السعدون لم يعد الذي نعرفه أيام زمان!!.. صلاح الفضلي متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 3901 مشاهدات 0


الكويتية

شقشقة  /  السعدون.. الأسد إذا كبر تغشمره الواوية

د. صلاح الفضلي

 

يروى في قصص الأمثال أن الأسد كان يعيش عيشة هنية وكان ابن أوى (الواوي) يخدمه، ولكن بعد ردح من الزمن أصاب الأسد الهرم ولم يعد قادراً على الصيد، وفي أحد الأيام جاع الواوي فخرج من عرين الأسد يبحث عن شيء يأكله، فوجد غزالاً يرعى فأقنعه أن يأتي إلى عرين الأسد، فلما دخل الغزال العرين وثب عليه الأسد فقتله، ثم قال للواوي سوف أذهب لأغسل يدي ريثما تعدّ لنا لحم الغزال، وفي أثناء غياب الأسد عمد الواوي إلى الغزال فأكل لسانه وأذنيه ودماغه، فلما عاد الأسد سأل الواوي عن لسان الغزال، فرد الواوي: قد يكون أخرس يا ملك الغابة، فسأله الأسد عن أذني الغزال، فأجاب الواوي: لعله كان أصمّ، فسأله الأسد وأين مخه؟ فأجاب الواوي: «لو كان للغزال مخ لما صدق ما قلته له»، فرد الأسد غاضباً: «لو كنت في أيام شبابي لما تجرأت وغشمرتني»، فأصبح ذلك مثلاً «الأسد إذا كبر تغشمره الواوية»، وهو يطلق على من إذا كبر سنه يتجرأ عليه السفهاء.
هذا المثل مع الأسف ينطبق على النائب الفاضل أحمد السعدون هذه الأيام. بداية لو سُئلت من هو أفضل نائب أداء في تاريخ الحياة النيابية لما عدوت أحمد السعدون، ولكن السعدون تغير في الفترة الأخيرة، ولم يعد السعدون الذي نعرفه أيام زمان، ولا أدل على هذا التغير من بيان كتلة «الأغلبية» بشأن حكم المحكمة الدستورية الذي قضى بإبطال مجلس 2009. البيان يتحدث عن الإيمان بدولة المؤسسات والقانون وإهدار إرادة الأمة والشرعية الدستورية، ويدعو الشعب للتعبير عن رفضه لهذه الممارسات والنهوض بمسؤولياته الوطنية، دفاعا عن حقوقه ومكتسباته الدستورية، انظر يا السعدون لمن حولك من الأغلبية، هل هؤلاء هم جنودك الذين سوف تذود بهم عن حمى الدستور والقانون؟ هل محمد هايف والطبطبائي والمناور والطريجي وشخير والبقية هم من يؤمنون بدولة المؤسسات والقانون؟!
بيان الأغلبية في ديوان السعدون أشبه ما يكون ببيان رقم واحد، فالبيان يرفض صراحة حكم المحكمة الدستورية ويعتبره منعدماً، وكأن السعدون ومن معه نصبوا أنفسهم محكمة دستورية، وفي نهاية البيان تدعو الأغلبية المجلس الأعلى للقضاء إلى «تصحيح الوضع»، ماذا لو رفض مجلس القضاء ذلك وهو المتوقع؟! ماذا سيفعل عندها السعدون ومن معه؟ في كل الأحوال لا أعتقد أن مجلس القضاء سوف يسكت عما جاء في بيان الأغلبية من انتقاص للقضاء، ويبدو أن الأمور دخلت في منحى خطير، وخاصة أن الأغلبية دعت لتجمع حاشد اليوم، مما يعني أن المواجهة أصبحت مع القضاء بشكل مباشر، وهو أمر في غاية الخطورة، وأعتقد أنها معركة خاسرة للأغلبية وسترتد عليهم سلباً.
إذا كانت هناك من ملاحظات على القضاء فهناك طريق آخر لإصلاحه، أما ما تدعو له الأغلبية بقيادة السعدون من نزول للشارع للاحتجاج على القضاء فهو يمثل إرهاباً لمؤسسات الدولة.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك