'ما يحتاجه بلدنا هو الانقلاب'.. سعد الهاجري مؤكداً
زاوية الكتابكتب يونيو 14, 2012, 12:14 ص 1142 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / الاستفادة من الخطأ
سعد حوفان الهاجري
هناك أناس كثر يستفيدون من أخطائهم ويحاولون علاج هذه الأخطاء وتفاديها حتى يطورا من أنفسهم .... دول أيضا ومجتمعات تستفيد من أخطائها وتحاول تفاديها والعمل على الوقوف عند هذه الأخطاء ودراستها ثم تطوير سياستها وبرامج عملها حتى تصل إلى مرحلة النضج .
كثير هي الدول التي تعرضت لنكبات ثم أقامت نهضة بلدها على هذه النكبات التي انطلقت منها مرحلة البناء والتطور والريادة .
دولة كاليابان قامت ونهضة وانتفضت وأصبحت رقما صعبا في العالم ... دول نفضت عنها غبار الاشتراكية وطورت في حياتها السياسية وغيرت وراجعت أخطاءهم وها هي بدأت تجني ثمار تغييرها.
حتى في لعبة كرة القدم تجد الدول التي تتقدم في هذه اللعبة وأي لعبة تستفيد من أخطائها ... تجد بعد الهزيمة يجتمع الإداريون ويراجعون أسباب الهزيمة والعوامل التي أدت إلى الخسارة، فتجدهم يضعون الخطط البديلة لتحقيق الفوز والنجاح، يتم الاستغناء عن لاعبين غير جيدين بآخرين يقدمون مستويات عالية، يدمجون الخبرة بالشباب يصقلون المواهب، وذلك لأنهم لا يدورون في حلقة مفرغة، وليس لديهم الجدل العقيم والتراشق المقيت والتنظير الممل.
نحن في الكويت هل استفدنا من أخطائنا؟ نحن في الكويت هل عملنا على مراجعة النفس ومحاسبتها؟ نحن في الكويت وعلى مستوى حتى القيادة هل توقفنا عند تجاربنا السابقة؟ هل استفدنا من تجارب غيرنا؟ هل صححنا من أخطائنا، للأسف– لا وألف لا– ومازلنا ندور في “حلقة مفرغة”.
مازالت الحكومة على نفس النهج والفلسفة في إدارة وتسيير أمور البلد، ومازالت تمشي على نفس الطريق وتقع في نفس الأخطاء، لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، والسبب عدم دراسة أخطاء الماضي والعمل على تلافيها
، نحن في الكويت وعلى رأسها الجهاز التنفيذي لا تجعل من أخطائها طريقا معبدا لتوصيلها إلى أهدافها بسلام ونجاح دون معوقات، إن التفرد بالسلطة والرأي الأوحد مرحلة عفى عليها الزمن من فترة، وأسقطت دولا في مستنقعات التخلف والفوضى، فعلى الحكومة ان تنفض غبار العقلية القديمة المسيطرة على كل شيء والعقلية التي ترى أنها هي السلطة الوحيدة التي تستطيع عمل كل شيء لوحدها، والانتقال إلى العمل الجماعي المشترك.
إن الجدل السياسي في هذه الأيام حول استقالة الوزراء، والتدوير المحتمل للبعض والاستغناء عن خدمات البعض، وحتى ما يثار من أن هناك أطرافا تسعى وتدفع لحل مجلس الأمة، لأكبر دليل أننا إلى هذه اللحظة لم نستفد من تجاربنا وأخطائنا وإننا لا نزال ندور في هذه “الحلقة المفرغة”، لأن الجميع يعلم أن هذه ليست حلولا جوهرية وليست الطريقة الأسلم لأنها جربت واستهلكت ولم تعد تجدي نفعا، فعلا ما يحتاجه بلدنا هو انقلاب على الأفكار العقيمة والعقليات التي تسحب البلد إلى الوراء وترفض تقدمه ونهضته.
توجد حكمة تقول: “ نحن أحيانا نكتشف ما سوف نفعله عندما يتضح لنا ما لا نستطيع فعله وفي الغالب من لا يرتكب أخطاء لا يستطيع تحقيق الاكتشاف “
لكن هل فعلا نحن في الكويت استفدنا من هذه الأخطاء، لكن بل هذه الأخطاء هي من قتلت طموح شعب بأكمله ورغبة شباب البلد في التغيير والإصلاح، لذلك يجب على الجميع التعاون من أجل بناء وطن ولا يأتي ذلك كله إلا من خلال مراجعة جذرية للتعديلات الدستورية المطروحة.
***
إضاءات
- من منا جعل الألم منه قبسا من ضياء يهتدي به الآخرون في ظلمات جهلهم؟
- من منا جمع الطوب الذي كان الآخرون يرموه به وصنع منها بناء عظيما لشخصيته؟
- من منا قام بشكر أخطائه يوما !!! لأنك عرفت أنك لولا ارتكابك لها ما عرفت الأفضل من الأشياء .
تعليقات