'الإخوان المسلمين' أمام فرصة تاريخية لإعادة مصر إلى مكانها الطبيعي ودورها المطلوب برأي سعود الشمري

زاوية الكتاب

كتب 1610 مشاهدات 0

د. سعود الشمري

لا سلطة فوق إرادة الشعوب..

د. سعود مشعل الشمري
 
لقد أزاحت ثورة 25 يناير لعام 2011م، قوى الظلام والفساد الجاثمة على صدر الشعب المصري برئاسة محمد حسني مبارك الذي غاب عن الشعب المصري طويلاً وفقد الاحساس تجاه المواطن، واتت بالسيد محمد مرسي الذي أصبح بشرعية الثورة وبارادة الشعب المصري الحرة عبر صناديق الاقتراع رئيساً دستورياً وشرعياً لجمهورية مصرية العربية له كامل الصلاحيات والحقوق في ادارة شؤون البلد، وليس هناك الآن شرعية لأي سلطة أخرى أو نصوص فضفاضة هنا أو هناك حق مصادرتها مهما كانت، وعليه ان تكون البداية صحيحة، وألا يقع في الخطأ التاريخي ويسلم بالأمر، ويقسم أمام المحكمة الدستورية، ويفقد بذلك حقه الدستوري والشرعي لصالح المجلس العسكري، فالجيش المصري وتاريخه المشرف هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وارادة الشعب المصري وليس مختزلاً بأعضاء المجلس العسكري الذي جاء بقرار رئاسي، وسيذهب بقرار رئاسي شرعي مستمد من الثورة والشعب، فموقفهم ضعيف جداً أمام كل ما سبق، فالعصر ليس عصر الدكتاتوريات التي ولت الى الأبد، وأن يلتزموا بذلك، ويكونوا من الحنكة ويسارعوا بتسليم السلطة ويبرَّئوا ذمتهم أمام الله والشعب والتاريخ، وألا يعرضوا أنفسهم للمسائلة والمحاسبة القانونية في خيانة الشعب، ويجب اعطاء الرئيس الجديد وفريقه المهلة الكافية ودعمه ومعاونته في هذه المهمة الصعبة جداً، أعانه الله عليها وأعان الشعب المصري من الغيورين والصادقين للقيام بالدور السليم والمطلوب.
ان الثورة المصرية المباركة ألهمت الشعوب العربية معنى الحرية والكرامة والديموقراطية، وأن من يكيل الاتهامات للاخوان المسلمين بأنهم سيفتحون صفحة جديدة في العلاقات وبذلك يفتحون أبواب مصر للجمهورية الايرانية الإسلامية - التي بالتأكيد سوف تزرع الفتنة والفُرقة بين أبناء الوطن الواحد أينما حلت وهذا هو الديدن التي جبلت عليه- باسم الاخوة الإسلامية والتقارب والتصدي للأعداء، والاخوان من الوعي والادراك التام لذلك، ولن يقعوا في الخطأ التاريخي والاستراتيجي الفادح نفسه الذي وقع فيه القوميون العرب الذين فشلوا ولم يستطيعوا ان يدركوا حقيقة من يلبس ثوب الانتماء القومي العربي ويدعي الانتماء العقائدي الإسلامي، فعندما سنحت لهم الفرصة، تكشفت حقيقتهم الذي لم يستطع التاريخ والتسامح الديني والمذهبي ان يطمسها، فقد أعلنوا من المنطقة العربية الولاء المطلق للجمهورية الايرانية الإسلامية، وتخلوا عن كل ما سبق من ادعاءات، ترجم كل ذلك فيما نراه اليوم من قتل على الهوية سواء كان في العراق أو لبنان أو سورية وغيرها، وتداعياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة للأمة العربية التي مازالت قائمة، وقد أدركت حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة - التي تحسب في التوجه نفسه مع الاخوان المسلمون- ذلك جيداً، على الرغم من صعوبة وضعها وحاجتها السياسية والمالية لكل دعم ومع ذلك رفضت ما يجري للشعب السوري، وتعاطفت مع الثورة السورية، الذي دعا الجمهورية الايرانية الإسلامية الى ان توقف دعمها لها، بسبب هذا الموقف، مما ينفي الاتهامات والتشويه ان الاخوان المسلمين سوف يُقيمون علاقات مميزة الجمهورية الايرانية الإسلامية، وهو خطأ لا يغتفر اذا ما حدث ذلك، ويجب ان يكون الانفتاح من الواقع على الأرض وايجابي وليس سلبياً بمعنى ان تقف جمهورية مصرية العربية مع شقيقاتها الدول العربية ضد الاختراق ووقف التغلغل الايراني في المنطقة العربية، وان تكون السياسة ولغة الخطاب بنفس اللهجة والتعامل ومواجهة القوة بالقوة، وهي ليس بامكانها الذهاب بعيداً في ذلك الذي يعني سقوط النظام ولن يجد من يلتف حوله من الشعب الايراني، بل قد يؤدي الى تقسيم ايران نفسها.
ان الفرصة التاريخية، قد حانت أمام الاخوان المسلمين، كممثل حقيقي للإسلام السياسي الديموقراطي المنفتح والعصري المتطور بالعلم والمعرفة واعادة مصر الى مكانها الطبيعي، لتقوم بدورها المطلوب في قيادة الأمة العربية والإسلامية، وهي مسؤولية دينية وتاريخية وأخلاقية تقع عليهم الآن أمام شعوب الأمة العربية والإسلامية والعالم، ومن هذا المبدأ نأخذ العبرة مما يحدث ونقول إن إرادة الشعب هي الغالبة وهي مصدر السلطات.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك