الحكومة ذئب تعود على الفساد.. هكذا يعتقد جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 857 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  هذا شرطي هذا مختلس

جعفر رجب

 

من قصص الطفولة، قصة الصبي الذي يرعى الغنم، بصحبة كلبه الوفي، ومع حالة استرخاء الكلب كان الصبي الراعي يصرخ بالكلب أن ينقذه، لأن هناك ذئبا سيقتله ويأكل الأغنام، كان الكلب يفزع لصاحبه في كل مرة، وعند وصوله يكتشف كذب الصبي... في المرة الأخيرة هجم الذئب على الولد والأغنام، واستنجد الولد بالكلب، ولكنه لم يلب نداء صاحبه، لأنه كان متيقناً من كذبه!
انتهينا من قصة الكلب والراعي والذئب، وننتقل إلى قصة المواطن والنائب والحكومة، المواطن هو الكلب الوفي للوطن، والذي يفزع له بكل مشكلة، والولد الراعي هو النائب الذي تعود على الكذب من خلال تحذير المواطن من الفساد الحكومي، والحكومة ذئب تعود على الفساد!
لا توجد حكومة في العالم غير فاسدة، الفرق فقط في درجة الفساد، ونوع الفساد، وطرق الفساد، والفرق في نوع المحاسبة من البرلمان لهذه الحكومات، وكلما كان البرلمان أميناً صادقاً، كانت الحكومة شريفة، أمينة، وفسادها قليل!
النواب، في كل العالم يكذبون، وكلما كان الشعب والناخب واعين قل كذب النائب ووعوده الخيالية، وكلما قل الوعي ازداد الدجل والنصب باسم الوطن والشعب، وازداد عدد المصفقين وعدد المرددين لــ «لله درك» و«ويا جبل المجلس» ويا «أسد البرلمان»، وصفة «المصداقية» آخر ما يفكر فيه النائب!
لنعود بالذاكرة إلى «اليوكن الأسود» الذي تبين عدم وجوده، و«الكبت» الذي وجد به أربعة ملايين دينار ولم يكشف عن صاحبه، وعشرات ادعاءات الفساد، والتحويل والايداعات، والآن قصة تسريب التحويلات الخارجية التي قيل إنها لمطربين ومصممي أزياء ثم تبين خطأ بعضها... وشخصيا بعد أن تابعت النواب، وحراس المال العام لسنوات، سأكذب كل أقوالهم وادعاءاتهم حتى لو كانت صادقة، بشهادات مصدقة، وبأربعة شهود عدول...!
من الآخر، ستظل الحكومات تمارس الفساد رغم وجود وزراء «أتقياء»، ويمارس النواب كذبهم رغم وجود نواب «صادقين»، ويظل المواطن يفزع لكل نداء من الحكومة أو النواب حبا لوطنه رغم علمه ويقينه بكذبهم ودجلهم وخداعهم!
الله يذكرك بالخير يا بوعدنان، قلت في مسرحية «سيف العرب»... «عندنا جندي واحد وشرطي واحد، حتى نقول هذا جندي، وهذا شرطي»... وأضيف في تاريخنا المجيد كله، عندنا مختلس واحد فقط تم سجنه، حتى نقول عنه «هذا مختلس»... لأنه يبدو أن في القانون الكويتي مادة صريحة تقول «يحاسب ويحاكم المختلس إذا كان اسمه حسن قبازرد فقط لاغير»... وغير هذا لا تحلمون أن يصرح نائب باسم مختلس، أو تعتقل الحكومة مختلسا!

وزارة الأوقاف أعلنت عن طرح مناقصة في الجريدة الرسمية، لطباعة ديوان شعر للشاعر السوري مصطفى عكرمة، بطلب من «الوكيل المساعد للعلاقات الخارجية والتنسيق والدعم الفني» في الوزارة... لم أفهم علاقة الوزارة بالشاعر، ولا سبب طرح مناقصة لكتاب مع أن طباعة أي ديوان شعر لا يكلف أكثر من خمسمئة دينار إذا كان الناشر كريماً جداً، ولا أفهم اختصاص ومسؤوليات الوكيل المساعد للعلاقات الخارجية والتنسيق والدعم الفني!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك