لسنا أفضل حالاً من تلك الدول التي تعاني اليوم.. برأي فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2012, 12:57 ص 489 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / حالة من التوجس والترقب!
فاطمة عثمان البكر
أصبحت حالة انتظار ما هو آتٍ من أحداث زادنا اليومي، قلق دائم، وأسوأ ما في الحياة ان تعيش «مترقباً»، وأقصى درجات حالة الترقب هو انتظار الأسوأ، شعور مصحوب بالقلق وغياب الأمن النفسي، هذا الشد والجذب، هذا الصراع الذي أصبح دائماً، بين مجلس وآخر: الأغلبية، الأقلية، الحكومة التي احتارت في طريقة تعاملها مع هذه الاختلافات والخروقات، وكلها تعلق على شماعة الديموقراطية، حتى أوصلتنا الى حد الكفر بهذه الديموقراطية، بل والعملية أو التجربة الديموقراطية التي وضع أساسها المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، ورجال الكويت الأبرار، حتى انقلبت أمورها، وتقاذفت الأيدي دستورها حتى قبة البرلمان العتيدة.
كل مرة نجدد الدعوة والدعاء، وبعد كل انتخابات تجري بنزاهة يشهد لها القاصي والداني، بأن تستتب الأمور، ونبدأ من جديد في تسيير عجلة التنمية والإصلاح التي «بدت اليوم»، كحلم صعب التحقيق والمنال، نبدأ من الصفر، وكأننا في سنة أولى بناء الدولة، حتى تظهر موجة من الاضطرابات، موجة عاصفة كموجة الغبار التي تجتاح البلاد من آن لآخر لتحجب الرؤية.
لقد مللنا، وزهقنا، وتعبنا من هذه الحالة المتشنجة، وأصبحنا اليوم نبحث عن الخلاص، وقد زاد الطين بلة ان الظروف المحيطة بنا كلها تئن وتستصرخ العالم من هول ما نعانيه، الألم أصبح طاغيا، وعالمنا العربي يئن من جراح ومثقل بجراح، وما هو آتٍ اسوأ، وما يلوح في الأفق صور سوداوية، تؤرق الجميع، تلاشت الصور الجميلة، اختفت الابتسامة عن الوجوه، وحل محلها الوجوم والأسى، لسنا أحسن حالاً من تلك الدول التي تعاني اليوم، فكلنا في المعاناة سواء، رغم ما توافر لنا من رغد بأسباب العيش، فالألم الذي أصابنا اليوم مصدره هذا التوتر الدائم، وغياب الأمن النفسي، وهو ما يتساوى مع خواء البطون الجائعة!
تعليقات