الفلسطينيون محبطون : القمة العربية المقبلة لن تقدم لنا شيء

عربي و دولي

314 مشاهدات 0


يجمع الفلسطينيون صغيرهم وكبيرهم على أن القمة العربية المقبلة والتي ستعقد في العاصمة السورية 'دمشق' في 29 و30 من الشهر الجاري لن تقدم اي جديد فيما يخصهم ويخص قضيتهم، مؤكدين انها لن تختلف عن سابقاتها. 
ورغم هذا التشاؤم الواضح، الا ان البعض طالب المجتمعين بضرورة دعم الفلسطينيين والعمل الجاد على توحيد الفرقاء ورفع الحصار خاصة عن قطاع غزة، وإلزام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها. 
تجولت في شوارع مدينة نابلس وضواحيها والتقت بعدد من المواطنين واستطلعت ارائهم حول القمة والنتائج المرجوة منها. الحاج مصطفى من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين المجاور لمدينة نابلس بالضفة الغربية، ضحك عندما سألناه عن توقعه من القمة العربية، فرد على الفور 'لا اتوقع منها اشي –شيء-'.
واضاف 'العرب وهم بهذه الصورة من الاختلاف والتشتت لن يقووا على فعل شيء، بل على العكس فانا اخشى ان تنعكس قراراتهم علينا بالمزيد من الويلات'. 
وعن سبب هذا التشاؤم، بادرني الحاج مصطفى بالسؤال عن عمري، وأردف قائلا 'من قبل أن تولد انت بسنوات طويلة وحتى اليوم عقدت عشرات القمم، فماذا قدمت لنا؟ لقد كانت سببا رئيسيا في تراجع قضيتنا للوراء خطوات عديدة'. 
وتابع 'لقد كنت في فترة شبابي كغيري من المواطنين نتحمس جدا عندما نعلم بقرب عقد قمة عربية، ونتوقع منها الكثير لصالحنا، ومع مرور الوقت بات هذا الحماس يتراجع شيئا فشيئا، عندما ادركنا انهم لن يقدموا لنا ما نتمناه'. 
موقف صفاء وهي مدرسة في كلية خاصة لا يختلف كثيرا، فهي لم تسمع بالقمة الا من يومين فقط على حد تعبيرها. وأضافت 'لم يعد موعد انعقاد القمة العربية ذات اهمية بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، فلو اراد العرب ان يتحركوا لقاموا بذلك عندما كانت اسرائيل تشن حملاتها العسكرية وتقتل العشرات، كما حصل مؤخرا في غزة، لكنهم يؤثرون الصمت والهروب نحو الامام بعقد لقاءات ديكورية لا تسمن او تغنى من جوع'. 
أبو أحمد زهير وهو بائع خضار يشير إلى ان الهموم العربية باتت كثيرة جدا، فهناك حرب في العراق وأزمة في لبنان وكذلك الوضع الفلسطيني والذي تراجع كثيرا بسبب الانشقاق الداخلي، وقضايا أخرى، متسائلا 'هل يكفي يوم او يومين لحل كل تلك المشاكل؟، فيجيب سريعا إذن لا فائدة ترجى منها ويقصد القمة العربية'. 
ورغم أن المهندس شاكر لا يختلف كثيرا عن آراء سابقيه إلا أنه يطالب المجتمعين باتخاذ مواقف تحسب لصالحهم، وعلى راسها اتخاذ الموقف الصحيح تجاه القضية الفلسطينية والعمل الجاد والفعلي على ارجاع الحقوق لاصحابها، وان لا يكونوا مجرد اداة في يد الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، والاهم من ذلك ان يتخذوا قرارات هامة كأن يهددوا فعليا بسحب المبادرة العربية للسلام لان اسرائيل لم ولن تلتزم بها يوما'.  
وعلى الصعيد السياسي لا تبتعد مواقف وآراء السياسيين الفلسطينيين كثيرا، فقد طالبت حركة فتح القمة العربية المقبلة أن تتخذ قرارات حاسمة وجدية فيما يخص القضية الفلسطينية وأن تتابع تنفيذ القرارات بآليات محددة بحيث لا تبقى حبرا على ورق.  
وأقرت الحركة على لسان الناطق باسمها فهمي الزعارير في بيان صحفي صدر عنه بأن سقف التوقعات فلسطينيا من القمة يغلبه التشاؤم الحاد على غرار القمم العربية السابقة، بيد أنه أكد على الأهمية الدائمة للاجتماعات العربية الموحدة ولجان العمل المشتركة وتطلع الفلسطينيين إلى موقف عربي مناصر وداعم.  
حماس لم تكن بعيدة عن ذات الموقف، فقد اعربت عن أملها فى ان تشغل القضية الفلسطينية الحيز الأكبر من مناقشات قمة دمشق وقراراتها واتخاذ مواقف جدية ومسؤولة في إنهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني خاصة قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي.  
وأشار ايمن طه الناطق باسم الحركة إلى حقيقة الموقف العربي الضعيف في آليات تنفيذ القرارات المتخذة، مطالبا بسحب المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل وقطع كافة العلاقات العربية مع اسرائيل.  
بدوره قال تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني إن القمة 'لن تشكّل إضافة نوعية لقضيتنا ولن تكون مغايرة للقمم السابقة، وأنها ستكرر المواقف الروتينية للقادة العرب تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، ولن تحمل جديداً للأمة العربية'. مشيرا إلى أن وحدة الصف الفلسطيني مسؤولية عربية، وهي مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى بعد حالة الانقسام التي عصفت بالساحة الفلسطينية. 
المحللون الفلسطينيون لا يعولون كثيرا على خروج القمة باي جديد، حيث يتوقعون بأن يكتفي القادة بالتمسك بمبادرة السلام العربية التي رفضتها إسرائيل مرارا، أو التهديد بسحبها في الوقت الذي تمضي إسرائيل بالعدوان والاستيطان والجدار وتقطيع الأوصال.
الآن - سامر خويرة - فلسطين

تعليقات

اكتب تعليقك