'لا يرجى منها خير'.. خليفة الخرافي منتقداً قوى المعارضة
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2012, 12:55 ص 848 مشاهدات 0
القبس
من يهن يسهل الهوان عليه
خليفة مساعد الخرافي
لا يرجى خيرٌ من هذه المعارضة, قطاع كبير من المجتمع الكويتي مستاء جداً مما يحصل، ونعلم مدى ضيقهم وانزعاجهم مما تقوم به السلطة بسبب تخبطها وفسادها، فأصبحت تقرب أهل الفوضى والغوغائية والتشدد والتأزيم والتشنج، بل أصبحت السلطة تهاب هؤلاء المفسدين المخربين، وتصفح عن جرائمهم وخطاياهم، وتتهاون معهم وتكرمهم وتحشمهم، بينما الآخر الصادق والجاد في رغبته في رفع شأن البلد وتطويره واصلاحه، من خلال خطط تنموية وخطوات اصلاحية ومقترحات قدمها أهل الاختصاص والخبرة، نجد السلطة تصد عنهم، بل تتصيدهم وتحاربهم وتتجاهلهم.
نرفض بشدة انهيار الدولة، نريد دولة القانون، من له حق يعطى حقه، ومن ليس له حق، حتى وان هدد وتوعد، يجب ألا يلبى طلبه، الجميع على العين والراس اذا كان صاحب حق، وجميع من يكسر القانون ويخرب الوطن يجب ايقافه عند حده مهما ظن انه قوي مهاب، فلا أحد فوق القانون، كفى تخبطا، كفى ضياعا، كفى هوانا، كفى استهتارا بالوطن ومقدراته ومستقبل اطفاله.
نحن بين نارين، بين فساد في السلطة وفساد في نواب، هل نتركهم يحرقون الوطن بجورهم وطغيانهم وإثارتهم مشاعر وحماس الشباب بقلب الحقائق وخلط الأوراق؟ لا لن نقبل ولن نظل نتفرج، اذا كانت السلطة ضائعة واستسلمت لهم، فلن نستسلم، بل سنحرك همم وحمية وفزعة من لا يرى سوى الكويت وطناً، ودونها المذلة والمهانة.
لا يمكن ان نترك أحلى وطن في العالم للبعض.. لكم شيخ، على كم نائب، على كم تاجر جشع، على كم جاهل، وكم اعلامي تافه، يخربونه.
صدق الشاعر المتبني، حين قال:
من يَهُن يسهل الهوان عليه
ما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ
وهذه حال سلطتنا ولهذا السبب تردى حال الوطن.
***
ان التصعيد الزائد لأي قضية، أياً كانت هذه القضية، سيؤدي الى انحراف القضية عن مسارها الأساسي.
هل تحتاج معارضة مضى عليها 20 سنة، وهي تصول وتجول على الساحة السياسية الكويتية وتشق وتخيط وتتوسط لمن تشاء، وتستجوب من لا ترضى عنه، هل تحتاج هذه المعارضة الى استعراض عضلاتها وقوتها في التركيز على قضايا تأخذ منها جهداً كبيراً واهداراً للوقت؟ فقد غرقوا في تفاصيل وأمور هم في غنى عنها، كقضيتي التحويلات والايداعات، على حساب قضايا أهم، كتشريع مائة قانون مهم مهمل، أو تطبيق توصيات الخبراء، أو متابعة خطة التنمية، من الواجب تحويل هذه القضايا الى النيابة العامة والقضاء ليسجنوا الجاني ويبرئوا البريء، بدل ان يشغلوا فيها الوطن المغلوب على أمره وشعبه، أم ان معارضتنا لا تثق بالقضاء فقررت ان تقوم بمهامه؟
اذا كانوا حقا راغبين في اصلاح الوطن وتطويره وتنميته، فهناك أسس وطرق ووسائل للاصلاح، يبدو ان معارضتنا لا يفقهون بها، كما تبين لنا بشكل واضح انه لا يرجى خيرٌ من هذه المعارضة، لعجزها وضعفها وتخبطها وتفككها ولضياع أولوياتها، وخير مثال ما حصل في جلسة استجواب الوزير الشمالي من تخبط رئيس مجلس الأمة ونواب الأغلبية، ومخالفة قانون اللائحة الداخلية، فولدوا أزمة من لا شيء.
تعليقات