السيستاني وبقية مراجع الشيعة ليسوا دعاة فتنة.. برأي صلاح الفضلي
زاوية الكتابكتب يونيو 12, 2012, 12:58 ص 6259 مشاهدات 0
الكويتية
شقشقة / الافتراء على مراجع الشيعة
د. صلاح الفضلي
كتب الدكتور عبدالرزاق الشايجي مقالا أمس بعنوان «سري للغاية»، زعم فيه أن هناك شخصا اسمه رضا جواد الوائلي، يعمل في أرشيف السيد السيستاني في النجف الأشرف، حصل على وثيقة موقعة من 36 مرجعا شيعيا، من ضمن بنودها التعاون مع أميركا والدول الغربية، لاحتلال العراق وإبادة أكبر عدد من العرب السنة في العالم، وإشاعة الانشقاقات في العالم، ودفع الضعفاء من العرب السنة إلى البرلمان العراقي للسيطرة عليهم، وأن ذلك كله سوف يؤدي إلى قيام الإمبراطورية الشيعية.
لا يمكن من يقرأ هذا الكلام إلا أن يأسف لشهادة الدكتوراه التي يحملها الشايجي وهو يسطر ما سطره، ولكن لا عجب في ذلك لمن أصبح يصدق هذه الأكاذيب التي لا يصدقها حتى الطفل الرضيع، مع أن الجميع يعرف من أين يستقي معلوماته التي يوردها في المقالات.
ونتمنى على الشايجي، إذا كان صادقا، أن يطلعنا على هذه الوثيقة الخطيرة التي يتكلم عنها، أو يعطينا بعض المعلومات الإضافية عن المدعو رضا الوائلي، حتى نستوضح منه أكثر عن المخطط المزعوم، علما بأن ما تسمى بالوثيقة لم تنشر إلا في مواقع الجماعات التكفيرية، وعندكم الحساب.
لنبدأ بتفنيد ما أورده الشايجي في «الوثيقة السرية» واحدة تلو الأخرى، أولا: لا وجود لشخص اسمه رضا جواد الوائلي في مكتب السيد السيستاني -حفظه الله- وثانيا: لا يوجد ما يسمى «أرشيف» في مكاتب المراجع، ويبدو أن المدلس الأصلي لا يعرف عمل مكاتب المراجع، ولذلك افترض شيئا من خياله، ثالثا: إن «الوثيقة المزعومة» تقول إن المراجع اتفقوا على الدفع بنواب إلى البرلمان العراقي، ومن المعلوم أن البرلمان العراقي لم يتشكل إلا في العام 2005، في حين أن بداية الوثيقة تدعي أن المراجع اتفقوا على إعانة أميركا والدول الغربية على احتلال العراق، وهو ما حصل في العام 2003، رابعا: إن «الوثيقة المزعومة» تدعي أن المراجع الموقعين يكنون العداء للعرب، ويسعون لإبادتهم، في حين أن مجموعة ممن وردت أسماؤهم، مثل: السيد محمد سعيد الحكيم، والسيد محمد حسين فضل الله، والشيخ عبدالهادي الفضلي، وغيرهم من العرب، فكيف هم من العرب ويعملون ضدهم؟! خامسا: إن بعض من وردت أسماؤهم في «الوثيقة» من المراجع - وحاشاهم ذلك - قد توفاه الله قبل الاحتلال، أي قبل كتابة «الوثيقة»، فهل يمكن أن يشارك متوفى بكتابة وثيقة، إلا إذا كان الحقد قد أعمى قلب من يصدق مثل هذه الأكاذيب؟
ومن بين من وردت أسماؤهم في «الوثيقة» السيد السيستاني -أعلى الله مقامه- الذي يعلم القاصي والداني ما بذله في سبيل درء الاقتتال الطائفي في العراق، وخصوصا بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وهو الذي قال إن «إخواننا أهل السنة براء من تفجير المرقدين»، وهو الذي في وصيته يقول «لا تقولوا إخواننا أهل السنة.. بل قولوا أنفسنا».
السيد السيستاني-أعزه الله وبقية المراجع العظام- أجل وأنبل من أن يكونوا دعاة فتنة، ولكن ماذا نقول لمن أعمى الله قلوبهم بالحقد والضغينة، فأصبحوا يروجون لهذه الأكاذيب إشاعة للفتنة، وتفريقا لوحدة المسلمين.
تعليقات