محذرة من مواجهة أهلية وانهيار للدولة
عربي و دوليالمعارضة الروسية تنفذ مسيرتها رغم الإعتقالات
يونيو 12, 2012, 7:13 م 1730 مشاهدات 0
أعلن منظمو التظاهرة المعارضة في موسكو التي أطلق عليها 'المسيرة المليونية' تبنيهم بيان يدعى 'بيان روسيا الحرة' ويضم مطالبات برحيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووضع قوانين جديدة للانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية.
وجاء في هذه الوثيقة التي قرأتها أمام المتظاهرين في 12 يونيو/حزيران الناشطة المعارضة يفغينيا تشيريكوفا: 'يجب اتخاذ هذا القانون (القانون الجديد للانتخابات البرلمانية) من قبل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات نيابية جديدة ليقدم البرلمان الجديد مشروع الدستور الروسي الجديد الذي يقلص مسؤوليات الرئيس ومدة الولاية الرئاسية للاستفتاء الشعبي'.
كما ضمت الوثيقة التي أعلن منظمو التظاهرة تبنيها مطالبات باتخاذ قانون جديد لانتخابات الرئيس وتعيين تاريخ الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب رؤساء المقاطعات عن طريق الانتخابات المباشرة وإصلاح أجهزة القضاء والتحقيق والشرطة.
واقترح واضعو الوثيقة أن تتم المراقبة على تنفيذ خطتهم عبر عدد من الآليات، منها 'الطاولات المستديرة'، على حد تعبيرهم.
وأشارت الوثيقة إلى 'توسع الهوة لمستوى المعيشة بين سكان موسكو والأقاليم الروسية'، وحذرت من أن استمرار هذا التوجه قد يؤدي إلى 'المواجهة الأهلية وانهيار الدولة'.
وأكد البيان أن 'الشعب هو مصدر السلطات وله الحق في الاحتجاج السلمي من أجل الضغط على السلطة وتغييرها'، وقال: 'إن نضالنا من أجل الحقوق السياسية مرتبط بالنضال من أجل الحقوق الاقتصادية، نسعى إلى التغييرات على كافة مستويات الحياة'.
وشدد منظمو التظاهرة على قبولهم لجميع أشكال الاحتجاج، مؤكدين ثقتهم في أن الاحتجاجات إذا كانت على نطاق واسع ستؤدي إلى تغيير الحكم. وأضافوا أنه من الممكن أن تلعب 'الإجراءات الانتخابية' دورها في 'تفكيك النظام السياسي الحالي'.
وشارك في التظاهرة زعيما المعارضة غير الرسمية سيرغي أودالتسوف وبوريس نيمتسوف، إضافة إلى الأديب دميتري بيكوف، ورئيس الوزراء الأسبق ميخائيل كاسيانوف، والنائب في مجلس الدوما عن حزب 'روسيا العادلة' غينادي غودكوف.
ونقلت وكالة الأنباء 'إيتار-تاس' عن المفوض الروسي لحقوق الإنسان فلاديمير لوكين أن عدد المشاركين في مظاهرة المعارضة في موسكو بلغ 100 ألف وأنه لم تسجل خلالها أي حوادث لمخالفة النظام العام.
هذا وقدرت الشرطة الروسية عدد المشاركين في 'المسيرة المليونية' بحوالي 18 ألف، مضيفة أن حوالي 3 آلاف منهم تفرقوا في طريقهم إلى الميدان أمام المنصة ولم يتابعوا الخطباء.
ودعا المعارض سيرغي أودالتسوف إلى إجراء احتجاج المفتوح في 7 أكتوبر/تشرين الأول وهو عيد ميلاد الرئيس بوتين للمطالبة بالإفراج عن المعارضين المعتقلين، على حد تعبيره.
وأضاف المعارض بوريس نيمتسوف أن هذا الاحتجاج يجب أن يكون سلميا وحاشدا، ويجب أن يكون هدفه منع انتخاب الرئيس لأكثر من ولايتين وألا تتجاوز مدة الولاية الرئاسية 4 أعوام. كما دعا نيمتسوف إلى تعزيز دور البرلمان ليكون هو الجهة التي تشكل الحكومة.
وتزامنا مع 'المسيرة المليونية' في موسكو شهدت مدينة سان بطرسبوغ تظاهرة معارضة بلغ عدد المشاركين فيها حوالي ألفين، حسب تقييمات الشرطة المحلية.
وبالأمس قال مسؤولون روس ان شرطه العاصمه موسكو داهمت الاثنين منازل عدد من قاده المعارضه، وذلك قبيل انطلاق مظاهره مناوئه للحكومه. وقال المسؤولون ان من بين القاده الذين استهدفتهم الشرطه اليكسي نافالني المدون الذي اشتهر بكشفه للفساد وسيرغيه اودالتسوف واليا ياشين، واضافوا ان التحقيقات مع هؤلاء تدور حول الاشتباكات التي وقعت بين الشرطه والمتظاهرين في السادس من مايو / ايار الماضي.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد صدق الجمعه الماضيه علي قانون جديد زيدت بموجبه الغرامات الماليه المفروضه علي اولئك الذين ينظمون نشاطات احتجاجيه غير مرخص بها تتسبب في اضرار ماديه او بدنيه.
وقالت لجنه التحقيقات الروسية ان الشرطه تنوي القيام بتفتيش عشره منازل اليوم.
من جانبه، وصف نافالني مداهمه الشرطه منزله في رساله بعث بها عبر موقع تويتر بانها كانت 'مرعبه' حيث 'كسر رجال الشرطه باب المنزل.'
وقالت اذاعه 'صدي موسكو' ان الشرطه استهدفت ايضا منزل كيسينيا سوبتشاك، المذيعه التلفزيونيه الشهيره التي انضمت الي المعارضه عقب الانتخابات النيابيه التي جرت في ديسمبر / كانون الاول الماضي، والتي تقول المعارضه انها زورت لصالح المرشحين الموالين للرئيس بوتين.
من جهته وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة العيد الوطني لروسيا أية خطوات قد تؤدي الى إضعاف البلاد أو تقسيم المجتمع بغير المقبولة.
واعتبر بوتين أن النقاشات الساخنة حول الوضع الحالي لروسيا ومستقبلها أمر طبيعي في دولة ديمقراطية، لكنه دعا جميع القوى السياسية الى الحوار والبحث عن حلول وسط.
وأضاف الرئيس أن روسيا بمساحتها الشاسعة والشعب المتعدد القوميات والمنظومة الإدارية المعقدة يجب ان تتطور بشكل تدريجي وعلى مراحل.
وقال بوتين خلال حفل رسمي أقيم لتوزيع أوسمة الدولة على عدد من الفنانين الأدباء والعلماء ان'جميع الخطوات التي تضعف البلاد وتقسم المجتمع غير مقبولة بالنسبة لنا. أية قرارات أو خطوات قد تؤدي الى هزات إجتماعية أو اقتصادية، مرفوضة'.
وتابع ان العالم يشهد في الوقت الراهن تغيرات جذرية، مؤكدا ان روسيا يجب أن تحتل مكانا مرموقا في هذه العمليات وأن تكون منفتحة على كل ما هو جديد، لكن مع الاعتماد على الاستقرار الذي حققته خلال السنوات الماضية. واعتبر ان هذا الاستقرار سيشكل قاعدة لإتمام عمليات تحديث الاقتصاد وإصلاح المنظومة السياسية والعلاقات الاجتماعية بنجاح.
وتطرق بوتين الى الإصلاحات الديمقراطية التي بدأت السلطة تنفيذها. وأوضح أن روسيا تعود الى انتخاب رؤساء الأقاليم عبر الاقتراع الشعبي المباشرة، وقد تم تبني قانون يسهل إنشاء أحزاب جديدة. وأضاف أن هذا التوجه يتطلب من السلطة على جميع مستوياتها الانفتاح وإجراء حوار مستمر مع المجتمع. وشدد بوتين على ضرورة حل المشاكل الملحة التي تقلق المواطن الروسي ومنها تحسين التعليم والرعاية الصحية في البلاد وظروف المساكن ومستوى اداء الشرطة والأجهزة الأمنية.
وتجدر الإشارة الى أن روسيا تحيي عيدها الوطني لإعلان روسيا عن سيادتها في عام 1990 مثل الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، خلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي.
وقال بوتين ان هذا العيد يرمز ليس للتغيرات الديمقراطية والاقتصادية التي عاشتها البلاد خلال السنوات العشرين الماضية فحسب، بل والمسيرة التاريخية للدولة الروسية، بدءا من إنشائها منذ أكثر من 11 قرنا. ودعا الى الحفاظ على التقاليد الوطنية والروحية والاعتماد عليها لتحقيق الأهداف الراهنة.
تعليقات