الخطيب محذرا من خطر التطهير الطائفي

زاوية الكتاب

الحولة هي مجزرة دير ياسين للإحتراب والتقسيم الطائفي القادم للمنطقة

كتب 5743 مشاهدات 0

من مجزرة الحولة


دعوة للحوار ولفهم ما يجري! من مجزرة دير ياسين إلى مجزرة الحولة.. هل نحن أمام مخطط التطهير الطائفي نفسه؟

بقلم: الدكتور أحمد الخطيب

دعونا نحاول أن نفهم ما يجري على الساحة العربية، ونتساءل: هل بدأ التطهير الطائفي في المنطقة؟

هل يمكن النظر إلى مجزرة الحولة في بشاعتها على أنها نسخة أخرى من بشاعة دير ياسين، التي أدَّت إلى طرد الفلسطينيين من المدن والقرى التي أزمع على ضمها للدولة الصهيونية المنشودة؟

ألم تقتل النساء الفلسطينيات حينها والأجنة في أرحامهن، ما دفع الفلسطينيين إلى الفرار من مناطق كانوا هم فيها الأغلبية، كيافا وحيفا؟

 أليس ما جرى في الحولة هو صورة طبق الأصل لما حصل في دير ياسين، بشهادة من تبقى من أهلها؟

ما الذي يجمع بين عون وحزب الله ونظام الاسد؟

ولماذا تم إعلان عون زعيماً للمسيحيين في المنطقة عند زيارته الرسمية لسوريا؟ وما سر ازدياد شعبيته عند المسيحيين في لبنان؟

لماذا صمتت إسرائيل عند البدء أخيراً في تنفيذ مشروع الليطاني، بعد أن أوقفته عقوداً، مطالبة في حقها المزعوم بمياهه!

لماذا أصاب الفاتيكان الهلع لما تعرض له المسيحيون في العراق من قتل وتدمير لدور العبادة، ما دفعهم للتحرك، من أجل دعم الطائفة المسيحية في المنطقة؟

لماذا يثير الأزهر النعرة السُنية المتطرِّفة، ويهاجم الشيعية، وبديهيا الأقباط، معتبراً مصر دولة سُنية، لا مكان فيها لغيرهم من الطوائف والأديان؟

هل هذا تمهيد لتطهير طائفي يصعب تحقيقه - كما هو مفهوم - إلا أنه مفيد لتغذية الصراع الطائفي المخيف الذي يلف المنطقة؟

أليس منطقيا أن صراعا كهذا، سواء كان متعمداً أو عفوياً، له الأثر المدمر نفسه؟

 ألا يعلم الجميع أن الشحن الطائفي يعمي البصر والبصيرة، ويؤدي إلى التهلكة؟

 هل ما نراه اليوم هو تنفيذ لمخطط صهيوني طالما استهجناه، نظرا لاستخفاف البعض بنظرية المؤامرة التي استخدمت للتغطية على عجزنا وتخلفنا؟

لكن دعونا نتساءل: ما الفرق بين المؤامرة والاستراتيجية للسيطرة على المنطقة؟ من ينكر أن لكل دولة مصالح مهمة تحاول الحفاظ عليها بكل الوسائل المتوافرة لديها؟ وهذه المصالح سمها ما شئت، كالمثل القائل «صبه وحقنه كله لبن».

هل هذه الأفكار عائمة قد تكون في محلها وقد لا تكون؟

 إنها ولاشك أسئلة مزعجة، لكنها مشروعة، والمطلوب حوار جاد وواعِ وبارد، أي غير منحاز لمحاولة فهم عميق لما يحدث في منطقتنا يدفعنا إلى مواجهة خطره إن تأكدنا منه.

لهذا، ستعمل «الطليعة» على عقد ندوة موسعة تستضيف فيها أساتذة مختصين، لبحث هذه الأسئلة ومحاولة الإجابة عنها، آملين ألا يكون قطار الكارثة قد سبقنا إلى أهدافه.

الطليعة/ بقلم: الدكتور أحمد الخطيب

تعليقات

اكتب تعليقك