كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه
محليات وبرلمانمارس 19, 2008, منتصف الليل 1621 مشاهدات 0
بسم الله الرحمن الرحيم
' يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ' صدق الله العظيم
الحمدالله الذي لا يحمده غيره والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي لا نبي بعده.
إخواني وأخواتي وأبناء الوطن ,,,
أتحدث إليكم اليوم حديث الأب إلى أبنائه ، والقائد الى شعبه حديث ينبع من قلب محب يمتزج برغبته الصادقة وثقته العالية بضرورة تحقيق تطلعات أبناء هذا الوطن في العيش بأمن وأمان ورخاء وازدهار في رحاب وطن عزيز الجانب مرفوع الهامة مصان الاستقلال يعتز أبناؤه بوحدتهم الوطنية التي هي السياج الحامي لأمنه واستقراره.
ان من حق كل مواطن ان يتمتع بالأمن والأمان ، الحرية والاستقرار وان يستفيد من خيرات وطنه.
ومن الواجب عليه ان يحفظ هذا الوطن ، ويبنيه كما بناه وحفظه الآباء والأجداد ، ومن حق هذا الوطن علينا ان يكون التأزر والتعاون رائدنا ، وان نمارس أعمالنا في أطار من الدستور وقوانين الدولة ، وان تقوم السلطات الدستورية بواجباتها ضمن اختصاصاتها وصلاحياتها تحقق لأبناء الوطن المزيد من التنمية والنهوض بقطاعات الأمن والتعليم والصحة والإسكان والخدمات الأخرى.
لقد كانت توجيهاتنا دوما للأخوة في السلطتين التشريعية والتنفيذية وبكل المناسبات التي يجمعنا معهم تنصب نحو التعاون المثمر ، والارتقاء بالحوار والعمل معاً من اجل الوطن وأمنه واستقراره ، والتقيد بالدستور والقانون واحترام أحكامها وتطبيقها على الجميع ، والتمسك بحب الوطن والإخلاص والوفاء له باعتباره وطناً للجميع وليس لفئة دون أخرى.
وكنا ندعو لمعالجة الأخطاء بالتحاور والالتزام بمكارم الأخلاق التي تخلو من التجريح والترفع عن أسلوب التهديد والتطاول على الآخرين ، والابتعاد عن مظاهر التجاذب والتأزيم والمساس بالذمم دون دليل ، لأن مثل هذه الممارسات الخاطئة تتنافى مع تعليم شريعتنا الإسلامية السمحاء وقيمنا الاجتماعية ونظامنا القانوني ، ولم يكن لها وجود في يوم من الأيام ضمن سلوكيات حياتنا ، فالديمقراطية التي ندعو لها تعني الحكمة في الحوار دون الاندفاع نحو التعسف باتخاذ القرار ، وعدم تجاوز الأصول البرلمانية التي رسمها وحددها الدستور والحفاظ على مبدأ الفصل بين السلطات.
لقد دعانا الله الى حفظ كرامة الإنسان ، واحترام الكلمة ، وحب الوطن ، فقال جل وعلا ( ولقد كرمنا بني آدم ) . وكان حريا بنا في خطاباتنا البرلمانية ، والاعلامية ، أن تكون لجمع الصف ووحدة الكلمة ، والحفاظ على وحدتنا الوطنية التي هي السياج الواقي لأمن الوطن ورفعته وعزته ، وإبراز الجانب الإيجابي في ممارستنا اليومية ، وانتهاج أسلوب النقد البناء لأخطائنا واجتهاداتنا .
فللصحافة ووسائل الإعلام الأخرى دورها الإيجابي في خلق رأي عام مستنير ، يسهم في جهود التنمية الشاملة ، ويعزز الولاء للوطن ، ويرسخ الوحدة الوطنية ، وينمي القيم الفاضلة لمجتمعنا ، دون اللجوء الى الصخب وتأجيج المشاعر بهدف الإثارة ، والخروج عن الحرية المسؤولة ، والتعرض بالإساءة إلى المؤسسات والأشخاص ، الأمر الذي يستلزم وقفة تأمل ، وتقييم بالممارسة الإعلامية ، لتقوم بدورها الفاعل في بناء الوطن .
إخواني وأخواتي وأبناء الوطن ,,,
ان الظروف والأوضاع المحلية ، والتطورات الإقليمية والدولية المحيطة بنا ، تفرض علينا ان نقف مع أنفسنا وقفة جادة ، نسترجع من خلالها ما عملنا وما يجب ان نعمله من اجل أمن وسلامة وطننا ، فنحن لسنا بعيدين عن هذه المتغيرات ، وحري بكل مواطن غيور على وطنه ان تكون تلك الأوضاع دافعاً للعمل الوطني الجاد ، ونبذ الخلافات ، وان تتوحد صفوفنا حتى نكون كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضا ، فنحن في هذا الوطن اخوة متحابين ، لا مكان فيه للتعصب لطائفة او قبيلة او لفئة ما ، على حساب الوطن ، الولاء بيننا لله ثم الوطن الذي نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية ، ونبني أسواره بتعاضد أبنائه ، لا تزر وازرة وزر اخرى.
فما يجري في العديد من الدول المنطقة ، هو عبرة وعظه تدفعنا إلى نبذ خلافاتنا والانصراف إلى تنمية وطننا مستفيدين مما افاء الله به علينا من نعم كثيره ، وما نتمتع به من حرية في القول والفعل ، وديمقراطية في اسلوب الحياة نحسد عليها.
إخواني وأخواتي وأبناء الوطن ,,,
إننا نؤمن إيمانا راسخاً بقيمة الديمقراطية ، فهي نعمة من النعم التي وهبها الله منذ نشأت الكويت ، وعلينا ان ندرك بأن أي شكل من اشكال المشاركة الشعبية التي نختارها لأنفسنا ، يجب ان تقاس بما تحققه من عطاء للوطن ، وما ترسمه لنا من صور المستقبل الذي نريد ، وكنا نأمل وفق هذا المفهوم من الأخوة في السلطتين التشريعيه والتنفيذية إنجاز وتحقيق الكثير من تطلعات شعبنا خلال الفترة الماضية.
وقد صبرت على ذلك طويلا لعل وعسى ان تهدأ النفوس ، ويتغلب العقل على العواطف ، وترقى مصلحة الوطن فوق كل المصالح ، إلا أن شيئ من هذا لم يتحقق.
وإزاء ذلك ومن منطلق المسؤولية المنوطه بنا ، وحماية لوطننا ومواطنينا من تصرفات غير مسئولة ، تجاوزت حدودها ، وبلغت مداها ، ولم تأخذ في الحسبان تجارب الماضي ، ولم تعد العدة لأحداث المستقبل ، وحفاظا على وحدة الوطن ، وتماسك بنيانه ، وبناء على الماد 107 من الدستور ، فقد قررت حل مجلس الأمة ، ودعوة الشعب الكويتي الكريم إلى اختيار مجلس نيابي ، يقوم بدوره في الحفاظ على وطنه وتنميته.
' ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير '
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
تعليقات