تساؤلات الحربش: تقصير رئيس الأركان كشف لضعف المؤسسة العسكرية
محليات وبرلماناستقالته حفظ لأمن الكويت
مارس 17, 2008, منتصف الليل 1062 مشاهدات 0
كتب: عبدالله العنزي- الكويت
عاد رئيس أركان حدس النائب الدكتور جمعان الحربش ليواصل هجومه من ثغرة تكشفت له في دفاعات رئيس الأركان العامة ووزير الدفاع ، وهذه المرة يبدوا أن (الشق عود ) مما سوف يسمح للقائد الحدسي بزج الكثير من قواته عبر ثغرة الذخائر والأسلحة وموضوع تكدسها وفسادها.
لابد أولا أن نقر برقي وحرفية الجنرال جمعان في فهمه لمرتكزات البروبغندا وطريقة كسب المؤيدين ،فعندما نسمع كلمة( قضية فساد الأسلحة) يقفز إلى الذهن حزب الإخوان المسلمين في مصر أربعينيات القرن الماضي، فسبحان محي العظام وهي رميم.
فقد كانت الأسلحة الفاسدة قضية زادت من شعبية حركة الإخوان بعد نكبة حرب فلسطين عام 1948م حيث يرجع الإخوان المسلمين هزيمة العرب وضياع فلسطين إلى قضية أسلحة الجيش المصري الفاسدة التي خاض بها الحرب ولم تقتل إلا مستخدميها ،حيث لعبت هذه القضية التاريخية الهامة دوراً في سقوط الحكومة المصرية وتداعيات أخرى غيرت تاريخ العالم العربي ، وفي الكويت كانت الأسلحة الفاسدة قبل سنوات قليلة هي سبب استشهاد ثلاثة طلبة ضباط أبرياء أزهقت أرواحهم اللامبالاة عندما قيل إن الأسلحة كانت فاسدة، وانتهى الموضوع ولم يتحمل رئيس الأركان أو سواه المسئولية .
لقد كانت المساجلة بين رئيس أركان حدس ووزير الدفاع في دفاعه عن رئيس الأركان يوم الأربعاء الماضي في لجنة الداخلية والدفاع دليل على أننا لسنا أمام معركة بل حرب طويلة وعليه فقد اختلطت الأمور بشكل معقد يصعب فهمها ، فالكتاب المؤيدين لوزارة الدفاع في الصحف يقولون أن القضية شخصية بسبب رفض رئيس الأركان العامة قبول شفاعة رئيس أركان حدس لانضمام قريب له لكلية القيادة والأركان ، بينما يسلط الحربش أسئلته التخصصية بشكل يدعوا إلى الدهشة على الوزارة لتصب في النهاية على أن رئيس الأركان مقصر في عمله ولا يدير الجيش بالشكل المطلوب والدليل هو القصور في الجاهزية وتسرب العسكر وإهمال الأسلحة حتى تفسد في الشمس .
نوعية المعلومات التي جاءت ديباجة لأسئلة الدكتور جمعان الحربش تعطي مؤشرين خطيرين:
الأول : أن المؤسسة مخترقة والمعلومات فيها يسهل الوصول إليها من الحربش كرجل مشرع أو من سواه ممن لا يمتلك الحق في معرفة ما داخل أسوارها .
الثاني : أن من يمد الحربش بالمعلومات المفصلة عن نوع الأسلحة والجاهزية والروح المعنوية عسكري لايهاب طغيان رئيس الأركان لأن قلبه يحترق على سؤ حال المؤسسة وهذا دليل دامغ على فشل رئيس الأركان في إدارتها .
الإخوان يعانون مشكلة مصداقية بإثارة قضايا كبرى ثم تلاشيها شيئا فشيئا بعد أن يقبضون 'الثمن'-كما يقول خصومهم، وجمعان الحربش دخل 'عش الدبابير'، وهي شجاعة ما بعدها شجاعة، ولكن الناس تتذكر تلاشي ميزانيات الخس واندثار قضية المدفع 'بلادين'، ولكن الحربش رجل ذو دين وخريج شريعة وسيجد من المحرج له أن يتراجع عما أقدم عليه، وإلا فإن التهمة التي لصقت من بحركته من قبل، سوف تثبت صحتها.
الشاهد، أن من الحكمة إن يتدخل مسئول كبير لوقف ما يجري فإضعاف المؤسسة العسكرية بإظهار أوجه القصور فيها وسوء إدارة رئيس الأركان لها هو كشف لضعفنا أمام من يتربص بنا من الأعداء،بل إن العدو قد اطمأن إلى أن المؤسسة العسكرية لها رئيس أركان ذو كفاءة هي موضع تساؤل من السلطة التشريعية .
تعليقات