يا أم الدنيا .. من يلدغ مرتين ؟

زاوية الكتاب

كتب 1383 مشاهدات 0


المشهد الثوري الحاصل الآن في ميادين مصر الشقيقة أعاد إلى الواجهة ذات المشهد الذي شاهد العالم فيه مصر خلال ثورة 25 يناير حيث توحدت مطالب مختلف ألوان الطيف الثوري وتسامى الجميع عن تبايناتهم السياسية وأخطاء المرحلة الماضية التي فتت الحراك الثوري . والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن هو هل يلدغ المؤمن من جحر مرتين ؟

والكلام ليس للثوار فقط وإنما للمجلس العسكري أيضا، فالطرفان في مركب واحد وإن اختلف اتجاه مجداف كل منهما، فبينما يسعى الثوار إلى استكمال مسيرة ثورتهم وتحقيق كامل أهدافها يسعى المجلس العسكري إلى تأمين مكان بارز له على رأس السلطة بما وصفه الثوار ب' الإنقلاب العسكري ' المتمثل في الإعلان الدستوري الذي أصدره مؤخرا .

أما الثوار فارتكبوا خطأ كبيرا حينما تركوا الميدان قبل أن تتحقق لهم جميع مطالبهم باسقاط النظام كليا وليس مجرد اسقاط الرأس ليكتشف الجميع بعد أكثر من عام ونصف أن النظام موجود في كل أركان الدولة بكل ملامحة ومنهجه وآلياته القديمه بل وبأمكانياته الإعلامية ايضا، ويكتشفوا أيضا أن إعادة انتاج النظام بدأ بشكل أكثر تعقيدا مما كانت عليه قبل الثورة حيث أصبح الآن مدعوما بسطوة العسكر . فهل يكرر الثوار خطأهم ويلدغون من ذات الجحر بمجرد تحقيق جزء بسيط من مطالبهم ؟

أما المجلس العسكري ، فهو الآن بصدد ارتكاب ذات أخطاء الرئيس المخلوع الذي راهن رهانا خاسرا على حسبة الوقت فكان لا يتقدم خطوة إلا بعد أن يكون قد سبقها الزمن وارتفع سقف المطالب الشعبية ، فانتقل الحراك الثوري من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة باسقاط النظام وصولا إلى المطالبة بمحاكمة الرئيس . فهل يدرك المجلس العسكري الدرس ويتعلم من عداد الزمن أم يترك نفسه ليلدغ من ذات الجحر الذي لدغ منه كبيرهم أمام أعينهم ؟،

 أعتقد أن كل حر يؤمن بالمسار الديموقراطي وحق الشعوب في أن يكونوا مصدر السلطة فعليا لا لفظيا لا يتمنون لمصر الثوار أو مصر المجلس العسكري أن يلدغ من ذات الجحر مرتين .

. فيصل خليفه غازي الصواغ

الآن- رأي: فيصل الصواغ

تعليقات

اكتب تعليقك