رحلة حياة غسان تويني
منوعاتفي كتاب أشرفت على إصداره د. سعاد الصباح
يونيو 11, 2012, 3:57 م 931 مشاهدات 0
برحيل عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني تستعيد دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع تلك اللحظات التي تم فيها تكريمه من قبل د.سعاد الصباح، وألحقته بإصدار أدبي هو الأول من نوعه عبر كتاب تكريمي مميز حوى سيرته وإنجازاته وشهادات من رافقوه وصور من مسيرته الطويله في عالم الأدب والإعلام والمسؤوليات السياسية..
حيث جاء ذلك في مجلد ضخم من 650 صفحة من القطع الكبير.
والأستاذ غسان التويني عملاق الصحافة العربية, رحل عن عمر 86 عاما, بهدوء واطمئنان, مستسلما لإرادة القدر بعد أن عجزت مصائب الدنيا عن قهره... أو إحناء كبريائه .. رثى والده, وكذلك زوجته. وفي رثاء أولاده الثلاثه, واخرهم المغفور له - بإذن الله - جبران تويني الذي اغتيل على مقربة من مكتبه في النهار.
وقد منحه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي, ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل سلمان, وسام الأرز الوطن, في رتبة الوشاح الأكبر, وهو وسام يمنح عادة لرؤساء الدول وذلك تقديرا لمكانته وقامته.
وفي الكتاب التكريمي الذي أشرفت عليه الدكتورة سعاد الصباح, كتبت في مقدمة الكتاب كلمة مؤثرة جاء فيها:
جئت إلى بيروت في هذا البلد الذي تعرفت إلى أول دروس الخير والحق والجمال فكرا في حالة صداع دائم, وحيوية لاتهدأ في السعي, من أجل بناء وطن وانسان, وفي هذه المعركة التي لم تنته, ولن تنتهي, كانت الصحافة اللبنانية مسرحا ملتهبا للكلمة, بالحوار, تقول وله تدعو, حتى وإن اختلفت اللغة سمواً وهبوطاً, وفي هذا المعهد, قرأت غسان ترنيما, السنين, ومازلت أفعل, وكنت دائما أعجب من أمري, التزام بالأسس, فا خروج عن معتقد, ولو بعد خمسة أو ستة وأربعين من الأعوام.
هذا أولا.
الثاني. هذا الثراء اللغوي يكسره, حين يشاء, دون أن تملك حتى محاكمته
- غسان تويني: الانسان الخاج عن كل القوانين, هو هذا الذي عرفناه بالأمس ونعرفه اليوم اكثر, وغدا أكثر وأكثر.
- غسان تويني هذا المعجون بالثورة, ولو على نفسه, وبالحريه ولو ذبحته, وبالديمقراطية ولو أمسك بها بماء العين.
- غسان تويني الذي تقراه عشرات الألوف كلما كتب, ويعرفه قارئوه فيحبونه, بالاتفاق أو بالاختلاف مع صوته.
- غسان تويني هذا صانع صحابة, ليحق له فيها أن يدعي إمامة الكلمة الجديدة, الكلمة النار الكلمة الطريق.
رحم الله غسان تويني رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وتلاميذه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
وكانت دار سعاد الصباح للنشر أصدرت كتاب الأستاذ الكبير غسان تويني ضمن سلسلة كتب تكريم المشاهير, حيث تخرج غسان التويني من الجامعة الأمريكية في بيروت حاملاً البكالوريوس في الفلسفة عام 1945, ثم نال شهادة الماجستير بالفلسفة من جامعة هارفارد وقد تدرج في مناصب مهمة ابرزها: رئيس جامعة البلمند (1990 - 1993), عضو مجلس الأمناء في الجامعة الأميركية (1988 - 2002), ثم رئيس تحرير جريدة الهار, الخ,,,
مقدمة الكتاب:
فبعد مقدمة الكتاب للدكتوره سعاد الصباح: كتب لطيف زيتوني:
1- وسط جمهور يغلي بالغضب والحقد والدعوة إلى الانتقام, وقف غسان تويني في يوم مشؤوم, من كانون الاول ديسمبر عام 2005 يودع أخر ابنائه الشهيد جبران تويني: أنا ادعو اليوم في هذه المناسبة لا إلى انتقام, ولا إلى حقد ولا إلى دم, أدعو إلى أن ندفن مع جبران الأحقاد كلها, والكلام الخلافي كله, وأن ننادي بصوت واحد, ذلك القسم الذي أطلقه في ساحة الشهداء يوم انتفاضة 2005, الي ذهب ضحيتها. أدعو اللبنانيين جميعاً مسيحيين ومسلمين إلى أن يكونوا واحدا في خدمة لبنان, الوطن العظيم, وفي خدمة قضيته العربية امين وشكرا.
أما الكاتب فارس ساسين فذكر في مقاله عن الاستاذ غسان تويني قائلاً: طموحي في النهاية أن أكتب كتابا أفرح به, وأحسه عظيماً وهذا لايعطى للصحافي لأن هناك عداءً أساسياً بين الكتابة للأجيال الأتية لاحقاً, والكتابة الصحافية حيث لايستطيع الصحافي أن ينتظر كي تنصفه الأجيال, بل يحتاج أن ينصفه القاريء.
بين غسان تويني والكتاب قصة حب لاتنتهي, وفي أصل هذا الود, توقٌ القرب إلى المسافة والعبور إلى الثبات, والقصيدة إلى الديوان, والهامش إلى المتن, والسطح إلى العمق, والتعليق إلى الحدث, والتفصيل إلى الشمول وفيه ايضاً نزوع الحاضر إلى الماضي, والمستقبل وذات الصحافي, والسياسي إلى الذات الخالصة, والفرد إلى الكلية الإنسانية.
ومأساة غسان تويني في بعدها الكتابي, أن نحقق في كل مقالة, من مقالاته مايتوق إليه, إلا انه يحققه إلى مدى لايشفي القليل, او قل غليله, فتتفاقم الخشية من فقدان, ماخط وارتوى, من الجوارح والامال, وضياعه على صفحات جرائد يطويها الليل, وتقذف بها الايام إلى مجاهل النسيان.
أما الصحافي المعروف سمير عطاالله فكتب يقول: عرفت غسان تويني منذ 45 عاماً, عملت معه محرراً مبتدئا في النهار, وسافرت معه في بلاد الغرب, وبلاد العرب, ورافقته سفيراً لدى الأمم المتحدة في نيويورك, وفي كل هذه السنوات, وكل تلك المدن, كان يمكن اختصار غسان تويني في كلمة واحدة ' الرقي '.
عندما يكون الانسان راقياً أي عالياً, تكون فيه كل الصفات الحسنة الأخرى, فالراقي في طبعه انسان متسامح, والراقي في تكوينه, انسان متفهم لضعف الأخرين, وعارف بنقاط القوة فيهم.
والراقي انسان لايتوقف عن البحث والسعي والرقي, ولذلك لم يتوقف غسان تويني أمام شيء, لاكارثة الحرب التي خربت لبنان, ولا الفواجع الشخصية الحميميه التي امسكت به من عروق عينيه, تحاول أن تعصرها دمعاً. لكن فلسفة غسان تويني في الحياة والموت رفضت الخضوع لقانون الضعف وشرعة الضغينة.
تعليقات