قطاع الاذاعة بحاجة الى نفضة تصحيحية.. ذعار الرشيدي ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 788 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  132 مكالمة غير مستلمة!

ذعار الرشيدي

 

عندما تصحو من النوم وتجد على شاشة هاتفك النقال الجملة التالية «30 مكالمة غير مستلمة» فلا شك ان اول ما تتوقعه ان هناك مصيبة حصلت وانت نائم، اما اذا كنت صحافيا فبالاضافة الى توقعك المصيبة ستتوقع انه فاتك الكثير، وتدور خيالاتك هل حل مجلس الامة بينما كنت نائما؟ ام هل تم تعليق العمل بالدستور؟ هل اعلنت الاحكام العرفية؟ وألف هل وهل تعصف بذهنك قبل ان تمتد يدك وتفتح الرقم السري، ثم تكتشف ان الاتصالات الثلاثين وردت من رقم واحد فقط، من صديقك «الغثيث» بل «الاغث» على وجه الكرة الارضية، لاتزال عند سوء ظنك بوجود مصيبة تتعلق به على الاقل، وتعاود الاتصال به، لزوم الصداقة، يجيبك وعندما تسأله عن خطبه وسر اتصالاته المتكررة، يجيبك بكل برود يفوق برودة العصر الجليدي وبجملة ابرد من اعصابه «لا بس بغيت اعرف وينك واسأل عنك».

في حالتي اغلقت الهاتف بينما كان لايزال يتحدث، وأكملت نومي.

صديقي «الغثيث» هذا يتصل كل يوم تقريبا، لا يوجد لديه ساعة بيولوجية كبقية البشر، يمكن ان يتصل في الصباح الباكر، ويمكن ان يتصل آخر الليل، ويمكن ايضا ان يتصل في الساعة 27، لا توجد الساعة 27، ولكنني اعتقد انه قادر على استحداثها فقط ليتصل خلالها، لا اشبهه الا ببعض اعضاء مجلس الامة الذين يصرحون في كل وقت وعلى اي قضية، لا يملون ولا يكلون من التصريح، في اي اتجاه وأي مقام، لا يهم، المهم ان يكونوا في الصورة الإعلامية، احيانا يلتقطون طرف خيط اشاعة ويظلون يصرحون حولها طوال الليل، وعندما تشرق شمس اليوم التالي على حقيقة ان ما صرحوا عنه ليس بأكثر من اشاعة، لا يعدلون ولا يعتذرون، ويجدون قضية اخرى ليصرحوا عنها، و«يكروتونا» بها لننسى تصريحاتهم حول اشاعة امس.

للاسف ان بعض النواب خاصة ممن يعانون من اسهاب غير مبرر في التصريحات لا يجيدون ادبيات الاعتذار عن الخطأ، بل لا يملكون شجاعة الاعتذار، وبدلا من ان يقفوا ليعتذروا عن خطئهم، يتناسون وينتقلون الى قضية اخرى، وأحيانا يفتعلون قضية اخرى ليغطوا بها على القضية التي اخطأوا فيها.

بعضهم مس خلال تصريحاته بسمعة اشخاص، فقط لانه يمتلك الحصانة، وعندما تبين له خطأ ما ذهب اليه عن اولئك الاشخاص سواء كانوا سياسيين أو وزراء او تجارا او حتى موظفين كبارا، نجده لا يعتذر، ولا يصلح تصريحه بتنويه عن خطئه السابق بحق اولئك الاشخاص.

أدعو النواب ليكونوا قدوة حقيقية لممارسة شجاعة الاعتذار، فلا يوجد بيننا ملائكة ولا معصومون، اعتذارك عن الخطأ يجعلك تكبر في اعين الآخرين حتى وان كانوا خصومك السياسيين، ومكابرتك في الخطأ تنتقص من قدرك، وتصغر من قدرك في عيون الآخرين على المدى البعيد، خاصة عندما تتكرر هفواتك في التصريحات.

توضيح الواضح: صديقي «الغثيث» حتى وان امطر هاتفي بـ 132 مكالمة غير مستلمة فلن اتضايق، فعشرون عاما كافية لان «يمون» على ازعاجي وقتما يشاء، على الاقل هو عندما يمارس ازعاجه يزعجني انا فقط، وليس كأعضاء مجلس الامة الذين يزعجون شعبا بأكمله بتصريحاتهم «غير المستلمة» او «غير الدقيقة».

توضيح الاوضح: قطاع الاذاعة في وزارة الإعلام بحاجة الى نفضة تصحيحية شاملة تبدأ من اصغر مايكروفون الى اكبر استوديو فيها

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك