'جهزوا خيامكم'.. الفضلي مخاطباً راغبي الترشح لمجلس الأمة

الكويتية

شقشقة  /  جهزوا خيامكم

د. صلاح الفضلي

ليس سراً أن أصحاب القرار غير راضين عن التركيبة الحالية لمجلس الأمة، لذا فإن قرار حل المجلس كان مطروحاً بقوة منذ اليوم الأول لظهور نتائج الانتخابات، وكان من الواضح أنه من الصعب على الحكم التعايش مع هكذا تركيبة نيابية لمدة أربع سنوات، ومما يشجع على المضي في قرار الحل المطالبات الملحة من شخصيات تمثل شرائح مجتمعية مؤثرة للسلطة، لأنها تعتبر أن استمرار مجلس الأمة بتركيبته الحالية يمثل خطراً على استقرار البلد، وأن استمراره له كلفة سياسية عالية، لذا فإن مسألة حل مجلس الأمة تبدو وفق هذا السياق محسومة ولكنها تنتظر الوقت المناسب.
ما يساعد على ترجيح دنو حل مجلس الأمة أن الأغلبية النيابية ترتكب أخطاء فادحة تتيح الفرصة لتبرير حل مجلس الأمة، فاستجواب وزير المالية مصطفى الشمالي وتقديم طرح الثقة به مع علم الغالبية بقرب الشمالي من دوائر صنع القرار، ومن ثم الاستجواب المقدم لوزير الشؤون أحمد الرجيب من قبل النائب الصيفي، وهو الاستجواب المتوقع أن يطيح بالوزير الرجيب أيضاً، ويضاف إلى ذلك أيضاً تصرفات الوزير النائب شعيب المويزري وبالخصوص موقفه من إقالة مدير بنك التسليف صلاح المضف، والمماحكات التي تحدث بين النواب في قاعة عبدالله السالم كلها تصرفات تقـدم الذريعة الكافية لصاحب القرار لحل المجلس.
كان يفترض بالغالبية النيابية أن تكون أكثر ذكاء وحكمة في تسيير دفة الأمور من خلال تأجيل الاستجوابات حتى تفرغ من إنجاز القوانين التي تبنتها، لكي تثبت للناس أنها جاءت للإنجاز وليس لاستمرار حالة التأزيم السياسي التي ترهق البلد وتثير سخط غالبية الناس، ولكن يظهر أن الغالبية النيابية قد أدمنت لعب دور المعارضة ولم تعد تعرف أن تلعب دوراً غيره، وهو ما سيؤدي إلى تراجع شعبيتها، ويجعل من الصعب جداً أن تعود في المجلس القادم بنفس العدد.
بسبب تهور الغالبية البرلمانية وعنجهيتها وشراستها في التعامل مع الحكومة ومع الأقلية البرلمانية فإن طبخة حل مجلس الأمة تبدو على وشك النضوج، وهي لا تحتاج إلا إلى قليل من البهارات لكي تكون جاهزة، وأغلب الظن أن حل المجلس سوف يتأخر إلى دور الانعقاد القادم حتى تنضج الطبخة بشكل كامل، إلا إذا حدث أمر لم يكن بالحسبان مما يعجل في توقيت الحل، وبما أن العديد من المؤشرات تدل على أن الأمور سائرة نحو حل مجلس الأمة، فإننا نقول لمن لديه رغبة في الترشح لمجلس الأمة: «جهزوا خيامكم».