ساحة الإرادة والتحرير وصلا لأهدافهما مع فارق الخسائر.. بنظر السبيعي

زاوية الكتاب

كتب 885 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  هل تتشابه الأحداث في مصر والكويت؟

سالم إبراهيم السبيعي

 

من يدقق ويقارن بين ما يحصل من أحداث يجد أن بعضها يتكرر ويتشابه بنسب مختلفة، ولكن نهاياتها تختلف باختلاف النوايا، وحجم الصدق مع النفس.. والسعيد من اتعظ بغيره.

أكتب هذه الملاحظات كملاحظ ومقارن، دون مدح لهذا أو ذم لذاك، ودون تأييد لطرف على حساب آخر، مجرد تشابه أحداث، ليس إلا.

ظهرت في مصر عام 2004 حركة احتجاجية (حركة كفاية) على شكل تجمع لمجموعة من المثقفين وأساتذة الجامعات والمحامين الذين عارضوا مبدأ التمديد للرئيس، أخذت هذه الحركة تنمو، وفي المقابل استصغرها خصمها، بل استهزأ وتهكم بقوله: «خليهم يتسلوا» ولم يعتبرها تنبيها وضوءا احمر لاقترابه من الخطر، فينتفض ويعيد حساباته ويجدد اجهزته المنتهية الصلاحية.

فكان يناير 2011 حيث تجمع الشباب المصري بميدان التحرير مطالبين «ارحل يا ريس» (كفرد) ثم زاد الطلب «الشعب يريد إسقاط النظام» (نظام كامل، حزب، ومجالس، ووزارة وقيادات عليا) ثم اتسعت الدائرة إلى «فلول النظام» ثم المطالبة بتغيير الدستور وقوانين الدولة وإلغاء بعض المؤسسات، فكل ما يحصل الآن هو فورة وغليان وجو مكهرب، لا تسمح لعقل الخبير والقيادي بأن يفكر، ولا عقل المواطن ان يستوعب ويتقبل، والضحية الوطن، والسبب ذلك الذي لم يفهم الدرس.

في الكويت تكرر المشهد لكن بشكل أخف وأقل حدة، تأخر استيعاب الدرس مما ترك بعض الترسبات غير الحميدة، والآثار الجانبية والتي تحتاج لزمن لعلاجها، إن لم تستفحل وتصيب القوم بجهالة.

فمنذ فترة تجمع بعض الشباب الكويتي بمختلف شرائحهم في «ساحة الإرادة» مطالبين بتغيير احد القياديين رافعين شعار «ارحل نستحق الأفضل» وكما حصل بمصر استهانوا بهم واستصغروهم.. نما هذا التجمع وزاد في العدد والعدة والتنظيم، وظهرت نبرة بارتفاع سقف المطالب (كما ارتفع بمصر)، إلى المطالبة برئيس وزراء شعبي، وبدأت الندوات، فكانت معركة القوات الخاصة مع نواب الشعب بديوان الحربش (كمعركة الجمل المصرية) فأصبحت علامة سجلها التاريخ بالصوت والصورة «وسيتردد صداها لزمن طويل» فخرج من رحمها متهم وعضو بمجلس الأمة، وربما يصبح وزيرا (كما اصبح بعض شباب التحرير اعضاء بمجلس الشعب المصري الآن، ومنهم من رشح للرئاسة) هذان التجمعان (ساحة الارادة وميدان التحرير) وصلا لأهدافهما (مع فارق الخسائر) فتنحى من تنحى، وابتعد من استقال ولكن لم ينته الأمر، فرفعت القضايا واشتعلت الجلسات.

في مصر كانت رغبة وتوقع غالبية الشعب اعدام المتهمين، لكن صدرت الأحكام بالسجن والبراءة، فلم يتقبلها الشعب وعاد للتجمع بميدان التحرير، محتجا ومطالبا بتطهير القضاء، في الكويت شكل مجلس الأمة لجنة تحقيق لمحاسبة القيادي المستقيل، وبنفس الوقت اصدرت المحكمة حكمها عليه بحفظ القضية، فاستغرب غالبية نواب الشعب، وتمسك كل طرف بما ينفعه، ثم صدر حكم آخر ببراءة ضباط القوات الخاصة مما نسب إليهم من ضرب نواب الشعب، فزاد استغراب غالبية النواب، وكلنا قرأ ما نشر من تصريحات استاذ القانون بالجامعة النائب د.عبيد الوسمي في الصحف وهذا يذكرنا بحكم القضاء المصري ببراءة قيادات وزارة الداخلية المصرية وردة فعل الشعب عليه، أليس هذا تشابها وتكرارا في سياق الأحداث، ام هي المصادفة، فالأيام المقبلة حبلى بالأحداث، فما علينا الا الاستفادة من تجارب ونتائج الآخرين، وأن نأخذ العظة ونستفيد من الدرس.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها.. وأدم عليها نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك