لبنان كما تراه إقبال الأحمد أكثر أمناً من الدول التي نسافر منها إليه
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2012, 12:02 ص 737 مشاهدات 0
القبس
حرام يا لبنان
إقبال الأحمد
لشدة ما اشفق على لبنان الحبيب... ذلك الوطن الذي ما إن يبدأ باستنشاق نسمات الصيفية.. وسط صوت الماء البارد المتسلل بين صخور الجبال.. وزهور الكرز البيضاء.. وأشعة الشمس الذهبية ولوحة السماء المرسومة باللون الازرق النقي تنتشر وسطها قطع من غيوم بيضاء قطنية تائهة هنا وهناك.. حتى ينتفض عدوه اينما كان فيطلق صرخة مرعبة.. ترهب كل محبيه ومن يرغب في زيارته ليتمتع بكل ما وهبه الله من جمال الطبيعة وكرم ومحبة اهله.
تعود العالم كله ان في بداية كل صيفية تثور الغيرة... وتنهش صدر عدوه.. فلا يقدر على رؤية هذا البلد الرائع.. جميلا هادئا يقبل عليه الناس من كل حدب وصوب... ولا يقدر ابدا على رؤية مطاره منتعشا يكتظ بالسياح والمحبين له... فتُطلَق التصريحات المخيفة وتُفتَعل الازمات الواهية... التي تنجح للاسف في اخافة الناس كما حصل قبل فترة.
كنت في لبنان الجمال قبل ايام وسط تحذيرات الحكومات الخليجية ونصائح الاحباب بعدم التوجه الى هناك، وأنا متأكدة ان ما اشيع لم يكن سوى تضخيم اعلامي.. فهذا البلد تعود وتآلف على حياة الاحداث.. والحياة فيه لا تتوقف.
واستمتعت هناك بكل لحظة.. فجباله خضراء ملونة بالازهار الصفراء والبنفسجية... وهواؤه عليل... ونسمات الصيف الباردة التي تجبرك على لف شيء ما حول كتفيك.
احزنني جدا منظر مطار بيروت وهو يستجدي القادمين من السياح... واحزنني اكثر نجاح اعداء لبنان في ابعاد محبيه عنه.. رغم انه اكثر امنا من الدول التي نسافر منها اليه.
كتب الزميل نبيه البرجي في القبس من بيروت.. ان وزيرا مقربا من القصر الجمهوري في لبنان قال ان الرئيس ميشال سليمان قرر ان «الاخوة الخليجيين في رموش اعيننا».. لان مشاهدة الخليجيين في لبنان تهدئ اعصاب اللبنانيين.. فذلك يعني ان لا خوف على لبنان فأحواله عادية... اما اذا ابتعدوا عنه فهذا يخوفهم ويوحي لهم ان هناك شيئا ما ينتظرهم لا يعرفونه... وقد تلمست انا شخصيا ذلك في عيون كثير من الاصحاب اللبنانيين هناك.
فرصة ان يثبت الاخوة في لبنان انهم بصدد حل لكل المشاكل التي يعانيها المصيفون الكويتيون... ليس لانهم كويتيون.. ولكن لانهم اكبر نسبة مصيفين ومالكين لعقارات هناك.. بمعنى انهم اكثر استقرارا في لبنان كسياح... فهم ما زالوا يعانون مشاكل كثيرة من دون اي بارقة امل بحلها رغم انها اثيرت في اكثر من مكان ومع اكثر من مسؤول لبناني وكويتي... مثل تمديد فترة بقاء سياراتهم من دون الحاجة إلى اخراجها كل كم شهر الى موطنها الاصلي واعادتها، وهذا من اكثر الامور صعوبة في ظل تأزم الوضع من والى سوريا هذه الايام.. اضافة إلى موضوع اقامات حراس بيوتهم في المصايف والمتطلبات التعجيزية لذلك ومشاكل الماء والكهرباء التي يعانيها مثل اللبناني نفسه...وامور اخرى يعلم بها السفير اللبناني بالكويت وكذلك سفيرنا هناك.
اقدر لدولة رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي اهتمامه بكل تلك الشكاوى التي نقلها له سعادة السفير اللبناني هنا مشكورا... ولكنها بالنهاية ما زالت موجودة ولم يحل شيء منها.. فارسال مكاتبات المسؤولين اللبنانيين لنا حول اي مشكلة نثيرها في الصحف الكويتية لا يعني ابدا حلها... وانما ذر الرماد بالعيون لا اكثر ولا اقل.
نعم نحب لبنان ونعشقه، ومستعدون لتحدي كل المعوقات والتحذيرات بالسفر اليه في اصعب الظروف... ولكننا ايضا نريد الجدية في التعامل مع كل هذه المشاكل.. يا دولة الرئيس.
تعليقات