أوبك في عيون حسّادها (كارتل أيامها معدودة) .. بقلم د. أنـور أبوالعـلا
الاقتصاد الآنيونيو 2, 2012, 3:13 م 912 مشاهدات 0
في هذه الزاوية بتاريخ 25 يونية 2011 (العدد 15706) كتبت موضوعا بعنوان: منظمة الدول المصدرة للبترول (قطة بسبعة أرواح). قلت فيه بما معناه أن أوبك لن تموت لأن أبناء القطة (الشقيقات الخمس المؤسسات لاوبك) قد تتسابق كل واحدة من الشقيقات للفوز قبل اختها برضاعة الحليب من ثدي أمهن الحنون ولكن لن تجرؤ أي واحدة من الشقيقات الخمس ان تعض أذن اختها في مقتل لأنها تعرف ان الذي يربطها مع بقية شقيقاتها حبل سري واحد.
هذه وجهة نظر صادرة من قلب احد المتعاطفين مع اوبك قد يشاركني فيها (ولو من باب الاماني) جميع المحبين لدول منظمة اوبك.
لكن البعض الآخر له وجهة نظر اخرى فعلى سبيل المثال: في يوم الاثنين 21 مايو 2012 (قبل عشرة ايام) كتب روجر اّلتمان (وكيل رئيس الخزانة الامريكية سابقا) مقالا في صحيفة الفاينانشيال تايمز بعنوان: 'انصبوا السرادق للاحتفال بموت اوبك، فأيام الكارتل اصبحت معدودة' يتهم فيه مجموعة الثمانية G8 (الدول العظمى) بأنهم لا يفهمون سوق البترول لأنهم يحذرون في بيانهم من حدوث اضطرابات في سوق البترول بينما اكتشاف البترول غير التقليدي سيجعل الدول الغربية لا تتأثر الآن - كما كانت تتأثر في الماضي - بانقطاع بترول اوبك نتيجة لما يحدث في دول اوبك من اضطرابات.
ثم يستطرد اّلتمان قائلا: لا مقاطعة كمقاطعة العرب عام 1973، ولا ثورة كثورة ايران عام 1979، ولا اضطرابات كاضطرابات ليبيا، او في اي دولة غوغائية (rogue) من دول اوبك، لا حدوث شيء من هذا سيجعل اقتصاديات الدول الغربية - مرة اخرى - رهينة تحت رحمة دول اوبك. لم يعد من المهم سواء زاد (او نقص) انتاج بترول العراق.
ثم يختم اّلتمان مقاله (اوخطبته العصماء) بختمة حماسية مثيرة للعواطف فيقول: بعد الحرب العالمية الثانية كان الغرب يقود العالم في انتاج وتصدير البترول. لكن كنتيجة لزيادة انتاج بترول الشرق الاوسط انعكس الاتجاه فتدفقت صادرات البترول من الشرق الى الغرب جالبة معها عدم الاستقرار. الآن سيبدأ التدفق يستعيد اتجاهه ليعود من الغرب الى الشرق وبالتالي فعلى دول الثمانية G8 ان يهتفوا بأعلى أصواتهم (cheering) ابتهاجا لتحسن اسواق البترول.
الحقيقة ان ما يقوله اّلتمان هو الذي يدل على عدم فهمه البتّة لأسواق البترول لسببين: اولا لأن البترول غير التقليدي لا يمكن ان يتوفر بالسعر والكمية التي تجعله مؤهلا لأن يغير اتجاه تدفق البترول من الغرب الى الشرق، وثانيا لأنه لولا وجود اوبك (لا سيما دول مجلس التعاون) وتعاونها مع الدول المستهلكة وحرصها على تحقيق نمو الاقتصاد العالمي على حساب زيادة انتاجها فوق احتياجاتها لأصبح سعر البرميل محلقا في السماء وأصبح سوق البترول اكثر عرضة للتقلبات.
هذه الاسطوانة المشروخة التي يغنيها اّلتمان الآن سبق ان سمعناها من اسماء على نفس وزن اسم روجر اّلتمان مثل ملتون فريدمان، وموريس اّدلمان حيث كانوا يبشرون منذ بداية السبعينيات انه لن تمضي غير ايام معدودة على الاصابع ليموت الكارتل (اوبك) كما مات كل كارتل في التاريخ.
تعليقات