ليس كل العلويين يؤيدون بشار الأسد.. بنظر د. عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 1351 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  تبرؤ النصيرية من مجازر الأسد

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

مازال النظام البعثي الحاكم في سورية يعيث فسادا في الأرض، دونما رادع يردعه، ولا مانع يمنعه، لا سياسيا ولا دينيا ولا عسكريا ولا انسانيا، فقد عشعش الظلم بين جنباته، وتشربت دماء الشهداء أطرافه، وتاه لسانه عن الحق، وطاش عقله نحو الباطل، واستلذ بتقطيع أوصال الأطفال ونحر الرجال واغتصاب النساء وهدم البيوت وقصف المساجد، والعالم كله ليس له سوى التفرج والغصة والدموع والشجب والاستنكار، وكل تلك الجرائم تتم بحماية الفيتو الروسي الصيني المزدوج، وبدعم مالي ايراني لا محدود!!
لست في مجال استثارة العواطف، انما استثارة العقول التي شاطت لمصالح سياسية واقتصادية وطائفية، خصوصا لمن فتح ديوانه للسفير السوري والشبيحة ووضع فيها صورة بشار.
وليعلم هو ومن اتخذ نفس الموقف المؤيد للنظام البعثي – الذي يكفرونه - ان العديد من أتباع الطائفة العلوية – التي تكفرونها – لا تؤيد نظام الأسد، لأنه في تعامله مع الشعب السوري لا يفرق بين مسلم ومسيحي وعلوي أو نصيري، ولا يفرق بين سني وشيعي، مثله مثل سلفه صدام البائد الذي جعل وزير خارجيته مسيحيا، و%66 من قيادة حزب البعث شيعة، فضلا عن الطوائف الأخرى، وبالتالي فان الأسد يستخدم الطائفية لتحقيق أهدافه.
وتأييدكم اللامحدود لمن كفرتموه دينا ومذهبا وفكرا ليؤكد ان التأييد ليس دينيا، وانما لتحقيق مصالح أخرى تقومون بها بالوكالة، وستجرون العالم الاسلامي بهذه الصفاقة الى الخلف عدة قرون.
ولتأكيد انه ليس كل العلويين يؤيدون بشار، اليكم هذا البيان الذي أصدرته مجموعة من مثقفي الطائفة العلوية.. 
«نحن الموقعين أدناه من أبناء الشعب السوريّ وأبناء الطائفة العلوية (أحفاد صالح العلي) نعلن أننا ندين بشدة مجزرة الحولة التي قام بها النظام السوري ضد أبناء البلدة الأبرياء، كما وندين جميع المجازر وعمليات القتل والانتهاكات التي قام بها النظام ضد الثائرين المحتجين ونعتبرها جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية.
ونعزي وطننا وأبناءه من أهل الحولة خاصة بمصابنا الأليم والذي ندرك فيه ألا كلمات ولا بيانات تصدر قد تساوي صرخة طفل من أطفال الوطن، ونؤكد ألا غطاء أخلاقيا أو دينيا أو اجتماعيا يحمي القتلة من المساءلة والقصاص العادل وكل من تورّط بالدعم سيحاسب وبأقسى أنواع العقوبات باذن الله.
وندعو الجميع لعدم الوقوع في فخّ النظام الذي يعمل على حرف مسار الثورة وتشويهها من خلال تجييشه الطائفي مستخدماً بعض المأجورين والمرتزقة للقتل باسم الطائفة العلوية أو غيرها، وبالتالي نقل الثورة العادلة الى حرب طائفية تؤدي الى تدمير البينة الاجتماعية للمجتمع السوري.
ونتوجه فيه الى أبناء الطائفة العلوية من أهالي القرى المجاورة للحولة والتي ترددت أنباء عن تورطهم بدم أبناء الوطن وندعوهم من منطلق ايمانهم الوطني والانساني والأخلاقي والديني للكشف عن هويات القتلة وجميع المشاركين بأعمال العنف والتبرؤ منهم في حال صحة هذه الأنباء.
ونتوجه الى جميع القوى السياسية والى الثوار بمختلف مواقعهم وانتماءاتهم لتوحيد صفوفهم لاسقاط النظام السوري المجرم والتمسك بأهداف الثورة في الحرية والكرامة والديموقراطية ونتوجه فيه الى جموع الموالاة من مختلف أطياف المجتمع السوري التي تساند النظام وبصورة خاصة أبناء الطائفة العلوية الى اعادة ترتيب رهاناتها السياسية وفقاً لمنطق التاريخ وقيم العدالة والحرية، داعينهم الى التخلي عن هذا النظام والتبرؤ من أفعاله الاجرامية، ومحاولاته الحثيثة الى جرّ البلد لحرب أهلية أو طائفية.
وندعو الأحرار والناشطين وجميع أبناء المجتمع الى كسر جدار الخوف والخروج في مظاهرات تندّد بجرائم النظام وتعلن وقوفكم وبحزم مع الثورة السورية.
عاشت الثورة السورية.. عاشت سورية حرة وديموقراطية».
٭٭٭
قال داود لابنه سليمان عليهما السلام:
‏ «يابني.. انما تستدل على تقوى الرجل
 بثلاثة أشياء: حسن توكله على الله فيما نابه، وحسن رضاه فيما آتاه، 
وحسن زهده فيما فاته».

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك