الدول المنتجة وراء خفض سعر برميل النفط.. هكذا يعتقد نهار المحفوظ
زاوية الكتابكتب يونيو 19, 2012, 12:49 ص 1468 مشاهدات 0
النهار
الضحى من النهار / الدول المنتجة تخفض أسعار نفوطها!
نهار عامر المحفوظ
يعتقد البعض ان طلب الدول المستهلكة على النفط الخام قد انخفض وان تلك الدول قد تراجعت عن شراء الكميات ذاتها التي كانت تحتاج شراءها وتدفع ما يقارب المئة والثلاثين دولاراً للبرميل الواحد منها، وهذا اعتقاد غير صحيح، فالدول المستهلكة مازالت تشتري الحصص ذاتها دون نقصان من النفط المعروض في أسواق النفط ان لم تكن قد زادت بعض الدول من شراء ما يزيد عما كانت تشتريه لسد حاجتها وتخزينه لوقت الحاجة والحالات الطارئة، وهنا يدور التساؤل المنطقي: ان لم يكن الطلب قد انخفض على النفط الخام وامتنعت بعض الدول المستهلكة عن شراء ما كانت تشتريه سابقا من براميل النفط الخام، فلماذا تراجعت أسعار النفط وانخفض سعر البرميل الى ما يقارب الثلاثين دولاراً عما كان عليه عندما تخطى المئة والعشرين دولاراً؟! وهذا السؤال مشروع وفي محله، وذلك لاعتقاد البعض ان انخفاض سعر البرميل لا يمكن ان يكون بفعل الدول المنتجة وبقرار سياسي منها، لكن للاسف ان الاجابة تأتي بنعم، فالدول المنتجة او بعضها قد تعمدت اغراق أسواق النفط بعروض تفوق الطلب وذلك من خلال زيادة انتاجها اليومي من النفط الخام، ما زاد من العرض مقابل الطلب وجعل الطلب يتراجع عن شراء المعروض من النفط الذي زاد عن الطلب وسجل فائضا جعل سعر البرميل يتراجع الى أقل من المئة دولار، وهذا السعر مقبول عند أغلب الدول المنتجة، خصوصا الدول الخليجية والعراق وايران، فالدول الخليجية ترى ان الاسعار النفطية السابقة مبالغ فيها وبسببها حدثت بعض الازمات الاقتصادية العالمية وكذلك رافقها التضخم الذي تشهده كثير من الاسعار العالمية، وايضا يهدد الاسواق الخليجية كما عليه حال اقتصاداتها الحالية وقيمة عملاتها الشرائية، ولذلك زادت من انتاجها النفطي ليصل في السعودية الى عشرة ملايين برميل يوميا، وكذلك الكويت التي تخطى انتاجها من النفط الخام ثلاثة ملايين برميل يوميا، وايضا دول الاوبك الاخرى او بالاصح معظمها ليبلغ الانتاج اليومي المعروض نحو ثلاثين مليون برميل غير ما تعرضه الدول المنتجة من خارج الاوبك، حتى ايران التي تدعي عدم رضائها وتتهم الدول الخليجية بأنها مرتاحة من الاسعار الحالية بسبب العقوبات الدولية على مبيعاتها النفطية حتى لو زايدت في تصريحات مسؤوليها السياسية الكاذبة، وبذلك ستبقى اسعار النفط في حدودها الحالية بعد مؤتمر فيينا الذي قرر ان يبقى انتاج دول الاوبك على حاله أي ثلاثين مليون برميل يوميا.
تعليقات