إذا كان الاعلاميون الليبراليون واليساريون كفاراً فهل امر الله بقتلهم؟.. المشاري متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1703 مشاهدات 0


الشاهد

أتباع أبو جهل وأبو لهب

عبد المحسن المشاري

 

لماذا يعتقد بعض الناس بأن العلمانيين والليبراليين كفرة وهم اتباع ابوجهل وابولهب يقول محمد شبل: وصف الشيخ فوزي السعيد وهو داعية سلفي الاعلام الليبرالي واليساري بالفاجر الداعر والكاذب وخاطب الحضور في مؤتمر دعم د. محمد مرسي ان حكم الله في الاعلاميين الليبراليين واليساريين انهم ائمة الكفر لانهم طعنوا في دينكم وعليكم ان تقاتلوا ائمة الكفر وهكذا التقط الشيخ اية من القرآن الكريم نزلت في فئة معينة في ظروف معينة وسحبها على الاعلاميين دون أي علاقة بين الفئتين والموقفين، والله اننا في محنة ولكي تعلم مدى فداحتها تعال الى الايات التي استدل بها قال تعالى: »وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوكم اول مرة اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين« التوبة 12، 13، الاية كما ترى نزلت في المشركين عبدة الاصنام الذين كانوا قد عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يقاتلوه ولا يظاهروا عليه احدا ثم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وهؤلاء هم ائمة الكفر الذي امر الله بقتالهم ويذكر انه في نفس السورة استثنى الله من القتال الذين لم ينقضوا العهد من المشركين هذا ما جاء بالقرآن فانظر كيف تعامل الداعية مع الايات لقد نزعها من سياقها ومن شخوصها ومن ظروفها واطلقها عشوائيا في مؤتمر سياسي دعائي لا علاقة له اصلا بمجريات صدر الاسلام لقد وضع الاعلاميين الليبراليين واليساريين في موضع المشركين المحاربين ناقضي العهد وسماهم ائمة الكفر ودعا الناس لقتالهم لانهم طعنوا في دينكم وهو وضع متعسف ومؤسف، ان معنى طعنوا في دينكم يا شيخ كما ورد في تفسير الكشاف للزمخشري انهم عابوه، وقالوا ليس من دين محمد بشيء وما سمعنا اعلاميا قال هذا او قريبا منه ولو نطق به لطالته تهمة ازدراء الاديان ان هذا الادعاء اما صدر عن جهل او افتراء تؤثمه الاية الكريمة »والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا« الاحزاب 58، ومع هذا فإني افترض يا شيخنا فرضا جدليا ان الاعلاميين الليبراليين واليساريين كفار بالفعل فهل امر الله في كتابه بقتل الكفار؟ وتجيب عن هذا السؤال الايات التالية قال تعالى: »ومن كفر فإن الله غني عن العالمين« آل عمران 97، والمعنى انه سبحانه غني عنهم وليس في حاجة الى ايمانهم وقال مخاطبا الرسول »ومن كفر فلا يحزنك كفره« لقمان 23، والمعنى ان كفر الكافر لا يستحق حتى مجرد حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم والايات في هذا المعنى كثيرة وهي توضح ان الكفار في الدنيا متروكون لشأنهم والله يملي لهم ويمتعهم حسب سعيهم في الحياة ثم لهم عودة الى الله سبحانه فيحاسبهم ويجازيهم على كفرهم فإذا انبرى للمعارضة من يقول ان »اية السيف« »من سورة براءة« قد أمرت بقتل الكافرين وانها نسخت الايات السابقة فاليه اقدم قول واحد من الاكابر هو الراحل الشيخ محمد الغزالي في كتابه »نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم«. الناشر »دار الشروق« قال الشيخ الجليل ان »سورة براءة« بريئة من التحريض على العدوان وتشريع الحرب الهجومية على الأبرياء المسالمين وان وصف سورة براءة بأنها غيرت مجرى الحرب في الاسلام جهل كبير.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك