'أحواض الأنهار' وأهميتها بالتنمية الاقتصادية العالمية
الاقتصاد الآنيونيو 13, 2012, 4:30 م 1918 مشاهدات 0
• يتوقع أن يحقق قطاع إمدادات مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي 22 مليار دولار أمريكي من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي
• ومقابل هذه النتائج، أعلن HSBC عن تخصيص مبلغ وقدره 100 مليون دولار لإنشاء صندوق استثمار عالمي في قطاع المياه مدته خمسة أعوام.
أعلن دوغلاس فلينت، رئيس مجلس إدارة مجموعة HSBC، مؤخراً عن إطلاق برنامج للمياه بتمويل من HSBC، ويمثل هذا الصندوق شراكة جديدة تجمع بين كل من الصندوق العالمي لصون الطبيعة و(ووتر إيد) و(ايرث ووتش) ومجموعة HSBCالمصرفية الدولية، من خلال تجديد شراكتهم لمدة خمسة أعوام، حيث يلتزم البنك بتقديم مئة مليون دولار للمساعدة في حماية احواض الأنهار الرئيسة من المخاطر التي تهددها، وتوفير المياه الصالحة للشرب ومرافق محسنة للصرف الصحي لأكثر من مليون شخص، ورفع مستوى الوعي العام حول التحديات المائية التي تواجه العالم.
ويأتي هذا الإعلان بعدما كشف تقرير جديد صدر عن فرونتير اكونوميكس بتكليف من HSBC أنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن تحقق أعلى عشر أحواض نهرية من حيث عدد السكان ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو رقم أعلى من التوقعات والتقديرات المستقبلية لاقتصادات الولايات المتحدة واليابان وألمانيا مجتمعة، وترتفع بشكل كبير عن حصتها الحالية التي تبلغ 10%. وتعد تسعة من هذه الأنهار من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان ومن الأسواق التي تشهد نمواً متنامياً.
حصة الناتج المحلي الإجمالي العالمي لأعلى عشر أحواض نهرية من حيث عدد السكان
المصدر: فرونتير اكونوميكس
ويتوقع التقرير أنه بحلول عام 2050 ستواجه سبعة من هذه الأحواض تحديات من أبرزها تفاقم الضغوط على استهلاك موارد المياه فيها يقابلها ندرة شديدة في المياه، ما يعني استهلاك 30% من موارد المياه الطبيعة، وذلك في حال لم يتم التصدي لهذه التحديات عن طريق تحسين إدارة الموارد المائية . وهذا يشير إلى أن النمو المتوقع للناتج المحلي الإجمالي في هذه المناطق لن يتحقق. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد الأنظمة البيئية التي تأوي ربع سكان العالم أضراراً دائمة تؤثر على قدرة المجتمعات المدنية والشركات التجارية على الازدهار.
وفي معرض تعليقه، قال دوغلاس فلينت، رئيس مجلس إدارة مجموعة HSBC، تظهر النتائج أن مستقبل أحواض الأنهار له دور بالغ الأهمية في نمو الاقتصاد العالمي. وبالتالي، فإننا بحاجة إلى تحرك مشترك سريع لتحسين إدارة موارد المياه في أحواض الأنهار. ويشير هذا التقرير الى الأساس المنطقي الاقتصادي الذي يجب ان يدفعنا لتحسين فرص الحصول على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في وقت انخفضت فيه إجمالي المساعدات التمويلية لإمدادات مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي . ويهدف برنامج HSBC للمياه إلى مساعدة المجتمعات الأشد فقراً وتمكين الاقتصادات من الازدهار.'
معدلات استهلاك المياه في أعلى عشر أحواض نهرية من حيث عدد السكان:
استهلاك المياه من نظام الموارد المائية الداخلية التي تشمل المياه السطحية والجوفية. وفيما يتراوح معدل استهلاك الموارد المائية الداخلية في حوض النهر بين 30 و40%، تعتبر ندرة المياه مسألة مهمة، إذا ما تجاوز استهلاك الموارد المائية الداخلية 40%، وبالتالي فإن ندرة المياه ستكون شديدة. المصدر: استخدمت فرونتير إكونوميكس البيانات المنشورة في هويكسترا وميكونين (2011) وهويكسترا وآخرين (2012)
وسيوفر برنامج المياه الذي يموله HSBC إمدادات المياه والصرف الصحي. في عام 2010، أظهرت التقارير أن هناك أكثر من 800 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب وأكثر من 2.6 مليار شخص محرومون من خدمات الصرف الصحي الأساسية.
وخلص التقرير إلى أن الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة المتصلة بتوفير إمدادات المياه والصرف الصحي على مستوى العالم ستصل قيمتها الى 56 مليار دولار سنوياً على شكل مكاسب اقتصادية المتوقعة في الفترة التي تتراوح بين الفترة الحالية والعام 2015. كما ان توفير مياه المياه الصالحة والصرفي الصحي بشكل عام على المستوى العالمي سيحقق مكاسب اقتصادية تصل قيمتها الى 220 مليار دولار امريكي سنوياً. وأن توفير المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي في البرازيل والهند والصين وحدها سيوفر مكسب اقتصادي يعادل قيمته اكثر من 113 مليار دولار.
كما خلص تقرير فرونتير اكونوميكس إلى أن متوسط العائد العالمي على كل دولار يتم إنفاقه في الاستثمار في إمدادات المياه الآمنة والحصول على مرافق صحية محسنة له عائد اقتصادي يقل عن 5 دولارات حتى لو أخذنا بعين الاعتبار تكاليف الصيانة. وفي أمريكا اللاتينية، يصل الرقم إلى 16 دولار، أما في بعض الدول الأفريقية فسيتم استرجاع مبلغ الاستثمار الأصلي خلال ثلاثة أعوام. وتحقق كثير من الدول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ما يزيد عن 15% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي المتحقق من توفير إمدادات المياه.
ومن خلال برنامج HSBC للمياه، ستكشف HSBC عن النتائج والحقائق التي سيتوصل إليها لرفع مستوى الوعي العالمي والممارسات المثلى بين المنظمات والمؤسسات غير الحكومية وأصحاب القرار والشركات التجارية، بالتعاون مع موظفيها.
عن هذا البرنامج تحدث (ديفيد نوسبوم)، المدير التنفيذي للصندوق العالمي للطبيعة قائلاً: 'أظهرت البيانات الأخيرة للصندوق العالمي للطبيعة أن النظم الأيكولوجية للمياه العذبة انخفضت بنسبة 70% من عام 1970، وأن هناك 2.7 مليار شخص ممن يعيشون في أحواض الأنهار يعانون من نقص في إمدادات المياه في الشهر الواحد على الأقل سنوياً، وتظهر هذه الأرقام إلى جانب البحث الذي تم إجراؤه بتكليف من HSBC الأسباب التي تدفعنا لاتخاذ الإجراء اللازم لحماية موارد المياه الطبيعية والصالحة للشرب في الوقت الحالي. وكجزء من برنامج المياه الجديد، فإننا سنعمل مع آلاف الشركات ومئات الآلاف من الصيادين والمزارعين؛ من أجل زيادة كفاءة استخدام المياه في ممارساتهم، إلى جانب العمل مع الحكومات على مستوى العالم لتوجيه النصائح والإرشادات حول إدارة أحواض الأنهار على الوجه الأمثل، ما سيساعد على تأمين وتوفير إمدادات المياه للاحتياجات المستقبلية للإنسان والبيئة.'
ومن جانبه، قال إيف كاربنتر، الرئيس التنفيذي للعمليات في منظمة إيرث ووتش: 'سنتولى دعم أصحاب القرار المختصين بوضع خطط إدارة المياه وإحاطتها ونشرها إلى العالم عبر إنشاء قاعدة بيانات متينة قائمة على الأبحاث الميدانية لخدمة الحياة البشرية باستخدام أحدث التقنيات المتطورة. وسيتم نشر هذه البيانات مع البيانات الجديدة المتعلقة بنوعية مياه الشرب التي سيتولى جمعها آلاف الموظفين العاملين في HSBC ومؤسسات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم'.
وقالت باربرا فروست، الرئيس التنفيذي في ووتر إيد: 'إن برنامج HSBC للمياه سيكون له بصمةً واضحةً في حياة الناس من خلال دعمه لأعمال ووتر إيد. وستوفر هذه الشراكة التي تستمر لمدة خمسة أعوام مياه صالحة للشرب لقرابة 1.1 مليون شخص، بالإضافة إلى تحسين سبل الحصول على خدمات الصرف الصحي وتشجيع الوعي الصحي العام والنظافة الشخصية لقرابة 1.9 شخص في بنغلاديش، والهند، ونيبال، وباكستان، ونيجيريا، وغانا.'
تعليقات