سقوط 11 قتيل بنيران النظام صباح اليوم

ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا ان 11 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام خلال عمليات عسكرية شنتها في مدن ريف دمشق وحمص وحلب ودرعا صباح اليوم وذلك بعد يوم واحد من مقتل نحو 77 شخصا.
وقالت اللجان في حصيلة اولية ان تجدد القصف المدفعي واطلاق النار في سوريا اليوم اسفر حتى اللحظة عن سقوط خمسة قتلى في ريف دمشق وثلاثة في حمص واثنين في حلب وواحد في درعا.
واضافت ان عدة مدن في ريف دمشق التي شهدت امس وقوع مجزرة راح ضحيتها 43 شخصا تتعرض حاليا لحصار خانق من قبل قوات النظام وبخاصة في مدينة (قدسيا) التي تسود حالة الذعر بين اهاليها خشية اقتحامها وارتكاب مجزرة جديدة فيها.
وتحدثت اللجان كذلك عن سقوط جرحى في قصف استهدف بلدة (المليحة) في ريف دمشق فيما جرح اخرون في قصف مماثل تعرضت له بلدة (خان شيخون) في ادلب من قبل حواجز النظام المنتشرة هناك.
كما تعرضت مدينة (بابكة) في حلب لقصف عنيف استهدف منازل المدنيين براجمات الصواريخ والمدافع ما دفع الاهالي الى النزوح الى مدن مجاورة هربا من القتل.
وكانت عدة مدن في حلب منها الاتارب وابين وكفر كرمين تعرضت لقصف عنيف الليلة الماضية ما ادى الى سقوط قتلى وعشرات الجرحى فيما نفذت قوات الامن والجيش حملة اعتقالات عشوائية في مناطق متفرقة طالت عددا من المتظاهرين وترافقت مع انتشار امني كثيف.
فيما دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم بين عناصر الجيش الحر وجنود جيش النظام في مطار (تدمر) العسكري في حمص ترافقت مع انفجارات ضخمة.
وحول قرار رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود امس تعليق مهمة بعثة المراقبين حتى اشعار اخر اكدت لجان التنسيق ان 'هذا القرار يؤكد عجز البعثة والمجتمع الدولي في التعامل مع الحدث السوري بقدر من الفعالية والمسؤولية'.
واعربت عن استغرابها من قرار تعليق مهمة المراقبين بمعزل عن اتخاذ اي خطوات او قرارات بديلة من شأنها الحد من عنف النظام واجرامه بحق السوريين.
وقالت ان 'مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان تجاهلت كل الثغرات التي احاطت بمبادرته منذ البداية ولم تكن هناك اي محاولات لاستدراك ما شابها من ضعف وعدم قابلية للتنفيذ في ضوء استمرار القمع الوحشي من قبل النظام'.
واكدت ان عدم التزام النظام بالمبادرة كان امرا واضحا منذ البداية مشيرة الى ان الاستمرار في المبادرة لعدة اشهر قبل اتخاذ قرار تعليق مهمة المراقبين ساعد في هدر جديد لدماء السوريين عبر كسب النظام المزيد من الوقت للاجهاز على الثورة السورية.
وقالت لجان التنسيق ان قرار تعليق عمل البعثة يأتي مع توسع العملية العسكرية للنظام وارتفاع كبير في معدلات القتلى والجرحى وسط ظروف انسانية سيئة للغاية وتسريبات عن قرب قيام النظام بعمليات اوسع واشد اجراما خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
ورأت اللجان 'انه من غير المبرر او المقبول تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه شعب يعاني افظع انواع القمع والاجرام .. وقرار تعليق مهمة المراقبين يفترض ان يكون مرافقا لقرارات اكثر فعالية وجدية في التعامل مع الحدث السوري وفق ما يقتضيه مبدأ التدخل الانساني'.

ومن جهة أخرى اعلنت وزارة الزراعة السورية انه تم تشكيل لجنة من منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) وبرنامج الاغذية العالمي ووزارة الزراعة لتقييم حالة الامن الغذائي في سوريا في ظل الظروف التي تشهدها البلاد خلال الفترة الاخيرة.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم ان تشكيل اللجنة يهدف الى الوصول لفهم افضل لحالة الامن الغذائي وتقديم المساعدات الممكنة من قبل المنظمتين التابعتين للامم المتحدة لتحسين واقع الامن الغذائي في البلاد.
وكانت منظمة (فاو) حذرت في مارس الماضي من تردي حالة الامن الغذائي في سوريا وتداعياتها الوخيمة على الطبقات الضعيفة مبينة ان 4ر1 مليون سوري يعانون من انعدام الامن الغذائي جراء استمرار القلاقل المدنية وارتفاع التضخم واسعار الغذاء.
واشارت الوزارة الى ان الفاو اتخذت الاجراءات اللازمة بدعوة الخبير النيبالي رجيندرا اريال كرئيس لفريق العمل من قبلها والخبيرة اللبنانبة هيلين جريش من قبل برنامج الاغذية العالمي مع عدد من الخبراء.
واضافت ان اللجان باشرت عملها بعقد عدة لقاءات ووضع استبيان لتقييم احتياجات الامن الغذائي من خلال جولات ميدانية وتنفيذ زيارات ميدانية الى جميع المحافظات وستنهي اللجان عملها خلال اسبوع.
وتتحدث تقارير عن وضع انساني صعب في عدة مدن سورية مع استمرار اعمال عنف وعمليات عسكرية تسببت في نقص بالمواد الاساسية والطبية اضافة الى انقطاع الكهرباء والماء ومواد التدفئة كما ادت هذه الاحداث الى حركة نزوح داخلية وخارجية.
وكانت الامم المتحدة قالت في مارس الماضي انها تعد مخزونات غذائية لنحو مليون ونصف المليون شخص في سوريا محرومين من السلع الاساسية بعد نحو عام من الاحداث فيها.
يذكر ان الاقتصاد السوري تاثر في الاونة الاخيرة بالاحداث التي تتعرض لها سوريا من احتجاجات اندلعت في عدة مدن سورية منذ 15 مارس من العام الماضي.