النظام يريد اسقاط الشعب !!

زاوية الكتاب

كتب 1721 مشاهدات 0

وليد ابوقدوم

علي النعمة.. وعلي الغترة والعقال، ان من لم يمسك القلم اليوم معبرا عما يدور من أحداث في ظل الثورة العربية الكبرى، التي أطلق شرارتها 'الشريف بوعزيزي' فلن يعبر عن شيء ما حيا أبد الدهر.
أجمل ما في الثورة أنها تنتقل من بلد الى آخر دون توقف، وكانها تتبع قول الثائر جيفارا ' الثورة كالدراجة، إن توقفت سقطت' ولان الشعوب العربية ركبت دراجتها، وانطلقت باقصى سرعتها مرددة لزمتها الشهيرة 'الشعب يريد اسقاط النظام' فمن المتوقع أن لا تتوقف دراجة الثورة إلا بعد اتمام مهمتها ولو رميت في طريقها المسامير.
لقد رأينا كيف أن الإعلام عموما وقناة الجزيرة خصوصاً، لعبت دورا رئيسياً في إسقاط الزعماء في تونس ومصر وليبيا واليمن، بنقلها للأحداث على مدار الساعة وتأليب الشعوب عليهم بطريقة غير مباشرة، فما أن تتلبس الجزيرة زعيماً من الزعماء وتحوم حول رأسه كذبابة غثيثة حتى 'تجيب' أجله بالضربة القاضية وليس بالنقاط، فوالذي نفس محمد كريشان وجمال ريان بيده، لو أن مذيعي الجزيرة وجهوا فوهات حناجرهم تجاه هونولولو لأسقطوها ببيان واحد فقط لا غير، أو أن المذيع جميل عازر بجلسته المائلة الشهيرة وكانه ضارب قذائف آر بي جي، ولى وجهه شطر موناكو لحولها الى 'خراب البصرة'...'هذا الإعلام وهذه خلاجينه'
ولكن السؤال الذي تود الجزيرة ألا يطرح نفسه: ماذا لو قامت ثورة في قطر على غرار ثورة البحرين رغم إستحالة الفكرة، فهل ستردح الجزيرة ردحاً على النظام كما ردحت على أنظمة من قبل ومن بعد، أم أنها ستردح على الشعب هذه المرة متبنية شعار معكوسا 'النظام يريد اسقاط الشعب'..موقف أتمنى الا تتعرض له الجزيرة، قبلة المشاهدين كما يراها مؤيديها، ومرجم ابليس كما يراها معارضيها.
ثم لو فرضنا جدلا أن المظاهرات قامت فستكون والله أعلم محدودة جداً، فالشعب القطري 'سوبرمترف' كامبراطور لا يتعب ألا في الجنس ولا يعرق ألا في اللعب، وهو شعب لم يجرب حظه قط في المظاهرات والمناكفات وأعمال الشغب والتعب، لهذا فمن غير المستبعد أن يخول معارضي النظام خدمهم الهنود بدلا منهم للقيام بالمظاهرات ويكتفي المعازيب بمتابعتها ومراقبة آداء خدمهم جلوسا في سياراتهم، يسمعون صيحاتهم الخجولة بخدودها السمراء' بابا مال أنا يريد..إسقاط النظام..بابا مال أنا يريد..إسقاط النظام' فيقوم مؤيدو النظام من تلقاء أنفسهم وما أكثرهم عاضين على نظامهم بالنواجذ بالخروج بمظاهرات مضادة، مخولين خدمهم أيضا بالرد على خدم المعارضين..فرد فرد..بيت بيت.. زنقه زنقه، مرددين:'بابا مال أنا يريد..تثبيت النظام.. بابا مال انا يريد.. تثبيت النظام' وربما بعثت الجزيرة بمراسلين جدد بقراطيسهم هنود الجنسية، لتغطية الرأي والرأي الآخر، أو الهندي والهندي الآخر.
ولأن أبطال المظاهرات كومار وشاندرا برؤوسهم اللامعة بالدهن، فستقوم الشرطة القطرية بتوزيع شاي حليب على المتظاهرين كقوات مكافحة الشغب الأردنية الحنونة التي وزعت الماء والعصير على المتظاهرين بدلا من توزيع الهراوات على رؤوسهم بالتساوي 'ويا هيك تكون الحكومات يا عمرا متكون' وقد يخطب الزعيم القطري خطابا ملتهبا ينهي به الأزمة من رمتها تنقله كل قنوات الجزيرة بما فيها قناة الأطفال، قائلا :'فهمتكم..الآن فهمتكم' آمرا بتلبية المطلب الوحيد للمعارضين بتغطية كامل الدولة القطرية وتكييفها إتقاء للحر، تماما كالملاعب الرياضية المغطاة والمكيفة، التي ستحتضن مونديال 2022 ويومئذ يفرح المعارضون بنصرالله.

الآن: رأي - خالد ابو قدوم

تعليقات

اكتب تعليقك