ناصر الحسيني: لهذه الأسباب حل المجلس ليس من المصلحة العامة
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2012, 12:54 ص 1100 مشاهدات 0
عالم اليوم
صرخة قلم / إلى سمو رئيس مجلس الوزراء
ناصر الحسيني
سمو رئيس مجلس الوزراء، صباح الخير، إن الحديث الدائر في هذه الأيام عن النية بالتوجه الى حل مجلس الامة، وان هناك من يدفع عبر المشورة لاتخاذ مثل هذا الخطوة، وحبا لكم ورفضا لفكرة الوزارة الشعبية، وحبا للكويت، ورفضا للمطالبات بوجود الاحزاب، وخوفا على مستقبل بلدي وأطفالي، وجدت نفسا إلزاما ان اقدم لكم النصح..
نعم انتقدنا الحكومة..وقسونا عليها بعض الأحيان.. مثلما انتقدنا نواب الأغلبية، وهذا دليل على اننا نرتدي ثوب الاستقلالية التامة، كما ان نقدنا لحكومتك والحكومات السابقة، هو من اجل المصلحة العامة وليس لغيرها، ومع ذلك مهما انتقدنا..ومهما قسونا، الا اننا لانقبل اطلاقا ان يكون رئيس مجلس الوزراء من الشعب، لاننا لن ولم نجد افضل من تولي ابناء الاسرة لرئاسة مجلس الوزراء، واقول هذا ليس تزلفا، او من اجل التقرب منكم، وانما من اجل مستقبل الكويت بالدرجة الاولى ومستقبل اطفالي ولضمان الحيادية واستمرار ميزان العدل.
سمو رئيس مجلس الوزراء قبل ان ادخل بالحديث عن الحل، أود الاشارة الى ان المعادلة السياسية تغيرت 180 درجة، واصبحنا نعيش الواقع الجديد، ويتطلب الانتباه اليه واخذه بعين الاعتبار، لأنه يعتبر هو حارة الامان، والمتمثل في الحركة الشبابية، اما تسلط التجار على القرار السياسي&S239;وقوتهم، انتهت بعد عواصف ابو عزيزي، فلو ان قوتهم لا تزال، لما تغيرت رئاسة مجلس الامة من حال الى حال، فكل المعطيات التي ذكرتها لك تدل دلالة قاطعة ان القوة اصبحت الان لدى الشارع، لذلك اتمنى ضبط البوصلة السياسية عليها، وهذا يتطلب التخلص من عقلية الستينيات المتمثلة في تقريب التجار، لان قوتهم الاعلامية والاقتصادية&S239;وغيرها، انتهت كما ذكرت لك&S239;مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب التعامل مع هذا الواقع الحديث، وعدم اغفاله، فالشارع اصبح مركز القوة الجديد، وخطورته كبيرة على البلاد والعباد، ومن السهل تحريكه ولكن من الصعب اعادة الهدوء إليه، لذلك خير وسيلة الابتعاد عن كل ما يثير الشارع، لانه كالمجنون، ويجب ان يقابل الجنون عقل، حتى نحافظ على السلك من الانقطاع، وخير برهان ما يحدث في جمهورية مصر.
وعودة الى انباء الحل، فيا سمو رئيس مجلس الوزراء .. إن الأوضاع في المنطقة ملتهبة، ومن يعطي مشورة الحل في هذه الظروف، ان كان من الاسرة، فهو لا يدرك سياسيا مع احترامي له، وان كان من خارج الاسرة، فهو احد ثلاثة أمور، اما انه لا يريد الخير، أو انه ينطلق من مصلحة سياسية خاصة، او انه فاشل سياسيا، فبعض رؤوساء الدول في هذه الظروف تنازلوا عن صلاحياتهم حتى يبتعدوا عن التصادم مع الشعب، فكيف تستمعون الى من ينصح بالحل، في ظل هذه المرحلة المشتعلة بالمنطقة، فالمنطق والعقل يقول أن المرحلة الحالية ليست مرحل حل فقط ، بل لا تسمح هذه المرحلة حتى بالتلويح بالحل، وذلك لعدة أسباب، فمحليا، اغلبية الشارع تقف مع المجلس ومقتنعة بما يقوله، ومن يقول لكم غير ذلك فهو كاذب، والدليل اقرؤوا نتائج الانتخابات الأخيرة، كما ان خيوط اللعبة بيد نواب، وبما ان أغلبية الشارع مع المجلس، فتحريكه بيده، وعلى الصعيد الاقليمي، فالمنطقة تغلي بأكملها، والاعلام العالمي مركز تركيز كامل على المنطقة بسبب الاحداث، وأحداث سوريا والبحرين لهما انعكاساتهما على الساحة السياسية الكويتية، كما ان الربيع العربي فتح شهية الشعوب العربية بما فيها الشعب الكويتي لتطلع لمزيد من الحريات، كما ان وجود مواقع التواصل الاجتماعي ولد قناعة لدى الشعوب بأن الانظمة العربية تعاني من خوف عاصفة ابو عزيزي، وهذا ادى الى اقتناع الشعوب بأن الانظمة في قمة مرحلة ضعفها، وهذا فتح شهيتها للضغط عليها، لذلك فان حتى التلويح بالحل ليس من المصلحة العامة، وافضل طريق للتعامل مع هذه المرحلة الخطرة والحساسة، هو الصبر والتزام الهدوء، وارسال تطمينات بعدم التفكير في حل المجلس، والتعاون مع البرلمان، حتى لو ادى ذلك الى تقديم تنازلات، لان حل المجلس بالمرحلة الحالية قد يدخلنا الى الانزلاق في مستنقع الفوضى، خصوصا ان بعض القوى السياسية تتربص لخطف رئاسة مجلس الوزراء من يد الاسرة، وترى ان هذه المرحلة افضل مرحلة، لتحقيق اهدافهم، لذلك يجب تفويت الفرصة عليهم، كما ان الحل بهذه المرحلة قد يؤدي الى رفع سقف المطالبات، لذلك حتى نتجنب كل هذه المنعطفات الخطيرة، لابد من تهدئة اللعب، في هذه المرحلة المجنونة،&S239;مع المحافظة على استمرارية المجلس لاربع سنوات، حتى لو تطلب ذلك الى حل الحكومة كل سنة، أو إجراء تعديل وزاري كل ستة أشهر، لأن استمرار المجلس لعمره الدستوري تكون إيجابياته من صالح السلطة، منها توليد قناعة لدى الناخب في اختيار نواب اقل حدة، لأن كل الشواهد تدل على ان الناخب يختار المرشح المعتدل اذا كانت الانتخابات اجريت ليس بعد حل، كما ان الصبر على الاربع سنوات قد تهدأ رياح ابو عزيزي، وقد تستقر المنطقة، وبعدها تكون خيوط اللعبة عادت لايديكم، أما من ينصحكم بالحل في هذه المرحلة الخطرة، فهو كما قلت لك، اما انه لا يدرك الابعاد السياسية، أو إنه عدو في ثياب صديق.
تعليقات