن لتعزيز التنمية البشرية وكسب الخبرة  للمواطنين فهل حققنا ذلك؟ اما الدور الاعلامي الهزيل الذي تلعبه تلك السفارات فهو لا يتناسب مع الميزانيات المرصودة لتلك السفارات !!!

ان ما يؤسفني ان هناك هدرا للمال العام ولا احد يسال ولا يتسأل لماذا وهل تقوم تلك السفارات بالواجب المطلوب منها وهل هناك مراجعو دورية لوضعها وأوجه الهدر من عدمه  او لربما لا يجرأ احد ان يقول لماذا  لربما لانه قد يضر بمصلحة قريب او عزيز لديه ؟!

التنفع والتنفيع لا يكون مالا بالضرورة بل مناصب وشراء ذمم وهذا هو عين الفساد . ونحن فاسدين ان سكتنا ايضا ولا أحد بريء.

الآن - رأي: منى الفزيع

تعليقات

اكتب تعليقك