ضمن ملتقى الرياضة في الإسلام

مقالات وأخبار أرشيفية

الحبيب: العوامل النفسية قد تبعد اللاعبين عن ممارسة الرياضة

1352 مشاهدات 0

جانب من الحضور

الزهراني : عوامل خارجية وأخرى خاصة السبب في إصابات اللاعبين
المطوع : هذه هي الاطعمة التي كان الرسول يحب تناولها
العوضي : ضرورة الأخذ بالمؤثرات الإيجابية كالسجود بقصد الشكر عند إحراز هدف
الجبيلان : الإسلام لم يحرم المرأة من ممارسة الرياضة ولكن بشروط

واصلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقامة فعاليات ملتقى الرياضة في الإسلام تحت شعار (إن لجسدك عليك حقا ) في فندق المارينا قاعة سلوى بعدما انطلق الملتقى يوم الخميس الماضي.

وألقى المحاضر الدكتور طارق الحبيب محاضرة خلال الفترة الصباحية بعد الافتتاح حملت عنوان (الرياضة رؤية نفسية ) وكان عريف المحاضرة الدكتور عبد اللطيف الصريخ وقال الحبيب : علينا أن نعرف مدى التأثير النفسي لدى الرياضي والمواقف التي تترتب عليه بنوعيها الإيجابي والسلبي، ويتمثل النوع الإيجابي بحالة الرضا لديه، أما الشق الآخر السلبي فيتمثل في عدم التركيز والتعامل بطريقة عشوائية ما يؤدي ذلك إلى الإنفعال ، موضحا إن هذا المصطلح ينطبق على صاحب الشخصية المزاجية التي تنتج من إضطراب وتوتر وجداني، وهذه من المشاكل الدارجة لدى معظم الرياضيين إضافة إلى نوبات الخوف والذعر تصيبهم خوفاً بسبب عدم تحقيق النجاح والنتائج المطلوبة ، مشيراً إلى أن هؤلاء يخضعون لجلسات مسجلة عوضا عن الدورات التدريبية النفسية بغرض إعادة الثقة بالنفس والمساعدة في التركيز وإظهار المهارات لتحقيق النجاح على أرض الواقع وزوال الأزمة التي غالبا تأتي من عوامل عدة.

وذكر الحبيب إن من هذه العوامل الضغوط النفسية التي يتعرض لها بعض اللاعبين، ومن الممكن تدارك الأمر قبل الدخول في المرحلة الكبرى وهي الشخصية الهستيرية، وهذا ما يدخل اللاعب في مشاكل مستمرة مع المدرب وزملائه إضافة إلى خصومه في أكثر الأحيان، فيقل إبداعه وتختفي مهاراته الفردية المعهودة رغم تميزه في الكثير من المباريات.

وتابع: لقد عالجت الكثير من هذه الحالات بطلب من المدربين الخليجيين وهذا عملنا كمختصيين في علم النفس ، ومن ثم نحدد المقاطع المشتركة تدريجيا للمشكلة، ومحاولة تحقيق الدرجة المطلوبة من عدم الإنفعال وتحقيق الإبداع المطلوب والإندماج مع بقية اللاعبين بهدف تحقيق مبدأ التعاون وكيفية التعامل مع الإنفعالات التي تنتج من ضياع فرصة محققة لنقطة أو هدف حسب اللعبة .

وأوضح الحبيب إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على التآلف والتآخي والتسامح والدعوة للعمل الجماعي والإنخراط مع المجتمع وهذا من وسائل علاج مرض الرهاب الإجتماعي وتجنب وسائل الإعلام، وعدم حب الظهور خوفاً من الحرج والوقوع في الخطأ، ما يؤدي إلى تقليل شعبيته لدى جمهوره.

وأردف قائلاً إن المختصين في العلاج النفسي لجأوا إلى تأهيل شخصية اللاعببين المصابين ومساعدتهم بغرض إعادة توازنهم ومحاولة إرشادهم للعلاج الصحيح مضيفاً: كم من مبدع أصابته المشاكل السابقة والاضطرابات النفسية ثم عاد من جديد للملاعب بفضل الإستشارات النفسية العلمية والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف وقيمه السمحاء.

إصابات الملاعب

ثم تحدث المختص في الطب الرياضي وجراحة العظام البرفسور الدكتور سالم الزهراني في محاضرة بعنوان ' إصابات الملاعب وطرق الوقاية منها' ، وأفاض الحاضر في الحديث حول الإصابات الشائعة التي يتعرض لها اللاعبون والتي أبرزها إصابات طفيفة وبعضها وهمية ، إضافة إلى الإصابات القوية التي تبعدهم عن الملاعب لفترة طويلة، وربما بعضها تؤدي إلى الموت.

وأشار إلى أن السبب في هذه الإصابات ترجع إلى عوامل خارجية وأخرى خاصة، فأما العوامل الخارجية فهي مثل سوء أرضية الملعب، ونوعية الحذاء، وعدم ارتداء الرابط الواقي ، مشيراً إلى أن من أبرز العوامل الخاصة هي رخاوة المفاصل، وتشوهات خلقية يعاني منها بعض اللاعبون.

وشدد على ضرورة التعامل بطريقة صحيحة مع هذه الإصابات ، والمعالجة الفورية لها، والراحة وضرورة تبريد الإصابة ووضع الثلج عليها، فضلاً عن استخدام الرابط الواقي.

وعدّد الزهراني أنواع الجروح التي تصيب اللاعبين وهي : جرح قطعي وسطحي ورضي ووخزي وناري ونافذ.

وأكد ضرورة اتباع نصائح الأطباء وعدم استعجال العودة إلى الملاعب إلا بإذن من الدكتور المختص.

الهدي النبوي في الغذاء

وفي فترة الظهيرة أكد الدكتور عبد الله المطوع في محاضرته التي كانت بعنوان ' الهدي النبوي في الغذاء والرياضة' أهمية اتباع الرياضة الصحية مع أخصائيين عالميين ومحليين متخصصين، واتباع التغذية السليمة التي تواكب التطور الهائل في هذا الجانب، وتوفير بيئة خالية من الاكتئاب.

وأشار إلى أن هناك العديد من اللاعبين المميزين داخل الملعب، لكن ظروفهم الخارجية تقضي عليهم، ومن هؤلاء اللاعب رونالدينيو الذي انتهي بسبب ظروفه الخارجية ورغم أنه كان يملك مهارات فنية عالية.

وأوضح أن لكل رياضة لها تغذيتها الخاصة بها ، فقد يحتاج اللاعب أن يكون ذا وزن ثقيل في لعبة معينة ويكون وزنه أقل في لعبة أخرى.

وضرب المطوع مثالاً على ذلك باللاعب علي الزنكوي الذي يشرف على تغذيته الصحية، فقد نصحه ذات مرة أن يزيد وزنه في إحدى البطولات من أجل تحقيق رقم يؤهله إلى الأولمبياد، مشيراً إلى أنه بالفعل استطاع التأهل بعدما زاد وزنه وحقق الرقم المطلوب.

وعرج المطوع إلى أنواع الأغذية التي كان يتناولها الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها :

التمر في الصباح : حيث قال الرسول من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر'.

الثريد أي ' التشريب' : قال الرسول صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع : مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام'. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ' الثريد طعام العرب'.

العسل : حيث كان رسول الله يحب العسل وقد أثبت الطب الحديث فوائد العسل ومنها على سبيل المثال أنه مادة غذائية عالية القيمة يستخدم غذاءٍ للأطفال والكبار على السواء فهو لا يمكث في المعدة طويلاً إذ أنه سريع، يعوض الجسم بالسكريات المستهلكة،ويقوم بتقوية عضلات القلب، وغيرها الكثير التي أثبتها الطب قديما، لكن الأطباء أثبتوا حديثاً أن العسل يساهم في تقليل الجروح

وروى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري ( قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي هذا استطلق بطنه، فقال رسول الله اسقه عسلاً، فسقاه ثم جاءه فقال: إنني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلاً فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً، فسقاه فبرئ.

وكان المصارعون الرومان يتناولون العسل قبل الدخول إلى الحلبة.

الرطب: كان الرسول يتناول الرطب على الفطور والتمر في السحور.
اللحم: كان الرسول يحب أكل الكتف من الشاة، ومعروف قصة اليهودية التي وضعت السم للرسول في اللحم.
السمك : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ' أحلت لكم ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال'.
القرع : وكان الرسول يحب أكل هذا الطعام.
القثاء : عن عبدالله بن جعفر قال رأيت رسول الله يأكل القثاء بالرطب'. فالقثاء يسكن الحرارة ويمنع العطش وخالي من الدهون وله دور في علاج الزهايمر.

وكان الرسول يتجنب أكل الثوم والبصل خصوصاً لمن يريد الذهاب للصلاة.

وقال المطوع أن الرسول كان يكرم ضيفه، ولا يأكل إلا بيمينه ولا يسرع في تناول طعامه، وإنما بهدوء وسكينة. ويجلس جلسة أشبه بالقفرصاء وعدم الجلوس متكئاً ، عند تناول الطعام ويلعق أصابعه وإذا لم يعجبه الطعام يثني عليه ولا يأكل منه ويدعو لأهله، ونهى عن التنفس في الماء أثناء الشرب، ويشرب الماء وهو جالس ، ويحب أكل التلبينة التي تتكون من شعير وماء أو حليب وسكر أو عسل ودارسين أو فاكهة. حيث قال الرسول ' التلبينة مجمة لفؤاد المريض وتذهب بعض الحزن

الفترة المسائية

وفي الفترة المسائية بمجمع البيرق ألقى الدكتور محمد العوضي محاضرة بعنوان (الكرة بين القدم والقيم ) وأشاد في بدايته بدور وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لاهتمامها بالمحور الأساسي الخاص بالرياضة الذي يهتم به شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي .

وأوضح إن الوزارة لم تأت بالوعاظ فقط بل إستعانت بذوي الخبرة من مدربين ولاعبين ومعلقين إضافة إلى الإستشاريين النفسانيين باعتبار أن الرياضة نشاط إنساني ووسيلة للفرح والسعادة والإسترخاء وهو يتطلب منا وقفة جدية للحديث عن صحة البدن والفكر وتوظيف الدور الأساسي للرياضة من خلال الإتسام بالأخلاق العالية وتحقيق مبدأ العمل الجماعي ونبذ الأنانية والمزاجية في التعامل.

ونوه إلى أن معظم لاعبي الغرب يقومون بسلوكيات غير لائقة ولا تتسم مع تعاليم ديننا الإسلامي بصلة ، داعياً إلى عدم التأثر بالجوانب السلبية وضرورة الأخذ بالمؤثرات الإيجابية كالسجود بقصد الشكر عند إحراز هدف ورسم الفرحة في وجوه المعجبين بهذا اللاعب، فليس هناك من ضرر في إبداء الإعجاب بمن رسم الفرحة على محياك وأخذ الصفات الإيجابية التي يمتاز بها كما ذكرنا آنفا كسجدة الشكر أو الدعاء ورفع الكفين طلبا للعون من الله عز وجل مشيراً إلى أن بعض أصحاب الشركات الضخمة للإستثمار في المجال الرياضي واتخاذ منهج الإحتكار والربح السريع فابتعدت الرياضة عن مسارها فتحولت من وسيلة للإسترخاء والفرح إلى غاية للربح ، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا حسب الشريعة الإسلامية التي حثت على الرياضة بجميع أنواعها وفق القيم والضوابط التي تتوافق مع معتقداتنا الإسلامية .

الرياضة اليومية

ومن جانبه ذكرالشيخ سليمان الجبيلان إن من المهم لصحة الإنسان المحافظة على الرياضة اليومية، ونحن كمسلمين نؤدي صلواتنا الخمس في المسجد فنذهب إليه مشياً على الأقدام كما وصانا نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم واتضحت الدراسات والبحوث العالمية أن أفضل رياضة هي رياضة المشي، مضيفا: كما نهانا دين الإسلام عن تناول ما يضر البدن مثل المنشطات والمؤثرات العقلية والمنبهات التي ترفضها الرياضة ايضا ويعاقب عليها اللاعب وفق القوانين المعمول بها .

وأضاف الجبيلان إن قيمنا وتعاليم ديينا حثت على التعاون ونبذ العنف والأنانية والتسامح والعفو وعدم الإنفعال وهذه بمجملها تسمى الأخلاق الرياضية لدى الرياضيين من الرجال والنساء مضيفاً أن الإسلام لم يحرم المرأة من ممارسة الرياضة ولكن بشرط التزامها بالضوابط والقيم الاسلامية

الآن- مجتمع

تعليقات

اكتب تعليقك