في رثاء الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله

زاوية الكتاب

د. المسباح : الأمير نايف كان ' رجل وطن ' ونعزي المملكة بوفاته

كتب ناظم المسباح 1838 مشاهدات 0

د. ناظم المسباح

تقدم الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح بخالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- والأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رحمه الله.
 
وأكد أن الجميع قد فجعوا وحزنوا لوفاته ولا نملك هنا إلى أن نقول :'إنا لله وإنا إليه راجعون' وما علمنا إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: 'لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى'، سائلا المولى جل وعلا أن يلهم الجميع الاحتساب والصبر وأن يعظم لهم ولنا المثوبة والأجر وألاّ يُرِي الجميع مكروهاً في عزيز لديهم.
 
وتابع د. المسباح : لقد كان رحمه الله قامة شامخة في الغيرة الدينية والخبرة السياسية والكفاءة الإدارية والمهارة الأمنية فيأتي تأكيده دائماً على تحكيم الشريعة والعناية بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والسنة القويمة وربط الأمن بالإيمان والاهتداء بهدى القرآن ومنهج السلف الصالح وتعزيز الأمن الفكري والوسطية والاعتدال ، ولا ننسى دوره الفاعل في لجان المناصحة وأعمال الإغاثة ودعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عنها وعن دورها ورجالاتها وتأكيده الدائم – رحمه الله - على خصوصية المرأة المسلمة في بلاد الحرمين الشريفين ونحن نؤكد أن هذا التوجه ليس بدعا من القول بل هو ما شهد له به العلماء والعقلاء والفضلاء، وهذا هو الثناء بالخير وأنتم شهداء الله في الأرض كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.
 
وأشار إلى أن الفقيد رحمه الله كان رجل وطن ورجل موقف وكلمة وحكمة ومبادئ فكان لا يكثر من الأقوال لكنه يجعل الأفعال تتكلم على الأرض وما أبلغ لغة الأفعال خاصة في مواقف الفتن ،  فهو قامة عظمى ورمز كبير ورجل الأمن الأول ، حيث اتسم رحمه الله بصفات وشمائل عديدة من الحزم والشجاعة والحلم والحكمة والحنكة في المواقف السياسية المتأزمة والأحداث الشائكة  فقاد منظومة العمل الأمني في المملكة وجعلها- بفضل الله- واحة من الأمن والأمان ترنوا إليها أبصار المحبين وتهوي إليها أفئدة المؤمنين ، خصوصاً ما يتعلق بأمن المعتمرين والحجيج وخدمتهم واستقرارهم وراحتهم وحنكته الأمنية وإسهاماته الكبيرة على مدى أربعين عاما حافلة بالإنجازات الوطنية المتعددة ، تمثّلت في قيادته لملفات عديدة أدارها بكل حزم وحلم وحكمةً تنعمت بها المملكة الواسعة المترامية الأطراف، ولا أدل على ذلك من رئاسته لجنة الحج العليا وإنشائه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي أصبحت صرحا شامخا وحصنا من حصون المملكة الحصينة.
يارب فارحـم نايفــاً    *    واغفـر له كلّ الذنوبْ
في كل خطبٍ حــادثٍ  *     يبـدو كليثٍ لا يشوبْ
كالأُسـدِ في صيحـاتِها   *    يعدو ويغـدو في الدروبْ
ليثٌ هصــورٌ جـاسرٌ   *    رأسٌ لدى كلّ الحـروبْ
في الساحِ يُرهَبُ واقفًــا   *    في الدهرِ يُطلبُ للخُطوبْ
وطـنٌ حمـاهُ بقــوةٍ     *    بالجــدّ والعملِ الدؤوبْ
 
وختم د. المسباح بأن أهم ما يوصف به الأمير نايف رحمه الله تمسكه بالمبادئ الإسلامية وحرصه على الهوية العربية ولم يتسامح في ذلك تحت كل الظروف التي عصفت بالعالم، وبقي صامداً صمودَ من رضع الأصالة، وعرف أهمية الهوية العربية الإسلامية فهكذا يكون رجال التاريخ يموتون جسماً ويبقون عمراً بإنجازاتهم ومواقفهم رحمه الله وغفر له وعوض بلاده والأمة عنه خيراً.

الآن: رأي- ناظم المسباح

تعليقات

اكتب تعليقك