الجيش والديمقراطية
محليات وبرلمانقراءة في تصريح وزير الدفاع التهديد باستخدام الجيش
مارس 28, 2008, منتصف الليل 2068 مشاهدات 0
تناقلت وسائل الإعلام لكويتية تصريح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح وزير الدفاع المتمثلة في انزعاجه عما يجري و بأن القوات المسلحة جاهزة لحفظ الأمن في البلاد . لقد أبدى العديد من المراقبين السياسيين انزعاجا يفوق انزعاج جابر المبارك بكثير، خصوصا تهديده بإنزال الجيش للشوارع لوقف مظهر من مظاهر الممارسة الديمقراطية وهو حق الاحتجاج وتنظيم المسيرات السلمية ، في الوقت الذي أصبحت فيه ساحة الإرادة جزء من الأدوات السياسية في الكويت.
إن المتابع لوسائل الإعلام العربية والدولية يلحظ ما تعنيه الديمقراطية في الكويت للكثير من الشعوب، لكونها تجربة فريدة وقدوة يحق لنا الاعتزاز بها . لكن المتابع لمواقف النائب الأول يشعر بأنه بمعزل عما يجري في العالم ، حيث أن من ضمن المراقبين للديمقراطية في الكويت مركز جنيف لسيطرة الديمقراطية على القوات المسلحة، The Geneva Centre for the Democratic Control of Armed Forces وفي موضوع سيطرة الديمقراطية على المؤسسة العسكرية في الكويت هناك دراسة ممتازة لأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور غانم النجار توصل فيها قبل أن يتولى الشيخ جابر المبارك كرسي وزارة الدفاع أن هناك سيطرة للمؤسسة التشريعية على المؤسسة العسكرية الكويتية من حيث مراقبة أدائها وميزانيتها وغيره. (انظر الدراسة كاملة : http://www.dcaf.ch/_docs/WP142.pdf )
فهل ما زال الحال كما هو ؟
أم سوف نؤخذ على حين غرة وينطلق المارد من عقاله تاركا الثكنات ومسيطرا على مفترق الطرق في شوارع الكويت ؟
من المؤكد أن الحال قد تغير فقد ضاق جابر المبارك ذرعا بممارسة أحد أعضاء السلطة التشريعية في حقه في المساءلة وجرى اتهام النائب بشتى التهم . فقد كان من ضمن محاور مناوشات عضو مجلس الأمة السابق الدكتور جمعان الحربش مع المؤسسة العسكرية أن رئيس الأركان العامة رجل ذو نزعة فردية ولا يؤمن بالحوار ، بل انه قد أغلق أبواب رئاسة الأركان أمام ممثلي الشعب من أعضاء السلطة التشريعية وفي ذلك سلب لحقوق المشرعين وأصحاب الحق في الرقابة بل ورفض الحضور لاجتماعات لجنة الداخلية والدفاع ثم ثار النائب الأول في اجتماع لجنة الداخلية والدفاع الوحيد واستكثر أن يكون عليه رقابة شعبية أو أن يحاسب وتصعدت الأمور حتى تم حل المجلس، بل ذهب مراقبون إلى أن تلك المواجهة واحدة من أسباب تقديم الحكومة استقالتها بقيادة النائب الأول .
فهل تدني جاهزية الجيش وإهمال معداته وذخائره وتطفيش خيرة ضباطه كما وثقها الحربش في جولاته معهم هو سيناريو محكم لتحويل المؤسسة العسكرية إلى أداة لقمع للحريات كما هدد بذلك يوم أمس معالي النائب الأول؟ وهل رئيس الأركان بعقليته الفردية ونزعته الدكتاتورية هو رجل المرحلة الذي لن يتردد في إنزال الجيش للشوارع ؟
إن تهديدات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح لم تكن في محلها وتعطي مؤشرا على أن الرجل ورئيس أركانه لم يعودا من رجال المرحلة القادمة.
ولكي لا تتحول واحة الديمقراطية المسماة الكويت إلى مستنقع للديمقراطية المعسكرة كما في تركيا والجزائر وباكستان يرى العديد من المراقبين ضرورة وضع الأمور في نصابها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
تعليقات