ما يحدث في مصر برأي فاطمة البكر خسارة للجميع!
زاوية الكتابكتب يونيو 22, 2012, 12:18 ص 605 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / شوارع من نار
فاطمة عثمان البكر
يعيش العالم العربي حقبة زمنية لم تمر في تاريخه المعاصر كما اليوم، ولو استطاع المحللون أن يوثّقوا لهذه المرحلة لكان بطلها ولاعبها الأساسي وعنوانها هو «الشارع»، الشارع يشهد اعتصامات، تظاهرات، مطالبات، تصفية حسابات، وأخطرها تلك المجازر الدموية المسفوكة على أرصفة الشوارع كشاهد عيان تكفي وتوفي أي تعليق وتخرس كل لسان.
حالة من الهياج غير المسبوق، وأصبح الشارع ووسائل الإعلام الفضائية هما اللاعبان الأساسيان في نقل الحدث والخبر والصورة، وسائل الإعلام، مرئية ومكتوبة، أصبحت شاهد عصر ومرجعاً، ربطت الأحداث من أقصى اليمين إلى اليسار، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن العواصم إلى القرى والنجوع، من الأراضي المقفرة المنسية إلى المدن المعروفة، من حي إلى حي، من «زنقة إلى زنقة» ومن بيت إلى بيت، وحتى وصلت إلى المستشفيات، لم يعد هناك ما يخفى وما يخشى، فكلنا أصبحنا نعيش في عالم واحد، وهذا الكوكب أصبح لنا جميعاً من دون استثناء.
هياج لم يسبق له مثيل، هل هذه هي «الثورة الخلاقة»، أم هي الثورة التي معها تضيع أهدافها؟ فهناك دائماً طرفان متصادمان، وفي الصدام الحاد يغيب صوت العقل، ومع الهياج يختلط الحق بالباطل، ويتلاشى معيار الحكم الموضوعي الصائب، وما يحدث في مصر العزيزة اليوم أمر مثير، وتداخل مريع، لم يكن في الحسبان، فأصدقاء الأمس هم أعداء اليوم، وأعداء اليوم هم أصدقاء الغد، ولا أحد يعرف أين الحقيقة وأين الصواب، وستظل الدوامة تدور وتدور والمحصلة النهائية هي الخسارة للجميع، والعودة إلى المربع الأول لتعويض الخسارة الفادحة.
منعطف خطير في حياة وفي تاريخ العالم العربي، الصراع على السلطة أعمى القلوب، وجعل شهوة الحكم تغشى العيون، والشوارع تحترق والأمن مفتقد، وفي النهاية يفقد الجميع تحقيق الهدف المنشود.
مرى أخرى هل هذه هي «الفوضى الخلاقة»؟ هل هي غربلة لعالم سبب صداعاً وصراعاً واختراقاً أحمق وتهديداً للسلم العالمي؟ لست أدري!
تعليقات