فيصل الصباح لوالده: هانحن على وصاتكم ودربكم سائرون!
زاوية الكتابكتب مايو 30, 2012, 1:25 ص 1228 مشاهدات 0
الأنباء
الباقي من الذكرى العطرة
السفير فيصل الحمود المالك الصباح
كأنه كان يعنيها امير الشعراء احمد شوقي حين قال في احدى قصائده «قد يهون العمر الا ساعة وتهون الارض الا موضعا»، ففي لحظات الذكرى حميمية توحد الزمان والمكان والانسان.
يجول المعنى في الخواطر منذ رحيلك عنا يا والدي العزيز، يتجدد كل يوم لحظات صفاء مع النفس، ومحاسبة لها، ونتوقف عنده، مع مرور ثلاثة عشر عاما على الفقد العزيز ومن يوم وفاتك 29 مايو 1999.
يخلد رحيل الاخيار سيرهم لتبدد الظلمة في القلوب، تريح النفوس، وتقي من المعاصي وسيئات الاعمال، حين تكون السير رحلة في مرضاة العلي القدير.
اخترت العمل الصالح طريقا للتقرب من الخالق عز وجل، واعانك الله عليه، تعلمنا في مدرستك صغارا ان نعطي قدر ما نستطيع، وصار الدرس نهجا وقيمة ماثلة امام اعيننا، عصية على الذوبان مهما تغيرت وتبدلت القيم، البذل والعطاء دون حساب، من اجل من نحب، كان درسا، وكانت الكويت وناسها، كويت الاسرة الواحدة المتحابة، التي لا تعرف الضغينة، طريقا لقلوب اهلها، والارض الطيبة، سبيلا لترجمة هذا الدرس الى واقع ملموس.
قيمة التسامح الذي يشيع اجواء المحبة، ولا ينتقص من قدر اصحابه، عماد التحاب وجوهره، الذي كنت توصينا به، بقيت الشجرة الخضراء الوارفة المثمرة.
ننشد الحق، والظفر بالدين، والفلاح في الدنيا، وندعو العلي القدير ان يشملك برحمته كما ربيتنا صغارا، ونتمثل حديث سيد المرسلين «ان خياركم احسنكم اخلاقا» الذي جسدته في حياتك، وسيبقى بعون الله هاديا لنا، الى كل ما فيه خير الناس وتجنب المعاصي، وهانحن على وصاتكم ودربكم سائرون.
رحمك الله يا والدي الغالي والى جنات الخلد والفردوس الاعلى والنعيم في الآخرة طيب الله ثراك.
تعليقات