الشيطان .. فارس من ورق!

عربي و دولي

174 مشاهدات 0


تكريم سلمان رشدي في بريطانيا يمس مشاعر المسلمين ويعد إهانة للعالم الاسلامي ودليل واضح علي موقف عنصري ضد، الإسلام .. وباعث قوي علي صناعة متطرفين جدد وتوسيع الفجوة بين الغرب والمسلمين'.. هذه هي أبرز التعليقات التي ترددت بعد ان منحت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي وسام الفروسية ' الذي يسمح له بلقب' سير'وهو ارفع وسام بريطاني ليعود ذلك الكاتب المثير للجدل مجددا إلي دائرة الضوء. مجرد ذكر اسم سلمان رشدي يثير استياء الكثيرين في العالم الإسلامي نظرا لهجومه الشديد علي الاسلام الذي وضح جليا في روايته ايات شيطانية'، وظهرت الفتاوي الواحدة تلو الاخري تطالب بإهدار دمه باعتباره مرتدا عن الإسلام، في الوقت الذي رأي فيه عدد من الخبراء ان الضجة وموجات الاحتجاج التي رافقت ظهور تلك الرواية والمكافآت التي رصدت لقتله هي التي صنعت منه 'نجما مشهورا' وجعلت لافتراءاته وزنا وقيمة، مشددين علي ان الصمت يجب ان يكون هو ابلغ رد علي ذلك الكاتب المغمور الذي بني شهرته بالتجني علي الإسلام. وهناك فريق ثالث يري ان مواجهة 'اكاذيب وادعاءات رشدي' تكون بنفس السلاح من خلال كتابات ومؤلفات تفند افتراءاته أو اتخاذ خطوات قانونية لإدانته، ومن ثم توقيع العقوبة عليه حتي لو وصلت العقوبة لحد 'الإعدام ' طالما ان قضيته سارت وفق قنوات مشروعة. تكريم الملكة إليزابيث الثانية لرشدي،دفع البرلمان الباكستاني إلي عقد جلسة قبل أيام أدان فيها بالإجماع منح رشدي هذا التكريم ، وطالب بسحب اللقب منه تفاديا لإهانة المسلمين والمساس بمشاعرهم. و تجاوز حدث وضع اسم رشدي في قائمة الشرف التي نشرها القصر البريطاني قبل ايام تقديرا لخدماته الادبية' حد الادانة، حيث خصصت مؤسسة إيرانية تدعي 'تخليد الشهداء الاسلاميين في العالم' جائزة قدرها 150ألف دولارلمن يقتله، تنفيذا لفتوي المرشد الروحي للثورة الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني التي أصدرها عام 1989 علي خلفية تأليف رشدي رواية 'ايات شيطانية الذي شكك فيها بالالوهية والنبوة وأساء إلي زوجات الرسول محمد صلي الله عليه وسلم. وفيما يتعلق بدفاع البعض عن رشدي 'تحت ستار حرية الفكر والابداع 'يري محللون ان حرية الرأي ليست مطلقة، وأنها مباحة الا في حالة التطاول علي الاديان او الثوابت. ومع ذلك فضل عدد من المفكرين الرد علي رشدي بنفس سلاحه. فقد صدرت العديد من الكتب لمواجهة افتراءاته، مثل كتب 'شيطانية الايات الشيطانية' للداعية الراحل أحمد ديدات و'شيطان الغرب' لسعيد ايوب و 'همزات شيطانية' للدكتور نبيل السمان. وكانت حياة رشدي الذي يعيش متنفلا بين لندن ونيويورك قد تغيرت تماما يوم 14فبراير 1989 عندما اصدر اية الله الخميني فتوي بقتله' وكان كتاب آيات شيطانية قد فجر ثورة عارمة في بريطانيا بالفعل حيث قام مسلمون بريطانيون في مدن مثل برادفورد شمالي البلاد بحرق نسخ منه، وقتل خمسة أشخاص في باكستان عام 1989 أثناء مظاهرات إثر صدور كتاب رشدي. وأجبر رشدي علي الاختفاء عن الانظار حيث كانت تقوم قوات خاصة بحراسته علي مدار الساعة، كما انتقل من مسكنه ثلاثين مرة لضمان بقاء محل إقامته سرا. وأخيرا قامت الحكومة الايرانية عام 1998 بسحب دعمها لفتوي قتل رشدي الذي عاد تدريجيا إلي الحياة العامة نسيه العالم حتي جاء تكريم ملكة بريطانيا له ليعيده إلي الذاكرة كشخصية يلعنها الملايين في العالم الاسلامي
القاهرة: الآن

تعليقات

اكتب تعليقك